قطع الجيش السوري خطوط إمداد الإرهابيين بين ريفي درعا الشرقي والغربي، وبدأ الاستعداد لخوض مواجهته الأخيرة في الريف الغربي، الذي اختار إرهابيوه الذهاب في طريق القتال، معولين على دعم إسرائيلي موعود، من دون الالتفات إلى مصير من سبقهم على باقي الجبهات.
الإرهابيون في هذه المنطقة قرروا الاندماج في تشكيل واحد «واستئناف القتال ضد الجيش السوري»، وأعلنوا النفير العامّ والجاهزية لاستقبال جميع من يرغب بالانضمام إليهم، لينعكس هذا التطور عودة للاشتباكات في تلك المنطقة بعد أيام من الهدوء.
في المقابل، أكد عضو ما يسمى «خلية الأزمة» التابعة للمعارضة في درعا، والرئيس السابق لـ«المجلس المحلي» لمدينة جاسم، أحمد الصالح، تمسكه بالمصالحة، وقال: «تم تشكيل فريق تفاوض من أجل التوصل لاتفاق يضمن سلامة أهلنا وشبابنا ويحفظ البلاد».
هذه التطورات جاءت في وقت أعلن فيه مصدر عسكري، أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة أحكمت السيطرة على بلدة أم المياذن الواقعة شمال بلدة نصيب».
في السياق، ذكرت مصادر إعلامية لـ«الوطن»، أن الجيش أمن طريق دمشق عمان بالكامل وسيطر على قرى «الطيبة» و«نصيب» وخمسة مخافر غرب معبر نصيب، بالإضافة إلى «كتيبة الدفاع الجوي» غرب مدينة درعا.
كما تمكنت وحدات من الجيش من قطع خطوط إمداد الإرهابيين بين ريفي درعا الشرقي والغربي، وعزل مناطق الإرهابيين في مدينة درعا ومنطقة غرز جنوب وجنوب شرق درعا، عن ريف درعا الشمالي والشمالي الغربي، بحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ«الوطن».
من جهة ثانية وفيما أكد المنسق المقيم للأمم المتحدة في الأردن أندرس بيدرسن، أن معظم النازحين السوريين عادوا إلى قراهم ومنازلهم ولم يبق سوى 150 نازحاً قرب الحدود الأردنية معظمهم من الرجال، دعا محافظ درعا محمد خالد الهنوس الأهالي للعودة إلى البلدات والقرى التي أبرمت المصالحات فوراً.
ولفت الهنوس في تصريح لـ«الوطن» إلى وجود توجيهات بعودة الجميع إلى منازلهم بما في ذلك الذين هربوا سابقاً من بطش الإرهابيين والذين لجؤوا إلى مناطق أخرى بما في ذلك إلى الأردن.
وتابع: في المقابل فإن الحافلات جاهزة لنقل الرافضين للتسوية إلى الشمال، وعدد الحافلات التي هيأتها المحافظة حتى يوم أمس بلغ 50 حافلة بانتظار إعلان عدد الراغبين بالخروج لإعداد عدد كاف من الحافلات لإتمام العملية بنجاح.
بدورها توقعت مصادر مطلعة في المحافظة، أن يبدأ تنفيذ الاتفاق وخروج المسلحين الرافضين للتسوية في الحافلات منذ ليل الأحد – الإثنين باتجاه الشمال على اعتبار أن المسلحين يفضلون الخروج ليلاً، مبيناً أنهم مستمرون حالياً بتفجير مستودعاتهم من الأسلحة وإخفاء آثارهم.
-الوطن السورية-