وزراء وافرقاء داخليين متورطون مع مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين
***
قبل أن نعرض للقرار السيادي الذي اتخذه وزير الخارجية جبران باسيل في حق مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، يلفتنا ردات الفعل الداخلية على قرار الخارجية، وهي اصوات معترضة بمعظمها، صادرة عن وزراء في الحكومة، لا بل أحد المعترضين هو وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي الذي من صلاحياته تخفيف عبئ النازحين عن لبنان، فيما أداؤه بالعكس يشجع النازحين على البقاء في لبنان على حساب الشعب اللبناني، أما باقي وزراء الحكومة فحدّث ولا حرج وهم كانوا يصابون بالسكتة عن الكلام حين يطرح موضوع النازحين في مجلس الوزراء ويغيبون كليا عن القرارات الصادرة عن المؤتمرات الدولية في هذا المجال، ليرفعوا صوتهم اليوم فجأة، مهاجمين الاجراءات التي اتخذها باسيل بحق مفوضية اللاجئين ومدافعين عن مصالح الدول المتآمرة على لبنان في موضوع النازحين السوريين وهي مؤامرة خططت لها الدول الغربية وتنفذ بأدوات منظمة الامم المتحدة، ويتواطأ فيها وزراء وافرقاء داخليين.
المشكلة هنا تتعلق بـ انحياز الأمم المتحدة التام وعدم ممارستها دوراً حيادياً في موضوع النازحين، فبدل أن تسعى المنظمة الاممية لعودة كريمة وآمنة للنازحين وحفظ حقهم بالعودة وعلى نسيجهم الاجتماعي، تعمل على إبقائهم في لبنان ولو رغماً عنهم، وذلك بأساليب ملتوية عدة، كالاغداق عليهم بالتسهيلات والاموال، ومحاولة إنشاء مشاريع اقتصادية توجد فرص عمل لهم في لبنان، ما يعني ان النازح لن يغادر لبنان طوعاً بحسب اهداف المنظمة، بعدما يجد فرصة عمل، ويحظى بالتأمين الصحي والاجتماعي من قبل هذه المنظمة وينخرط بالمجتمع اللبناني، وحينها يكون التوطين المبطّن للسوريين في لبنان قد حصل، وبذلك تستكمل المؤامرة على لبنان وعلى سوريا ايضا من خلال تفريغها من سكانها، فيستغرق جراء ذلك إعمارها مئات السنين لا عشرات.
أما بالعودة لقرار وزير الخارجية جبران باسيل والذي اصدر اول الاجراءات بحق المفوضية بتجميد طلبات الاقامة المقدمة للوزارة، فهي ستضغط على المفوضية لإعادة النظر بسياساتها الخطرة على لبنان والمناقضة لسياسة الحكومة بإعادة النازحين الى سوريا باقرب وقت ووفق مبدأ العودة الامنة لا الطوعية، فشكرا جبران باسيل على سهرك على أمن لبنان وحفاظك على سيادته، ونحن معك في كل قراراتك وبخاصة تلك المتعلقة بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين المتآمرة على لبنان وشعبه، في حين ان مؤامرة التوطين لن تمر طالما في قصر بعبدا رئيس دفع الدماء ليحافظ على هوية لبنان وطالما وزير الخارجية هو جبران باسيل، اما الامم المتحدة فبات دورها التآمري على لبنان مكشوفا وهي بالاساس ليست محل ثقة في العالم، غارقة بالفساد لا تؤتمن على أموال فكيف على الاوطان؟