الحريّة موجودة على القمّة، في الله – لا يمكن فهم الحريّة إلاّ إذا ربطناها بمفهوم التسلسل الهرمي
***
لا يمكن فهم الحريّة إلاّ إذا ربطناها بمفهوم التسلسل الهرمي.
ما هي هذه الحريّة التي يمكن أن يحصل عليها من كان في أسفل السلّم؟ هل الصخور حرّة؟… والنباتات؟… والحيوانات؟…
حتى البشر، فإن أغلبيّتهم ليسوا أحرارًا: إنّهم نوعًا ما تحت سيطرة كائنات بشريّة أخرى أو كيانات من العالم اللامنظور، لأنّهم داخلياً، روحيًّا، موجودون في أسفل الهرم ولا يعود القرار إليهم.
إن الذي يريد التخلّص من العقبات، مهما كانت، عليه أن يعمل على الصعود أعلى فأعلى. فمن خلال الاقتراب أكثر فأكثر من القمّة، من الإله، يتحرّر.
لأنّ الله وحده هو حقًّا حرّ.
كافّة المخلوقات الأخرى تعيش على شكل اعتماد، حتى كبار الملائكة: بما أنّهم منغمسون في روح الإله، فإنّهم يعتمدون عليه. هم أحرار من حريّة الإله، ولكنّهم ليسوا أحرارًا بالنسبة إلى الإله. فقط الله هو حرّ، وبقدر ما تقترب المخلوقات منه تكون حرة من حريته ولا خلاف لذلك.