بدأ الجيش السوري حملته لاستعادة سيطرة الدولة السورية على جنوب البلاد وعاصمته درعا. وقد حشد الجيش عشرات الالوف من جنوده ومئات الدبابات والمدرعات من اجل حملته هذه. ولهذه الحملة اهمية خاصة اذ انها تأتي في وقت تنوي فيه الولايات المتحدة تصعيد التوتر في سورية بغية اعادة تعديل ميزان القوى لصالحها بعد النجاحات التي حققتها الدولة السورية في استعادة معظم الاراضي التي سيطر عليها المسلحون المدعومون من الناتو الى كنف الدولة. ومن شأن استعادة سورية سيطرتها على درعا أن تنزع ورقة مهمة من يد الولايات المتحدة اذ أن التقديرات كانت تشير الى احتمال ان يكون التصعيد الاميركي في سورية في منطقة الجنوب.
كذلك فلقد اتت الحملة وسط تصعيد كلامي اسرائيلي ضد تواجد عناصر من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني في المنطقة الواقعة جنوبي العاصمة السورية دمشق والتي لا تبعد اكثر من ستين او سبعين كيلومترا عن الجولان السوري المحتل ما اعتبرته تل أبيب تهديدا لامنها.
ولقد دفع ذلك برئيس الوزراء الاسرائيلي الى الذهاب في عدة زيارات الى موسكو لبحث الموضوع مع القيادة الروسية.
وقد نجحت الضغوط الاسرائيلية في وقت من الاوقات في اثارة سوء تفاهم بين الروس والايرانيين بعد مطالبة موسكو بسحب جميع القوات غير السورية من منطقة خفض التصعيد جنوبي العاصمة دمشق، ما اثار حفيظة طهران وحزب الله.
هذا جعل اسرائيل ترتبك بردة فعلها تجاه الحملة العسكرية السورية غير بعيد عن خط الجبهة الفاصل بين سورية والكيان الصهيوني.
فهذه الحشود السورية تعتبرها تل ابيب خطرا على امنها وهي تريد ابقاء المنطقة بين دمشق والجولان منطقة ذات تواجد عسكري خفيف.
ومن ناحية اخرى تعول تل ابيب ان تشكل روسيا ضابطا للايقاع السوري بما لا يتجاوز حدا معينا يهدد امنها.
بالنسبة للدولة السورية فان نجاحها بالحملة هذه سيتيح لها السيطرة على المنطقة التي اطلقت شرارة الازمة في البلاد قبل سبع سنوات وهو ما يجعلها تلتفت شمالا لاستعادة السيطرة على المناطق التي تحتلها الولايات المتحدة في شمال شرق الفرات وتركيا في شمال غرب الفرات.
ويعتبر هكذا نجاح انتصارا ايضا لحزب الله وايران وهما القوتان اللتان كانتا سباقتين في دعم دمشق منذ بداية الازمة.
ومن شأن هذا الانجاز تثبيت الوضع في جنوب سورية، لذلك فلقد لجأ الطرفان الى الصمت في مواجهة المطالبات الروسية والغربية الداعية لانسحابهما من منطقة جنوب دمشق، مكتفيتين بما صدر عن القيادة السورية من أن وجود حزب الله وايران في سورية هو امر مشروع لانه جاء بدعوة من الحكومة السورية، وبخطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي اكد فيه ان ما من قوة يمكنها ان تجبر حزب الله على الانسحاب من سورية.
ويرجح المراقبون ان تنجح الجهود السورية في اعادة بسط سيطرة الدولة السورية على جنوب سورية بما يهيء الوضع الى حد بعيد للحل النهائي الذي يتطلب تطبيقه سنوات عدة.
-وكالات-