–السعودية تنتقل من جنون الى جنون أكبر في اليمن ومن أزمة دبلوماسية الى اخرى دولياً
***
من أزمة اقليمية الى ازمة دولية ومن جنون الى جنون اكبر تنتقل السعودية في الفترة الاخيرة، فبعد الازمة الدبلوماسية مع كندا على خلفية انتقاد الاخيرة لحقوق الانسان والمرأة في السعودية، واتخاذ اجراءات انتقامية من الرياض ضد أوتاوا، ورفض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الاعتذار بشأن تصريحاته عن حقوق الإنسان في السعودية، ارتكب الطيران الحربي السعودي أول من أمس مجزرة جديدة في اليمن ولكن أكثر ترويعاً من ذي قبل، حيث استهدفت حافلة في صعدة وتسببت باستشهاد عشرات اليمنيين وإيقاع عشرات الجرحى اغلبهم من الاطفال، وقد لاقت هذه الجريمة استنكارا واسعا من اطراف اقليمية ودولية، أما الجريمة الاكبر فهي تبرير التحالف السعودي الاماراتي هذه المجزرة بأبشع التبريرات التي زادت من فداحة الجريمة المرتكبة بالقول: ان ” هذا العمل العسكري مشروع ومتوافق مع القانون الإنساني”، فيبدو ان بنفس الطريقة التي تحترم فيها السعودية حقوق المرأة والمواطن عندها كذلك تحترم القانون الانساني في اليمن.
وفي التفاصيل ان حافلة مدرسية كانت تقوم برحلة، ومرّت في سوق صعدة المكتظ بالمدنيين وقد توقف السائق في السوق لدقائق لأخذ استراحة، وحينها قامت الطائرات السعودية بقصف الحافلة بشكل مباشر وعن قصد لتقتل ال 26 طفلا الذي لم تتجاوز اعمارهم ال 15 عاما اضافة الى استشهاد 45 شخصا كانوا متواجدين قرب الحافلة.
للأسف أن نرى هذه المشاهد تتكرّر بعدما ظننّا انها ولّت الى غير رجعة بالقضاء على تنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق ولبنان، وفرض المقاومة اللبنانية توازن رعب في وجه اسرائيل يمنعها من ارتكاب هكذا مجازر بحقنا، إلا ان صور عشرات الاطفال المحروقة والمقطعة الاوصال في صعدة اليمنية جراء العدوان السعودي، يذكرني بمجزرة قانا الصهيونية بحق أطفال لبنان والتبرير نفسه الذي استخدمته السعودية امس في جريمة صعدة، استخدمه العدو الاسرائيلي في مجزرة قانا، كما تعيد هذه الصور المؤلمة الى الأذهان صور أشلاء الاطفال خلال العدوان الاسرائيلي في حرب تموز 2006 على لبنان.