عَ مدار الساعة


عون عن مسودة الحريري: كل ما حذرته منه أدخله فيها .. الحريري تغيّر كثيراً

رغم تمسكه بالحريري رئيساً للحكومة الثانية ورغبته في البقاء الى جانبه طيلة الولاية، لا يخفى على عون حجم المآزق التي يضع الرئيس المكلف نفسه فيها:

1 – يريد تأليف الحكومة والاستمرار في السرايا، ولا يسعه التخلص من شروط جنبلاط وسمير جعجع، فيتبناها بكليتها، مع معرفته المسبقة بأن شريكه الفعلي في اعلان الحكومة، وهو رئيس الجمهورية، يرفضها تماماً.

2 – علاقته بالرياض ليست على ما يرام. منذ تكليفه في 24 ايار لم يتمكن الحريري، الذي زار السعودية اربع مرات على الاقل بدءاً من اليوم التالي للتكليف، من الاجتماع بمسؤول رفيع في المملكة. لم يستقبله الملك، ولا صلى على جاري العادة الى جانبه في اليوم الاول للعيد. عندما يحط في الرياض لا يستقبله سوى سائقه الذي يقود به السيارة الى منزله.

 

3 – ليس خافياً ايضاً الاعتقاد بأن المملكة لم تغفر له استنجاده بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لإخراجه من احتجازه في الرياض، في 4 تشرين الثاني 2017، حينما اعلن من هناك استقالته. من ثم اتاحة الفرصة امام عودته الى بلاده.

4 – ليس خافياً ايضاً وايضاً ما ينقل عن لسان رئيس الجمهورية ان رفضه استقالة 4 تشرين الثاني، واصراره على استعادة الحريري الى وطنه، شكّلا الرافعة الوطنية الفعلية لابقاء الرجل داخل المعادلة السياسية. ما خلا ذلك ربما ظل هناك، في الاقامة الغامضة الى اليوم، او ذهب الى اعتزال تسابق حينذاك الراكضون وراء خلافته.

5 – لا يخفي رئيس الجمهورية، رغم محاولة وزير الثقافة الجمعة الفائت تبديد هذا الانطباع، شعوراً بأن الحريري تغيّر كثيراً عما عرفه فيه منذ التسوية الرئاسية عام 2016: لم يعد هو نفسه.

من مقال نقولا ناصيف في جريدة الأخبار-