أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


لا أحد مظلوم ولا احد معزول في عهد قائم على المشاركة والمساواة- نسيم بو سمرا

الحملات التي تشن على العهد سببها الخوف من الانسجام القائم بين الرئيسين عون والحريري

***

غريب أمر هذا البعض المصر دائما على ادعاء المظلومية، عند كل مفصل او لدى كل بادرة ايجابية تؤشر الى انطلاق عجلة الدولة وسيرها في المسار الطبيعي للدول المتقدمة القائمة على حكم المؤسسات، وهذا المنطق بالمظلومية بات للأسف ينسب الى الطائفة الشيعية في حين يدعي بعض المسيحيين منطق العزل، في وقت لم يعد فيه أحد مظلوم ولا احد معزول في بلد قائم على التعددية والتنوع، كما في عهد قائم على المشاركة والمساواة، أي ان كل الجماعات الطائفية هي عبارة عن أقليات نشأ عليها لبنان الحديث، ككيان تتفاعل فيه الجماعات ضمن بوتقة واحدة ارتضت أن تعيش معا نظرا لمصيرها واحد ولأهدافها المشتركة.

في هذا السياق تدخل الحملات على العهد واستحضار الانقسام عند كل خطوة يقوم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتطبيق صلاحيته بإمضاء المراسيم مع رئيس الحكومة كما حصل سابقا بموضوع مرسوم الاقدمية لضباط الجيش وكما حصل أمس في شأن إقرار مرسوم تعيين القناصل الفخريين، بإمضاء كل من وزير الخارجية ورئيس الحكومة والرئيس عون، من دون الحاجة الى توقيع وزير المال لأن هذا النوع من المراسيم بحسب الدستور لا يرتب أعباء مالية وبالتالي لا تستوجب أي امضاء من وزارة المال، اما الحجج فجاهزة بالنسبة للمراسيم الاخرى مثل إعطاء الجنسية لمستحقيها، فتطلق النظريات الهمايونية في تدخل سافر في صلاحيات الرئيس، من خلال طرح اشكالات إمّا حول الاسماء او بمحاولة ضم مئات الاسماء لا بل آلاف آخرين الى المرسوم مثل الادعاء الذي أطلقه امس الوزير علي حسن خليل أن للفقراء ايضا الحق بنيل الجنسية، موحياً وكأن الذين حصلوا على الجنسية في هذا المرسوم هم فقط من الاغنياء، وتتوضح هنا الصورة اكثر بنية هؤلاء القول ان هناك شبهات فساد وقد قام العهد ببيع الجنسية بأموال طائلة، ولكن هذا الاتهام بالتحديد وبالدرجة الاولى مردود لمطلقه لأن تاريخ حزبه معروف إبان الحرب اللبنانية كما بعد دخوله الى السلطة وبقائه فيها حتى اليوم، فيما ثانيا: إن من بذل الدماء ودقع بالغالي وناضل وقاوم للحفاظ على الهوية اللبنانية فيما الاخرون كانوا ينفذون سياسات إلغاء الهوية، لا يتاجر اليوم بعد كل هذه التضحيات بالهوية ولا يتخلى عن الارض، أما اذا نظرنا الى الصورة بإطارها العام، فنستنتج وبخاصة بعد كلام الرئيس عون أمس لمناسبة العيد الـ157 لتأسيس مديرية قوى الأمن الداخلي في احتفال أقيم في “الزيتونة باي”، أن المطلوب تيئيس الشعب اللبناني ومنعه من الخروج من أزماته، وهذا البعض في حال كان ينفذ سياسته هذه عن قصد، يتخطى المحظور لأنه يصبح مشاركا في مؤامرة تدمير لبنان لا عرقلة قيام الدولة فيه فقط، ما دفع بالرئيس عون الى التوجه مباشرة الى الشعب اللبنانية مطمئما إياه بالقول: نحن معكم فاستعيدوا ثقتكم بأفسكم ولا تيأسوا على الرغم من الأزمات

الرئيسان عون والحريري يتناولان “العشاء في “الزيتونة باي

في المحصلة إن هذه المعارك الوهمية التي تشن باستمرار على العهد، ناتجة عن خوف البعض من التفاهم والانسجام، لأول مرة في تاريخ لبنان ما بعد الاستقلال، بين رئيسي الجمهورية والحكومة، والذي تمكن من الوصول اليه الرئيسين عون والحريري، فالتسوية قامت على اساسه، وكأن إعادة الانسجام في العمل بين المؤسسات بات يشكل خطرا على هذه الطائفة او تلك، ما يعني ان قيام الدولة وإقفال المزرعة ليس في مصلحة بعض الجماعات في لبنان، وهو المنطق نفسه الذي ساد للأسف في السابق عند ابرام اتفاق مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله.