أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


المديون يتحاشى رؤية الدائن.. “لولا الدعارة لما هناك كفرٌ والحاد” (تيهامر طُت – Thiamer Toth)

– عن أنقياء القلوب 💟 وأقوال روسو ولابرويّار وأغسطينوس وشاتوبريان وباسكال…

***

العلم الحقيقي يقود الى الله ؛ القلب الفاسد هو وحده يبعد عنه.. (خطاياكم أبعدتكم عني – يقول الرب بفم اشعيا)..

ما أصدق ما قال الكتاب: الإنسان الحيواني لا يفهم ما هو لروح الله (بولس في رسالته الأولى لأهل كورنتس 2: 14)

لماذا..!!

إن فساد القلب هو الذي قاد رفيقك إلى الكفر… من هنا نخر الضمير المستمر الذي يشعر به في قرارة نفسه والقلق المستمر تجاه هذا السؤال: إن كان الله موجوداً حقاً، وإن كان حساب على أفكاري وأعمالي ذات يوم فالويل لي…

من الأفضل أن لا يكون الله موجوداً.. لعلّه كذلك.. هو كذلك… أجل لا وجود لله…

هكذا أمام القدوس الذي يريدنا قديسيّن، هو يعيش الرذيلة منذ زمن طويل. ليست الطهارة نتيجة الإيمان فحسب بل شرطاً أساسياً له. كيلا يصير العقل وثنياً، يجب الاّ يكون القلب الفاسد قد سبقه الى ذلك، يقول روسو (Rousseau): “ضع ذاتك في حال إشتياق الى الله فلن تشك بوجوده أبداً“.

لماذا لا يريد الإنسان الخاطئ التفكير بالله؟ لأنه يعرف  أنّ لله عليه ديوناً باهظة؛ والمديون يتحاشى رؤية الدائن…

الكاتب الفرنسي “لا برويّار (La Bruyère) في كتاب “الطباع – Les Caracteres” يقول: “بودّي أن أجد إنساناً واحداً قنوعاً، معتدلاً، عفيفاً، عادلاً يقول بعدم وجود الله، مثل هذا الإنسان لا وجود له“.

قال الرب يسوع: “طوبى للأنقياء القلوب فانهم يعاينون الله“.. أمّا القلوب الفاسدة؟ فهم لا يرون من الوجود الاّ الملذات الشهوانية والقذارة والفسق والإقتتال.

كل مرة أسمع شاباً غير مؤمن يتكلّم عن “أفكاره المستنيرة” أراني مجبراً على تذكّر كلمات القديس أغسطينوس: “لولا الدعارة لما كان هناك كفرٌ والحاد“.

سأل الكاتب الشهير شاتوبريان جماعة من المفكرين في جلسة فكرية: “أستحلفكم ، أيها السادة ، ويدكم على قلبكم: “الا تعترفون بالإيمان إن كانت عندكم الشجاعة الكافية لتحيوا حاة نظيفة؟”.

اليكم نصيحة باسكال: هذه: “إن كنت تريد التأكد من الحقائق الأبدية لا تكثر البراهين بل قللها وأكثر من استئصال الشهوات. طلّق الخطيئة فيقوى إيمانك”.

ص: 71 – 72 – 73

يتبع..

***

مقدمة الـ 14 للطبعة المجرية

عن كتاب عفاف الفتوة ، تأليف المطران تيهامر طُت Thiamer Toth، ترجمة الأب نعمة الله العاقوري.

بعد 6 أسابيع من ظهور الكتاب أعيد طبعه مرة ثانية، ومرة ثالثة بعد شهرين. رواج منقطع النظير لكتابعن التربية. وهو برهان قاطع على ميل الشباب لقراءة الكتب المفيدة.

الطبعة الأولى استقبلتها البلاد بهوس كبير. حرّض وزير التربية الوطنية على وضع الكتاب بين أيدي طلاب المدارس الثانوية. إتحاد الكشاف أوصى به ككتاب مطالعة للكشافة. لجنة المطالعة للشباب نصحت المكتبات المدرسية بشرائه. ترجم الى لغات أوروبية، كما أن مؤسسة العميان نشرت قسماً منه بأبجدية (Braille) للمكفوفين.

استلم المؤلف بفرح رسائل شكر من كافة انحاء البلاد لقراء شباب لا يعرفهم. أحدهم كتب: ليباركك الرب، على عدد حروف كتابك، لا بل على عدد الآهات التي ارتفعت من قلوب الشباب”.. وتأسف الشبان لعدم صدور الكتاب منذ صغرهم..

في هذه الأيام الت نشهد فيها عالماً مضعضعاً ومهدداً بالدمار في مختلف الميادين ، لا بدّ من نهضة وصحوة إجتماعيتين بواسطة إنضباط الأخلاق والحياة النظيفة المثلى…