– كل الشعوب تمر بازمات نحن لسنا بيائسين، ونحن نسير امام شعبنا ولدينا ملء الثقة
***
كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في افتتاح المعرض التاريخي لمناسبة العيد الـ 157 لتأسيس قوى الأمن الداخلي..
ايها الحضور الكريم،
لقد اسهب مدير عام قوى الامن الداخلي في شرح مهام القوى الامنية، ولا يمكننا ان نضيف على ما قاله. الّا اننا عندما ننظر الى الوراء، لنحو 157 سنة، نرى ان الظروف التي نشأت فيها قوى الامن الداخلي لم تكن دائما مريحة، ففيها نكسات كما فيها نجاحات.
من بداياتها في ظل الحكم العثماني، ثم في مرحلة الحرب العالمية الاولى حيث تعرّضت الى هزّة كبيرة وقد ساهمت المجاعة في تفرق عناصرها. وفي العام 1920 عاد تمرينها على يد الضباط الفرنسيين. من هنا وما بعد تكونت قوى الامن الداخلي بشكل ثابت واصبحت في تقدم مستمر الى ان وصلنا اليوم الى هذه المرحلة التي تتميز بالتكنولوجيا والعلم والاستمرارية.
الاهم هو انها تؤمن استمرارية الحفاظ على الامن، فهي تسهر ليلاً ونهاراً. ونحن نهنىء في المناسبة جميع القوى الامنية وخصوصا التي تقوم بمكافحة الجريمة، على نجاحاتها الدائمة. فليس عندنا جريمة اليوم الا ويلقى القبض على المجرم الذي ارتكبها، ضمن 24 ساعة كحد اقصى واستثنائيا 72 ساعة.
هذا الامن الفعّال يجب ان يستمر على الدوام. وانا اعرف ان القيمين على القوى الامنية قادرون على تحقيق ذلك، وهم مندفعون في سبيل خدمة الوطن. ومن جهتنا، فقد اعطينا الجيش القوة اللازمة والغطاء اللازم، فقام بدوره على سلسلة الجبال الشرقية حيث طهّر المنطقة من الارهابيين. واليوم هناك تعاون وتنسيق بين الجيش وقوى الامن للحفاظ على الاستقرار والامن في لبنان.
ان الأمن والاستقرار هما الاساس للازدهار، فإذا لم يكن هناك من امن واستقرار لا يأتي سائح ولا يُبنى مصنع، ولذلك فاننا نعمل على الدوام من اجل تثبيت الامن والاستقرار في لبنان.
ونحمد الله ان الامن مستقر الّا ان قليلين هم الذين ينتبهون الى اين كنّا واين اصبحنا. فالقضايا اليوم التي تشغل المجتمع اللبناني تشرد به باتجاه اجواء نفسية متشائمة بينما الوضع ليس متشائما ابداً. ان الأمن مستتب، والمواقف السياسية سليمة جدا سواء على مستوى الخارج او الداخل، لكننا لا نسمع في بعض الصحف الّا الاخبار السيئة وهي تُبنى على امور تافهة. ونحن نأمل ان نتساعد جميعنا مع الاعلام في مسح الصورة المتشائمة عند الشعب اللبناني. نقول اننا سنقوم بتنفيذ امر ما، فيردون علينا انكم لن تقدروا. نقوم بتنفيذه، فيردوّن انه لن ينتج… من اين اتى هذا الرفض النفسي القائم؟”
ان الأمن والإستقرار ليسا كافيين، وعلينا اراحة الناس نفسياً، والاعلام مسؤول عن ذلك في الطليعة، لأنه اذا بدأنا بالتشاؤم لدى كل خطوة نقوم بها، فهذا دليل اننا اصبحنا شعباً فقد الثقة بنفسه وهو غير قادر على الخروج من ازماته. نحن نطمئن جميع اللبنانيين اننا معكم. اعيدوا الثقة بانفسكم وقدرتكم على متابعة حياتكم واعمالكم. كل الشعوب تمر بازمات لكن الازمات لا تُذلل اذا ما يئس شعب. نحن لسنا بيائسين، بل اننا نسير امام شعبنا ولدينا ملء الثقة ان اي ازمة نعيشها سنخرج منها.
عشاء بين الرئيس عون والرئيس الحريري
ثم انتقل رئيس الجمهورية والرئيس الحريري الى منطقة “الزيتونة-باي” المجاورة والتي عجّت بالرواد الذين حيوّهما بالتصفيق والهتاف. وتناول الرئيس عون والرئيس الحريري طعام العشاء في احد المطاعم منفردين. وكانت مناسبة للتداول في الاوضاع الراهنة والتطورات ومسار تأليف الحكومة ومواضيع اخرى.
وبعد انتهاء العشاء، مشي الرئيسان على سنسول خليج السان جورج وسط تحية المواطنين والمتنزهين وفرحتهم بهما.