– شو ما كان ماضيك وخطاياك، منها حاجز أمام حب الله الك.. بس الخطيّة حاجز..
***
عظة الأب مروان خوري “خرج الزارع ليزرع” – قداس السلام في دير القديسة تريزيا الطفل يسوع – سهيلة: (13 آب 2018)
نتأمل بكلمة الإنجيل على ضوء الروحانية المريمية.. يقول النص: خرج يسوع من البيت وجلس على شاطئ البحر..
الرب يخرج الى بحر هذا العالم.. وهو في حالة خروج دائم… ليه..؟؟
لأنو بيتو فِضِي من الإنسان يللي بِحبّو… ولن يعود الرب الى بيتو الاّ لما يكون هيدا البيت إكتمل..
خرج من البيت وجلس على شاطئ البحر.. البحر هويّ بحر الحياة ؛ يسوع كل تكّة ولحظة يأتي الى بحر هذا العالم، ليفتقد أحبائو، ليسأل عن ولادو..
عندو حالات من الخروج كتيري بكتاب المقدس:
- الرب خرج من الفردوس، وأتى الى عالمنا مع آدم وحواء، بخلق الإنسان، ليعطينا الخلود.. والإنسان فضّل هذا العالم على العودة الى الآب..
- خرج مع الشعب مع موسى من أرض العبودية، لإعادتهم الى أرض الحرية ، والإنسان فضّل عبودية فرعون، وتذمّر عَ الطريق اللي سارها…
- خرج من أحشاء مريم، أتى من البيت الوالدي ودخل في حشاء مريم، وخرج الى عالمنا.. ويقول: جلس على شاطئ البحر.. والبحر عندو شاطئين (2) شطّ يللي مِنقلّع منّو، وشطّ اللي منوصلّو.. الرب إجا عَ الشطّ اللي بدّك تقلّع منّو، ومن هيك يقول النص: واحتشد لديه جموع كثيرة، حتى انه صعد الى السفينة وجلس، وكان الجمع كلُّه واقفاً على الشاطئ..
كلنا اليوم واقفين على شاطئ الحياة، ومحيّرين لوين مِنروح..!! ؟؟ وشو بدنا نِعمل..؟؟؟ كيف بِضمُن مستقبلي..؟؟ الرب واقِف الى جنبك حتى يعلّمك الطريق، اللي بدّك تسلكها..
أنا عم إختصر خروج المسيح… في أيضاً خروجه من القبر (ليعيد لنا الحياة)
وآخر خروج للمسيح هو إرساله لنا مريم.. تركت البيت السماوي وأتت لعنّا، حتى تصلّح الخربطة بيننا وبين إبنها..
شو طالبة منّا العدرا..؟؟
ما قاله المسيح في الإنجيل.. علينا إصلاح الأرض.. الأرض يللي بيِحكي عنّا الرب، هي قلوبنا.. القلب مدعو انسان جعله أرض صالحة.. وهيدا القلب اللي عَم تشتغِل عليه العدرا.. ونحنا بس نروح عَ مديوغوريه، للأسف في كتار من الأشخاص عَم ينبشو عن علامات.. والعدرا عندها هدف واحد هوي قلوبنا… لتُعيد القلب يليق باستقبال إبنها..
بالقلوب تنبت النِعَم.. أوعا تفكرّو إنّو صلاتكم مش مسموعة شي مرّة عند الله..!! شو ما كان ماضيك وخطاياك، الخطيّة ما بِتوقِّف حب الله الك.. بس الخطيّة بتوضع حاجز قدام هيدا الحب..
ولا نهار رغم الشرور المنتشرة بهيدا العالم، ولا نهار وِقفِت الشمس تشرق.. ولا نهار الرب عاملنا متِل ما نحنا عَم نعاملو..!! هل شي مرّة وقّف الرب الأكسيجين..!!
دايماً الرب يُرسل نعمه.. لكن شو بيمنع النِعمة من أن تنمو..؟؟ شو بيمنع الشمس تدخل لعنّا.. الحيط اللي مِنحطّو.. !!! الإنسان بس يصلّي الرب يُرسِل نِعَمُه ويستجيب صلاتك، ولكن النعمة ما بِتفرِّخ عندك لأنو أرضك/قلبك مش أرض صالحة..
البشر مدعويين يسألو: شو بدنا نِعمل بهيدا القلب..
أوّل شي: بدنا نزيل الحجار.. الحجار هيي الأحقاد الموجودة فينا، والغضب والقساوة وقلّة الرحمة.. والكبرياء.. هيدي الأحجار العدرا بَدها يانا نشيلا.. لتدخل نعمة الرب..
تاني شي: العدرا بتنبهنا عَ التربة الخفيفة.. التربة الخفيفة هيّي قلّة الحب… وقلّة الثقة بالله والإيمان.. وهالشي ما بِخلّي النِعمة تِربى وتنمو..
تالت شي: تطلب العدرا منّا نشتغل على قلبنا المتعلّق بهالدني، وبمجدو وشهواتو.. لأنّو ما منِقدر نعيش نعمة الله، مع مجد هيدا العالم.. في واحد بدّو يِربح.. يقول الرب:
عبادة المال عداء لله…
عبادة الله عداء للعالم..
ما فينا نِربى ونعيش لَ تِنيناتُن.. في ناس بقدسّو وبيِطلعو لبرّا إنسان تاني.. بيِفتِكر إنّو أنا رضيت الله، عَم قدّس الأحد، وعَم إعترِف، وعايِش عَ راسي..
ما فيك.. لأنّو نِعمة الله بس بَدها تِربى فيك، هالمجد اللي طاغي عَ قلبك، من شهوات وسلاطينو، وعظمتو.. رح يكون شوك يِخنُق هالنِعمة..
إذا بدنا نفرّح قلب العدرا فعلاً ، وبدنا نِشعر بحضور إبنا بيننا وبداخلنا.. رجاء خاص نِشتغل عَ قلوبنا.. هالقلب سيتناول الرب.. بس ما منَعرِف كيف بِفوت..
هل في شوق، وايمان، وثقة وأعمال صالحة بهالقلب..!!
هيدي الزينة يللي مِنحضِّر فيها إستقبالنا للملك.. وغير هيك كل مناولة هيّي إهانة، لأنو ضيف غالي، ولكن مش عَم إحسُن ضيافتو.. ومش عَم إعمِل من قيمتو..
نصلّي مع أمنا السماوية، ونطلب منها تشتِغل عَ قلوبنا.. وتَعطينا قلب مِتل قلبها، طاهر ونقي ومتواضع، حتى مِتل ما حبِّت يسوع، بدورنا نحبّو ونكرمو بحياتنا..
آمين
https://www.youtube.com/watch?v=msPdhvlOgLg&feature=youtu.be
Agoraleaks.com