يشهد الميدان السوري تراجعاً نسبياً في حدة المعارك والاعمال الحربية، باستثناء منطقة السويداء في الجنوب السوري، وتدفق الحشود العسكرية في إتجاه أدلب، فلن تبدأ معركتها قبل الإنتهاء من تطهير الجيوب المسلحة في باقي المناطق، لعدم تحركيها ضد الجيش عند إندلاع معركة إستعادة المدينة المذكورة، الى ذلك تدور بعض المناوشات في ريفي حماه واللاذقية الشماليين المتصلين بإدلب.
عملانيا، يتابع الجيش السوري ببطء وثبات تقدمه في الريف الشرقي للسويداء، لتطهير ما تبقى من جيوب مسلحة لتنظيم “داعش” الإرهابي في هذه المنطقة، نظراً للطبيعتها الصخرية الوعرة.
وتؤكد مصادر ميدانية متابعة ألا معنى إستراتيجي لمعركة شرق السويداء، ولم ترتق الى مستوى جبهة قتال تقليدية، بل هي عمل عسكري محدود لإستئصال البؤر الإرهابية في المنطقة المذكورة، التي نفذت هجماتٍ إرهابية طاولت أهالي ومناطق جبل العرب، وأدى ذلك الى سقوط عشرات الضحايا منهم في الأسابيع القليلة الفائتة.
وتجزم المصادر عينها أن مصير هذه المعركة محسوم لمصلحة القوات السورية، لا محال.
وفي التفاصيل، فقد تمكن الجيش السوري من توسيع نطاق سيطرته في المنطقة المذكورة في اتجاه عمق البادية بعد تكبيد التنظيم الإرهابي خسائر بالأفراد والعتاد، ودائما بحسب المصادر.
وأشار الإعلام الحربي الى أن وحدات الجيش تلاحق فلول التنظيم التكفيري في عمق البادية بالتوازي مع تمشيط الطرق والوديان والتلال والمغاور في المناطق التي تم تحريرها بعمق يتجاوز في بعض المحاور 35 كم لتأمينها ورفع الألغام التي خلفها إرهابيو التنظيم لإعاقة تقدم الجيش، إضافة إلى تدمير مخلفاتهم وتحصيناتهم التي كانوا يتخذونها منطلقا لاعتداءاتهم الإرهابية على النقاط والقرى الآمنة في ريف السويداء المتاخم للبادية.
ويستمر الجيش السوري والقوات الرديفة في المزيد من السيطرة على مناطق وتلال حاكمة مع قطع طرق ومحاور تحركات وإمداد الإرهابيين وملاحقة فلولهم، خصوصاً من جهة التنف التي تشكل قاعدة الإمداد الرئيسة للتنظيم الإرهابي إلى ريف السويداء الشرقي، بحسب المصادر المذكورة آنفا.
وكان إتخذ إرهابيو تنظيم “داعش” منذ الأعوام الأولى لبدء الأزمة الراهنة منطقة البادية الوعرة شرق السويداء، حيث توجد آخر تجمعات للتنظيم التكفيري في جنوب سورية منطلقا لهجماتهم الإرهابية والاعتداء على القرى والتجمعات السكنية بريف السويداء كما ورد آنفا، ثم إنضم لهم مسلحون من التنظيم عينه، فروا من المعارك في المناطق المتصلة بالبادية ثم الريف المذكور، كالضمير وسواها.
وبذلك إتحد المسلحون التكفيريون وهاجموا مراراً المطارات العسكرية في الجنوب السوري وفي السويداء تحديدا، محاولين الإستيلاء على مطارات: الثعلة، خلخله، وبلي، غير أنهم باؤوا بالفشل.
وفي السياق، تعتبر مصادر سياسية سورية أن السبب الأساس الذي أدى الى إنكشاف السويداء أمنياً أمام “داعش”، هو رفض أهالي المنطقة، دخول الجيش السوري إليها، رغم مساعٍ بذلها رئيس مركز المصالحة الروسية في سورية في الأشهر القليلة الفائتة، فإن غالبيتهم يسعون الى أن تبقى متمايزة عن سواها في المرحلة الراهنة، نظراً لوجود بعض التباينات في الآراء فيها، وتلافياً لأي خلاف بينهم، قد يؤدي الى تدخل خارجي فيها أو تحريض ضد الحكومة وماشاكل، تحديدا من خارج الحدود من لبنان أو الأراضي المحتلة، على حد قول المصادر. للذك فضلوا الدفاع عنها بأنفسهم في هذه المرحلة علّها تنجلي الأمور، وتصل الأزمة الى الحل المرتجى، رغم تعرض ابناء جبل العرب للخطف والاستهداف من بعض المسلحين المنتشرين في المناطق المجاورة في حوران.
وتختم المصادر بالقول: ” لاشك أن وجود الجيش السوري في السويداء كان قد حال دون وقوع العمل الإرهابي الأخير فيها، اسوة بباقي المناطق التي إنتشر فيها الجيش وهي تنعم بالآمن والآمان الى حد فوق المقبول “.
-موقع المرده-