– لا تضيعوا البوصلة…
***
لبنان بلد الفرص الضائعة (تابع)
ببساطة ودون تعقيد اتوجه الى كل مواطن خبير او لا ….ذو اختصاص او لا …
فقط يريد ان يفهم في وسط هذه المعمعة قصة السدود.
انا مواطن بسيط اقنعوني بعدم جدوى السدود …
دراسة وضعت في ال 2009 من قبل ستة خبراء عالميين استندت عليها الخطة العشرية فيما بعد وهي تشمل واقع المياه في لبنان والحلول وألأقتراحات على كافة الصعد (ليس فقط السدود) ولكن الأهم بالنسبة لي انها تتمحور حول كيفية الأستفادة من 1200 مليون متر مكعب من المياه المهدورة الى البحر وهذا الأهم.
الأسباب الموجبة كثيرة اهمها:
1- استنزاف المياه السطحية في مشاريع الري والأستهلاك اليومي بدل حصر استعمالها للشرب.
2- التغير المناخي الحاصل وارتفاع حرارة الأرض وذوبان الثلوج السريع وقلة المتساقطات …. باختصار
3- لا دراسات على مستوى وطني للمياه الجوفية ولكن ربطا دراسة للبقاع تظهر خسارة متر الى ثلاثة امتار سنويا.
4- وجوب حفظ المياه الجوفية كمخزون استراتيجي للاستعمال عند الحاجة في السنين الجافة وليس كمصدر دائم للمياه عبر 70000 بئر غير شرعي.
أذا هناك الزامية تخزين 1200 مليون متر مكعب من المياه المهدورة الى البحر ولكن كيف؟
1- ثمة من يقول اتركوها للبحر … طيب لكن من اين ناتي بالبديل؟
2- ثمة من يقول ادخلوها الى الخزانات الجوفية عبر حواجز صغيرة… عظيم … كيف ؟ وهي وحول وسيول غير
مكررة وغير مضمونة؟ ان المياه السطحية غير قابلة للتخرين الجوفي من دون معالجة لما يمكن ان تحويه من اتربة وسيول… ستسد مجاري الآبار وتلوثها بشكل غير قابل للمعالجة.
3- احفروا المزيد من الآبار … لكن الأبار ملحت والمؤشرات لنضوبها واضحة ….
4- استعملوا الينابيع الحالية … يا اخي مياه الينابيع للشرب ولا تكفي للزراعة والأستعمال اليومي.
5- حتى وصل البعض الى الدعوة الى تحلية مياه البحر …. مهما كانت الكلفة.
لماذا السدود تبقى الحل الأفضل؟
1- طبيعة لبنان الجبلية تسمح بالتخزين على المرتفعات دون اللجوء الى الضخ الميكانيكي.
2- السد يسمح بتخزين المياه وفحصها ومعالجتها قبل ارسالها للاستعمال.
3- السد يسمح بان نقرر وجهة استعمال المياه وفق حاجتنا للري او للشرب لانتاج الكهرباء او ارسال الفائض في مجاري الأنهر لضمان عدم جفافها … عكس باقي المصادر المحدودة.
4- مقارنة السد بالمياه الجوفية غير منطقية كون السد متعدد الأستعمال ويهدف الى تخزين مياه مهدورة بينما المياه الجوفية هي خزان استراتيجي اضافي مهم ولكن الواحدة لا تلغي الأخرى.
5- قصة الكارستية وخبرية الزلازل اجبت عنها في مقال سابق … لو كان هذا المنطق صحيح لما جلل اجدادنا الجبال ولما حفروا الصخر للآبار ولما كانت اليابان … فالحاجة ام الأختراع.
بدل ان نحارب خطط المياه و السدود واهلها دعونا نسأل:
1- من المسؤول عن دراسة وتنفيذ وفشل سد بريصا؟ ولما لا يذكر مجلس الأنماء والأعمار ؟ ولما لم يؤهل حتى اليوم؟ ولما ارتفعت كلفة عزله من اربعة ملايين دولار الى عشرة ملايين دولار؟
2- لما لم تؤهل الشبكات البالغ هدرها 47 بالمئة حتى اليوم؟
3- لما لم تركب الحساسات على الشبكات لمراقبة الهدر والتحكم بها آليا؟
4- من عرقل خطة مياه كان يجب ان تنجز بال 2010 واخرها 8 سنوات ولمصلحة من؟
5- من عرقل خطة مياه لو انجزت لكانت سددت الدين العام خلال سنوات؟
6- من بلط الجرد والقرى وغطى الكسارات والمقالع وقضى على الغطاء الأخضر؟
لو كانت جبالنا وطقسنا وغاباتنا بخير لما احتجنا ربما للسدود … لكن كان يا ما كان … واليوم المريض في العناية الفائقة … واهله يتناقشون عن جنس الملائكة.
هنا معركتنا فلا تضيعوا البوصلة
(يتبع)
المهندس الخبير في البحث عن الحقيقة – شاكر نون