عَ مدار الساعة


خطة الصين للرد على الحرب التجارية الاميركية (الجزء الثاني)

كتب عماد رزق رئيس الاستشارية للدراسات ، يقول أحد قادة الحزب الشيوعي الصيني المؤثر في صناعة القرار :

لقد شكل انسحاب الولايات المتحدة من احدى مؤسسات الامم المتحدة والمرتبطة بحقوق الانسان وقبلها رفضها الانضمام الى مؤتمر كيوتو للتعامل مع التهديدات البيئية ومستقبل استقرار الحياة على الارض، هذه الخطوات الاميركية الاحادية تؤكد الترابط بين البيئة والصحة واستقرار المجتمعات.”

يختم القيادي الصيني بالقول ” اذا فرضوا علينا المواجهة فإن القيادة الصينية والشعب الصيني اصبحوا اكثر وعياً واستعداداً لكل الاحتمالات لكن الاكيد ان الولايات المتحدة ما تزال ترتكب الاخطاء واستراتيجية الهروب الى الامام تساعدنا لبناء النظام التشاركي العالمي الجديد وبالتأكيد فإن حقوق الصين مقدسة واذا كان تعاون الصين في الفترة الماضية ساهم في حل العديد من الازمات الدولية واخرها اللقاء بين الرئيس الكوري الشمالي والرئيس الاميركي في سنغافورة فإن الصين تعمل لعودة جزيرة تايوان الى الوطن وهذا حقها وهناك مطالبات وتحركات شعبية بدأت تطالب بذلك واذا فشلت الحلول الديبلوماسية فإن الخيارات الاخرى حتى العسكرية تبقى مطروحة.”

وتابع المسؤول الصيني ” اعتقد ان الجميع يعاني من المواجهة لكننا متأكدين بالنصر وبخاصة ان خطواتنا نتشاركها مع اصدقاء اوفياء مثل روسيا والهند وافريقيا حليفنا الرئيسي في هذه المواجهة واذا كانوا يعتقدون ان حديقتهم الخلفية افريقيا واميركا الجنوبية بعيدة عن الصين ويمكنهم قطع الطرق علينا، فإن الصين تقول للغرب الذي يعمل على المواجهة ان المفاجآت ستشكل انهيار للعديد من الحكومات المتطرفة واقتصاديات دول رأسمالية في خطر، ومرحلة العام 1929 يتذكرها العالم جيداً، واخشى ان يكون قادة المجتمع الغربي يأخذون العالم الى نفس الظروف لنشؤ الحروب،” وتابع ” إن الصين الشعبية واصدقاؤها حول العالم هم اكثر من 100 دولة يرفضون السياسة الاميركية ولدينا تأكيدات ان شعوب آسيا واوروبا وافريقيا اصبحت اكثر وعياً وسياسة الحرب والمواجهة خطيرة على مستقبل الانسانية ورغم التحديات والتهديدات الاميركية فإن جمهورية الصين الشعبية والشركاء في منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس يستمرون بالعمل لتحقيق السلام والازدهار والاستقرار حول العالم، لان امتصاص الازمات والتوترات والتعامل الايجابي معها سيرتد على الولايات المتحدة وتهديدهم المبطن بنقل الارهاب الى دولنا يذكرنا بهشاشة مجتمعهم والاحداث الدموية التي تحصل كل يوم في الجامعات والمؤسسات التربوية عندهم، الدليل والمؤشر ان المجتمع الامريكي تحديداً في خطر، وانتشار السلاح الفردي بين المواطنيين ربما سيكون السبب في انقلاب المشهد “.

وختم القيادي الصيني ” الاكيد ان خطوات الصين الاستراتيجية مستمرة لتحقيق الاهداف المرسومة وما رؤية ” الطريق والحزام ” والتي تتوافق مع خطوتين يشكلان اساس الاستراتيجية الصينية لعام 2025 حيث تصبح الصين دولة نموذجية وفق رؤية القيادة في الحزب الشيوعي الحاكم وبخاصة بعد الاصلاحات السياسية التي اقرتها القيادة والخطوة الثانية عام 2050 تصبح الصين الدولة الاشتراكية العظمى في العالم “.

واذا كانت الاستراتيجية الصينية للصعود وقيادة العالم وفق الرؤية الاشتراكية عام 2050 قراراً مركزياً اتخذته القيادة الصينية فهل الخطوة الاميركية بالحصار واعلان الحرب التجارية ما يبررها وبخاصة ان تهديداً وجودياً حقيقياً بدأت ملامحه تتشكل. هل الشرق الاوسط وازماته، يستفيدون من الخطوات المبكرة في المواجهة الصينية – الاميركية؟

وهل تعقيدات جديدة تنتظرنا وبخاصة مع الغاء الاتفاق النووي من جانب واحد من قبل الولايات المتحدة مع ايران وهذا ما بدأ يشكل تهديداً ايضاً وحقيقي لمستقبل العلاقات الدولية والاتفاقيات والالتزامات الدولية بين الدول، والعالم ما زال يتذكر خروج القائد الالماني هتلر من تعهدات كانت المانيا قد قطعتها بعد الحرب العالمية الاولى وكانت السبب لنشؤ الحرب العالمية الثانية وتدمير اوروبا وصعود الولايات المتحدة.

هل العالم يستعيد الذكريات ويعيش نفس الظروف؟ وهل هكذا تنتهي الامبراطوريات بأخطاء عنوانها السباق العسكري والتجاري؟

 

خطة الصين للرد على الحرب التجارية الاميركية (الجزء الاول)

خطة الصين للرد على الحرب التجارية الاميركية (الجزء الاول)