القوات تتحمل تبعة قراراتها الانقلاب على العهد في الحكومة كما في التعيينات
***
إن الذي ينقلب على الاتفاقات ولا يفي بوعوده، وهذا ليس مستغربا على من يحفل تاريخه بالانقلابات على اللبنانيين والانتفاضات على رفاقه، يتحملّ تبعات قراراته في الحكومة كما في التعيينات، لأن عهد الرئيس ميشال عون ليس عهد محاصصة ولا ترويكا تقسّم فيه الجبنة، بل هو عهد بناء الدولة الذي يبدأ بالاصلاح بهدف التغيير، وأكبر خطيئة ارتكبتها القوات من ضمن أخطائها التي لا تعد ولا تحصى، أنها انقلبت على العهد بالخروج عن الاجماع الوطني الداعم لرئيس الحكومة سعد الحريري حين كان معتقلا في السعودية، وهو إجماع قلّ مثيله في تاريخ لبنان، لا بل اكملت القوات مؤامرتها على الحريري بعدما سلمّته لجلاديه بهدف اخراجه من المعادلة السياسية، بحراكها في الداخل خلال الاعتقال، من خلال تشجيعها إستقالة الحريري وإشاعة أجواء سلبية حول ما كان سائدا في الحكومة التي شكلت القوات جزءا رئيسيا منها، ليطرح رئيس حزب القوات سمير جعجع مقولته الشهيرة حينها: “استغربنا كيف ما استقال الحريري قبل هلّق”، في حين بات معروفا بالمعلومات وبشهادات رؤساء دول غربية وعلى رأسها الفرنسي ايمانويل ماكرون، صاحب الوساطة مع السعودية للإفراج عن الحريري، ان رئيس حكومتنا أقيل ولم يستقل بعدما تمّ خطفه ووضعه في الاقامة الجبرية كما بات واضحاً.
إن المخطط السعودي الذي كان موضوعا للبنان، وشكّلت القوات أداته التنفيذية على الساحة المحلية، كان يمكن لو نجح ان يسقط عهد الرئيس عون، لا بل كاد يدخل لبنان في نفق حرب أهلية ربّما، لذلك يعتبر التآمر على العهد، خطيئة كبرى سيدفع ثمنها اليوم سمير جعجع، وسيكون الثمن غاليا جداً في المرحلة المقبلة، فلا يلومنّ أحد إذا لم يتنازل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من كيسه، للقوات، بمسألة التمثيل الذي سيكون وفق الاحجام ولن يظلم أحدا في كل الاحوال، لأن لا تنازلات بعد اليوم أمام الفاسدين والمتآمرين على لبنان، منفذي الاجندات الخارجية.