عَ مدار الساعة


علا بطرس تسأل: لماذا الكره والحقد بالشخصي لعائلة رئيس الجمهورية..؟؟

– عائلة عون هي الحاضنة الشعبية وليست مجرد أفراد يحملون الدم نفسه

***

ان الحملات المغرضة بحقّ عائلة الرئيس عون تخطت الآداب الاخلاقية نحو الشخصنة والأمزجة السلبية في الهدم والتشويه من طامحين فشلوا في الحصول على تأييد الرأي العام لدور لهم في الحكم. وبمقاربة موضوعية، لم يظهر أي سلوك على أفراد من عائلة الرئيس في استئثار السلطة او استغلال موارد الدولة لا بل انتخبهم الشعب ثقة بمشروعية نهج السيادة والحريّة والاستقلال وبناء الدولة القوية التي لا تتناسب مع مصالح المنتقدين أنفسهم.

ان محاولة تصوير عائلة الرئيس عون بهذا الشكل ضرب للعهد وللتاريخ المشرّف للعماد عون نفسه. وهي تماثل مشبوه مع عَائِلات عربية حكمت واستغلت واستأثرت بالثروة والسلطة في كل من مصر مع عائلة مبارك وتونس مع بن علي حتى صوّر الامر ان اندلاع الثورة كفيل بتحقيق الربيع العربي في هذين البلدين الا ان الشعب مُني بانتكاسة كبيرة لأن الفساد منظومة تتحكَّم بالمجتمع والدولة، وبهذا الشكل يجب وصم الرئاسة اللبنانية بالعائلة ليتم الانتهاء من مشروع رفع مكافحة الفساد منذ العام ٢٠٠٥. ولا تنقضي مناسبة إلاّ وتبدأ الماكينات الإعلامية بالتصويب على البواخر المستأجرة لسد حاجة لبنان من الطاقة وهي الأرخص عقداً لتُضرب اي عملية إصلاح محتملة رأفة بالشعب اللبناني وحقوقه متغافلين يوم كانت وزارة الطاقة تسمى بِ “مغارة علي بابا” ويوم أتى اليها الوزير الراحل جورج افرام وأُخرج منها طمعاً بخصخصتها.

ان استهداف الرئيس عون وعائلته بدأ منذ العام ١٩٨٩ وتبقى الأكذوبة حاضرة في اذهان اللبنانيين يوم قيل على أثر ١٣ تشرين انه “ترك عائلته وهرب” وهو كان يفاوض في السفارة الفرنسية للايحاء ان من يترك عائلته غير جدير بالقيادة.

معلوم ان الرئيس عون يقدّس العائلة اللبنانية التي يعتبرها صمام الأمان لحماية لبنان الموحّد لأنه بفضلها ترمّم المجتمع بعد حرب مدمرة، وهو يعلي القيم الانسانية ويمارس مسؤوليته الأبوية والدستورية في الحكم على أكمل وجه. فالجميع بات يشعر ان للدولة مرجعية وهيبة وان كان مُحاطاً بعائلة تسانده فهي لم تتركه ١٥ عاماً يوم نُفي من أجل السيادة فهل في الامر ادانة؟!

وبمراقبة لعائلات لبنان الحاكمة وحتى العهود السابقة، يظهر مدى التشبيك فيما بينها على قاعدة المصاهرة والعلاقات في الاستفادة من السلطة لعقد الصفقات والمشاريع والتلزيمات التي أرهقت خزينة الدولة بالديون لنسأل طبقة برمتها “من أين لك هذا” والرئيس العماد عون لا يملك بعد منزلاً بملكه؟!

ان عائلة الرئيس عون هي الحاضنة الشعبية وليست مجرد أفراد يحملون الدم نفسه. وهذه الحاضنة هي عصارة فكر وثقافة وتاريخ نضالي طويل حيث كان هؤلاء الأفراد جزءاً منها. ويبقى التساؤل مشروعاً هل سيستمر الحقد حد المطالبة بتعديل الدستور لوضع شروط على المرشح لانتخابات الرئاسة المقبلة ان يكون من عديمي الجنسية؟

علا بطرس

المصدر: tayyar.org