ارتفع العلم الوطني فوق معبر «نصيب»، معلناً عودة الدولة والجيش السوري للسيطرة على الحدود جنوباً، ومعلناً الاقتراب من إقفال أحد أخطر ملفات الحرب السورية، وإنهاء حقبة التدخل الإسرائيلي المباشر عبر الأدوات الإرهابية، وكذلك عودة شريان اقتصادي آخر إلى الحياة من جديد.
الجيش العربي السوري وبعد أن دخل معبر نصيب الحدودي ورفع علم الجمهورية العربية السورية فوقه، يكون قد أمن أيضاً طريق دمشق عمان الدولي، حيث أكدت مصادر إعلامية أن الجيش السوري أقام نقاطاً عسكرية على طول الطريق الدولي، الذي بات آمناً بعد دخول بلدات نصيب وأم المياذن في عملية المصالحة.
وكالة «سبوتنيك» الروسية، نقلت عن قائد عسكري في الجيش تأكيده، أن قوات الجيش فرضت سيطرتها على طريق دمشق عمان الدولي بشكل كامل، بعد دخول عدد من البلدات في عملية المصالحة.
وقال القائد العسكري: إن «الجيش يقيم نقاطاً عسكرية على طول الطريق الدولي الذي بات آمناً بعد دخول بلدات نصيب وأم المياذن لعملية المصالحة»، ولفت إلى أن هناك «جرافات تابعة للجيش تقوم حالياً بإزالة جميع السواتر الترابية التي أقامها إرهابيو «جبهة النصرة» والتنظيمات المتحالفة معها.
وأضاف: إن «الجيش استعاد معبر نصيب، بعد تنفيذ عملية التفاف لتدخل بعد ذلك البلدات المجاورة في عملية المصالحة».
وكالة «سانا» الرسمية أشارت إلى أن وحدات الجيش عثرت خلال عملية التمشيط على عتاد وسلاح حربي ثقيل من مخلفات الإرهابيين يضم عربات «بي إم بي» و«بي آر دي إم» إضافة إلى مستودعات ذخيرة متنوعة مع مشفى ميداني في أحد أقبية المباني، يضم مستودع أدوية مصدرها خارجي إضافة إلى ورشة لتصنيع العبوات الناسفة وسجن كان الإرهابيون يستخدمونه لاحتجاز المختطفين.
ولفت مصدر ميداني إلى الأهمية الإستراتيجية العسكرية والاقتصادية لاستعادة المعبر، وذلك بعد استعادة المخافر الحدودية من ريف السويداء الجنوبي الغربي وصولاً إلى نصيب، ونشر نقاط الحراسة على طول الحدود وبالتالي إغلاق جميع المنافذ غير الشرعية وسبل وخطوط التهريب والإمداد للمجموعات الإرهابية.
وبعد السيطرة على المعبر، قالت مصادر إعلامية، إن الجيش بذلك يكون قد حرر بشكل شبه كامل الريف الشرقي لدرعا باستثناء بعض القرى التي باتت ساقطة عسكرياً.
ونقل موقع «الميادين» عن قائد ميداني في الجيش قوله: إن الجيش تمكن من تحرير 90 بالمئة من مناطق درعا وتبقى 5 قرى.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية رسمياً التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار، وإعادة النازحين لديارهم، مع قيادات الميليشيات المسلحة في درعا.
وقالت الوزارة في نشرة رسمية، أمس، بحسب «سبوتنيك»: بموجب المفاوضات التي توسط فيها مركز المصالحة الروسي، مع المعارضة في درعا، جرى التوصل لاتفاقات حول وقف إطلاق النار، والبدء بتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في المناطق السكنية كافة التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة».
ووفقاً للنشرة «اتفق الطرفان كذلك على تنظيم أوضاع المسلحين، وإجلاء كل المسلحين الذين لا يريدون تنظيم أوضاعهم، وأفراد عائلاتهم نحو إدلب، واستئناف مؤسسات وهيئات الحكومة السورية في المناطق التي كانت واقعة تحت سيطرة المسلحين، وعودة النازحين عند الحدود الأردنية إلى ديارهم».
على خط مواز، أفادت مواقع إعلامية معارضة، بأن التنظيمات الإرهابية والفعاليات المدنية شكلت وفداً مشتركاً يشمل مدن «إنخل ونوى وجاسم ونمر والحارة» في ريف درعا الشمالي الغربي، للتفاوض، وسط أنباء عن استعداد إرهابيي بلدة طفس المجاورة لداعل في ريف درعا الشمالي لقبول تسوية أوضاعهم والاستسلام.
-الوطن السورية-