اللبنانيون يرون في الجيش نموذجاً يحتذى به وهو حصين ضد الفساد –نسيم بو سمرا
***
حسم وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي الجدال الدائر بين حركة أمل والنائب جميل السيد، الذي انطلق بعد موجة الإتهامات المتبادلة بين قياديي ” أمل” والنائب السيّد على خلفيّة التقصير في إنماء منطقة بعلبك – الهرمل، وقد طلب جريصاتي في كتاب وجّهه الى النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، اعتبار كلام السيد في مؤتمره الصحافي إخبارا، أما السجال بين حركة أمل وجميل السيد فهو بدأ منذ انتهاء الانتخابات النيابية وفوز جميل السيد بالنيابة بنسبة اصوات تخطّت كل المرشحين الاخرين بأشواط، وهو حصل على ٣٣.٣٣٣ الف صوت تفضيلي بقاعي ما نسبته 20 بالمئة من اهالي البقاع، لكنّ هذا السجال زادت حدّته في اليومين الاخيرين بعد تغريدة النائب جميل السيد التي انتقد فيها آداء “شيعة الدولة” إتجاه البقاع، بينما الاهتمام ينصّب على الجنوب، قاصداً “حركة أمل” تحديدا، ومحيّداً “شيعة المقاومة” أي “حزب الله”، وهذا ما إعتبره انصار الحركة عبر التواصل الاجتماعي خطاب فتنة بين الشيعة، فكالوا الشتائم ضد السيد في حملة منظمة بيّنت انها تحظى بموافقة قيادات حركة أمل، ليرد النائب السيد على الرد في حديث تلفزيوني، مشيرا إلى أن “بعض الصغار ردوا بالمكابرة خلف بعض الشتّامين بعد أن قال أعطيتم الجنوب كثيراً إهتمّوا بالبقاع حتى لا تخسروه”، لافتاً إلى أن “هؤلاء أنفسهم كانوا السبب في إضعاف حركة أمل في إنتخابات البقاع وما زالوا وأساؤوا لرئيس المجلس النيابي نبيه برّي قبل سواه”. ثم ارفق حديثه بتغريدة على حسابه على تويتر لافتا الى أن السلوك نفسه يؤدي إلى النتيجة نفسها، مؤكداً أن “مشكلتهم ليست معنا بل مع الناس”.
أما الرد الاخير للسيّد فكان في مؤتمره الصحافي من قاعة مجلس النواب في ساحة النجمة أعلن فيه أن اردت استنهاض بري الذي هو اقدر بالدولة من السيد ليتحرك بقاعاً، غير انه صوّب على أحد المقربين من بري من دون ان يسميه طالبا من بري إزاحته .
وعلى الفور ردّت حركة أمل على النائب السيد واعتبرت ان من اجل الحقيقة قد يضطرنا مرةً اخرى لتذكيره بتاريخه في رمي التهم وخلق القصص لبناء حيثية. ولكن لن ننجر الى ما يريده من فتن في الساحة التي حمت لبنان ووحدته”. واضاف البيان:” فقط لمن يدعي الشرف العسكري نتحداه ان يقدم ما إختلقه من تهم وفبركات للنيابة العامة ليتبين الخيط الأبيض من حولنا من خيطه الأسود هو وغيره يعرفون أن الكبار وحدهم من يعملون الى جانب الرئيس بري ولن يهزّهم كلامٌ يراد به باطل”.
في هذا الوقت انضمت قناة الجديد الى السجال الدائر بين النائب السيد وأمل عرضت مساء امس تقريرا إتهمت فيه مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري أحمد بعلبكي بالتقصير والتحريف، وهو الشخص الذي لم يذكره السيد بالاسم ولكنه قصده بعدما لمّح في مؤتمره الصحافي الى ان من يقصده ليس نائباً او وزيرا، هذا ولم يتأخّر ردَ بعلبكي على ما جاء في نشرة “الجديد”، قائلًا: “الآن التقت جوقة الحاقدين المعروفين بسوق الاتهامات والافتراءات تحت جنح شاهد زور أدمن منذ زمن طويل على تلفيق شتى الاتهامات والأضاليل ولا يزال. أما السؤال عن جرأة المدعي العام فنحن لا نشك بجرأته ولا يلزمه الشجاعة ولا أي أمر آخر فليتقدم المفترون بمعلوماتهم المفترضة، وكنا قد بادرنا بدعوتهم للجوء إلى القضاء”.
في المحصّلة إن ما أعلنه جميل السيد في عدة مناسبات كان اخرها في المؤتمر الصحافي الاخير، باتهام ضباط في الجيش بتلقي رشاوى لإدخال بعض المتبارين من دون وجه حق على دورات الجيش اللبناني والقوى الامنية كافة هو اتهام خطير لا يمكن ان يمر مرور الكرام من دون ان تتكشّف كامل تفاصيله ليعاقب كل من يساهم في اضعاف الشعور الوطني لدى اللبنانيين بهكذا افعال في المؤسسة العسكرية التي ربما صمدت لوحدها أمام التشكيك، وما زال اللبنانيون بكل اطيافهم يرونها نموذجا في الدولة اللبنانية وبأنها حصينة ضد الفساد وهي تقوم بواجبها تجاه الوطن بنزاهة وشفافية، وليس مسموحا في العهد الجديد الذي بدأ بإصلاح كل مؤسسات الدولة التي ينخر فيها الفساد، ان تسير المؤسسة العسكرية ايضا في الركب، بعدما برز الامل ببناء الدولة القوية في عهد الرئيس العماد ميشال عون، ولذلك قام جريصاتي بالطلب بالتحقيق حرصا على المؤسسة العسكرية وسمعة ضباطها ورتبائها وأفرادها، وبخاصة بعد الانجازات التي حققها الجيش ومخابراته في بداية العهد بكسره الارهاب وتنظيف الداخل من معظم الخلايا التكفيرية النائمة، فحمى لبنان وحضّر الارضية لانطلاقة العهد القوية.