أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


فيسك يفضح الغرب بمشتريات أسلحة الإرهابيين في سوريا

– االولايات المتحدة على دراية تامة بالجهة التي تشتري الاسلحة

***

دعا الكاتب البريطاني روبرت فيسك الدول الغربية إلى الكشف عمن يشتري منها الأسلحة في سوريا، مشيراً إلى ان وجود أدلة تؤكد ان المجموعات المسلحة في القسم الشرقي من مدينة حلب تمتلك أسلحة وصواريخ مصدرها شركة “Raytheon”(شركة مقاولات عسكرية اميركية معروفة).

وقال فيسك في مقال نشرته صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، إنه “وبعد تكشف وجود أنواع مختلفة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة بأيدي التنظيمات الإرهابية في سوريا مع شعارات عليها تدل على مصنعيها حان الوقت لدول الغرب أن تفصح لمن تبيع هذه الأسلحة”.

وأضاف ان هذه الصواريخ وغيرها من الأسلحة التي عثر عليها في حلب الشرقية لم تأتي بواسطة التهريب من ليبيا، وانما عبر طائرات عسكرية”، لافتاً إلى ان نقطة الانطلاق الأولى لدفعة من الصواريخ قد وصلت الى حلب الشرقية من قاعدة تابعة للحكومة الاميركية”، مؤكداً ان تسجيلات مصورة اظهر ان مسلحي إدلب استخدموا اسلحة صنعتها “Raytheon”.

وكشف فيسك أنه شاهد في وكر مدمر للأسلحة في شرق حلب يعود لـ”جبهة النصرة” بقايا صواريخ كتب على غلافها الخارجي اسم شركة “هيوز للطائرات” التي تأسست في ولاية كاليفورنيا الأميركية وبيعت في عام 1997 إلى “رايثيون” وهي شركة دفاع أميركية كبيرة وأحد أكبر منتجي الصواريخ المزودة بأنظمة التوجيه الدقيق.

وأوضح فيسك ان الولايات المتحدة تبيع تلك الأسلحة أولاً بشكل قانوني إلى دول “اطلسية” أو موالية “لـ”الناتو”، ونقل عن منتجي السلاح في دول البلقان ان الشركة ليست ملزمة بالتأكد من مكان توجه الاسلحة وتسليمها إلى جهات إرهابية كـ”داعش” و”القاعدة” وغيرها، إلا ان المنتج أكد ان “الناتو” والولايات المتحدة على دراية تامة بالجهة التي تشتري الاسلحة.

وتابع ان “شركة رايثيون تضم قائمة من المساهمين بينها بنك أميركا وبنك دويتشه وتمتلك مكاتب في السعودية والإمارات و”إسرائيل” ومصر وتركيا والكويت”، موضحاً أنه قابل أحد المديرين التنفيذيين في شركة “هيوز” وأخبره الأخير أن الشركة قسمت إلى ثماني شركات أخرى وأن هذه الدفعة من الصواريخ وبحسب الرموز والأرقام التي تحملها خرجت من دون شك من قاعدة حكومية أميركية”.

كما أوضح فيسك أن الرقم “01” المطبوع على أغلفة الصواريخ هو عبارة عن رمز الولايات المتحدة في “الناتو”، مضيفاً: إن صواريخ “بي جي إم 71 إي 1 بي” هي منتج لشركة “رايثيون” وقد ظهر في أشرطة فيديو بحوزة مسلحين من “النصرة” في محافظة إدلب قبل عامين من العثور على أغلفته في مخزن هذا التنظيم شرق حلب.

وأشار الكاتب البريطاني إلى وجود العشرات من أغلفة الصواريخ المستهلكة المماثلة في الوكر العائد لـ”النصرة” مع ترميز متسلسل على أغلفتها وهو ما يثبت أن هذه الصواريخ المضادة للدروع المعروفة تجارياً باسم “توس” لم تكن دفعات صغيرة تم تهريبها من عناصر منفردين إلى سوريا عبر ممر المهربين القديم من ليبيا وإنما عبارة عن شحنات أسلحة كاملة غادرت بلدان منشئها وتم نقلها على متن طائرات عسكرية.

ولفت فيسك إلى وثائق شحن، عثر عليها في وكر لـ”النصرة” في حلب، أرسلت من شركة “Novi Travnik” البوسنية إلى السعودية، لكن الرياض زعمت بانها “لا تقدم اي شكل من الدعم لأي منظمة إرهابية”.

الكاتب تساءل عن معنى هذا الرد السعودي، قائلا إن “البيانات الصادرة عن الحكومات يجب ان لا تكون كلمة الفصل”، مضيفا ان “هناك سؤال لم يجيب عليه السعوديون، وهو ان السعوديين انفسهم طلبوا نسخ من اوراق الشحن،ل كنهم لم يوضحوا ما اذا كانوا قد تسملوا الصواريخ ام لا”.

كما قال إن هناك الكثير من الأسئلة التي يجب ان تجيب عليها السلطات الدولية في دول البلقان، متسائلا “اذا كانت هذه الدول تجري تحقيقات حول شحنات الاسلحة وحول كيفية وقوع أوراق الشحن في أيدي “النصرة”، مشيراً إلى ان حلف “الناتو” والاتحاد الاوروبي كانوا على علم بهذه الاوراق عندما تمت عملية نقل السلاح.

واعتبر ان الناتو و الاتحاد الاوروبي ليس لديهم اي مصلحة بتعقب السلاح وكيفية وقوعه في أيدي الجماعات المسلحة في سوريا او في غيرها من الأماكن في الشرق الاوسط.