– أبطال التاريخ “الأمناء”.. ومن كان نائباً ليكن خادماً لكم وللبنان..
***
عظة الأب الياس مارون غاريوس – ظهور يسوع لتلميذي عمّاوس: (مجدلون 2018)
يسوع هوّي ومرافق التلاميذ على عمّاوس بدون صوت، وكان عَم يسألهم أسئلة.. ولكن الصوت ما ظهر الاّ وقت كسر الخبز قِدّامُن حتى يآمنو فيه.
بدّي قول اليوم ، نحنا هيدا الصوت الجبّار يللي يهزّ الكون، لأنو الله صانعنا على صورتو ومثالو، ولأنو الله جَبَلنا بالمحبة، وحررّنا، ويسوع قلنا:
أنتم نور العالم
لذلك ما بيِقدر حَدَن منكم، ما يكون “نور العالم”. وبس تكونو نور العالم، بتِقدرو تِمشو مع كل إنسان ضايِع، وترافقو حتو توَصلولو النور..
نحنا مجبولين بدم يسوع، حتى نكون أبطال هيدا التاريخ. ومحررين لهذا التاريخ. والتاريخ لا يُصنع الاّ من خلال “الأمانة“. كنت أميناً على القليل، فعل الكثير سأقيمك، إدخل فرح سيدّك..
اليوم مِنشوف نفوس عَم تعيش الإحباط، متل تلميذي عمّاوس. نفوس عَم تطلب السلام. ولكن السلام نبعه واحد، عندما تحمل الصليب بفرح، وتِمشي عَ درب الجلجلة، فالقيامة لك، والسلام لك.. والاّ فلا سلام لك. ولا لوطنك، ولا للعالم.
اليوم متل تلميذي عمّاوس، تسألون، وين راح العظيم اللي كان بيناتنا، واختفى.. كنّا مِنتظرينو يحرّر أورشليم..!!! منتظرينو حامِل سلاح وسيف، حتى يِقطّش الرقاب.. ليملك على اسرائيل وكل البلاد!!!
وفجأة ظهر المسيح عبداً، خادماً، مُسلمّاُ الى الموت، لا يتكلم بالدفاع عن نفسو.. بل بصوت أبيه السماوي، “لتكن مشيئتك لا مشيئتي“.
كان المسيح حاملاً صليبه على درب الجلجلة، وصُدم الجميع، مينو هيدا..؟؟ طلِع المسيح لا سيف له ولا سلاح، ولا جيش ولا قواد..!! فكان قائد المحبة، ومخلّص الجميع، ومقدّس الجميع، قائلاً: أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم“. وبِكمّل يسوع وبِقلّنا: ما مِن حبّ أعظم من أن يُبذل نفسه عن أحبائه…
من هون بطلت كل الأسئلة والأجوبة.. لأنو بس الإنسان يستلم الحقيقة، بطّل في عندو سؤال.. والحقيقة واحدة، هي يسوع المسيح، المتألم والموضوع في القبر ، والقائم من الموت.. هذه هي حقيقة المحبة والحب، القائمة والمُنتصرة..
وإنتو ولاد هيدي الحقيقة.. يسوع هيّي الحقيقة اللي فيكم..
أبنائي يسوع وبّخ تلميذي عمّاوس، على قلّة ايمانهم.. ليه؟؟ لأنو قِريو العهد القديم، وعِرفو إنّو المسيح نحَكى عنّو بكلّ النبوءات.. وهيدا الشي موجود بالقرآن، لأنو المسلمين يؤمنون بما أُنزل في التوراة، والزبور، والأنبياء والإنجيل والقرآن..
لذلك، التلاميذ سِمعو العهد القديم، والأنبياء تنبأوا عن المسيح، وعِرفو إنّو المسيح لازم يموت، حتى يِفدي شعبو، ولكن من جوّا حاطيّن براسُن: لاق لازم المسيح يقتّل بالسيف حتى نكون مالكين..!!
نبَخعوا يا حرام… لأنو وِصل يسوع وقلُّن: يا قلال الإيمان، الا ينبغي للمسيح أن يتألم بحسب النبوءات.. !!
اليوم شو مشكلة الإحباط بالكون…؟
مشكلة الإحباط، لأنو في عنّا قوّاد على الأرض مجرمين.. عنّا على الأرض، بِقولو لفلان: إنت مسلم..!! إنت مسيحي..!! انت درزي..!! وأوعا تِحكي مع هيدا كافر.. وهيدا بلا دين.. وهيدا بلا أخلاق..!!
ميشان هيك كِتر الإحباط ين الناس، لأنو صِرت خاف من طلال، ومن المختار ، والناس تخوفنّي منهم، لأنهم شيعة متعصبين…
المسيح مدرسته واحدة، أحبوّا أعداءكم، باركوا لاعنيكم.. لا تبادروا شرّاً بشرّ، بل افعلوا الخير لمن أساء إليكم.. بَدكم تعرفو طلال والمختار وكل الشيعة والسنة والناس، إذا بَدُّن يِقتلوني، هنّي أخوتي، وهنّي ولادي، وهنّي أحبابي حتى تحت السيف.. (سمعتو أو ما سمعتو)..
هيدا الإحباط مكوّن، من قيادات فاسدة، اليوم يسوع يقول لكم: أنتم قوّاد هذا التاريخ، ومن كان منكم نائباً فليكن لكم خادماً، أميناً حاملاً لبنان.
لبنان دخيرة الله. ولبنان أرض الله. ولبنان سما الله. ولبنان إختارو الله حتى يكون زوادة للتاريخ والسلام..
يللي بدّي قلكم ياه: ضاع الأمل عند تلميذي عمّاوس، مِتِل ما ضاع الأمل عنّا بالمسؤولين بلبنان (مش عَم نِحكي سياسة) عَم إحكي إنجيل.. بس نِسيو الزلم اللبنانيي إنّو كنيستنا ليست كنيسة زعماء، ولا كنيسة قوّاد.. نُطيع قواّد ورئاسات وسلاطين بحسب العالم، ولكن يجب أن نعلم ونَعرِف أنّ قائدنا السلاميّ إسمه يسوع..
ما تِسمَحوا لشي يزَعّلكم.. انتو ولاد السلام.. عرفوا إنكم إنتو ملوك، والملك لا يَيأس.. لن تَركعوا، ولن تخافوا، ولن تهزموا، لأن الملك الذي سلطّكم على ملكيته، هو ملك الحياة والموت يسوع المسيح، وهو قام من بين الأموات، وأقامكم من كل إحباط وضفف وشرّ وخطيئة.
ما تِقبلو تكونو مِتل اليهود، اليهود يقولون: نحنا شعب الله المختار، ولازم المسيح المنتظرينو يقتل كل الناس، ونضلّ لوحدنا..
من افتخر، فليفتخر بالربّ ، لا بسلالته، ولا بسلطانه، ولا في ذاته..
بدّي قلكم، إخلعوا عنكم نور العبودية.. يسوع ينتظر منكم عدم قبول شي غريب عن ذواتكم.. لأنّو ذاتكم من الله.. ولكن اليوم كتير من شعبنا بآمنو بالإنجيل، ولكن يخافون الصليب..
الإنجيل وحدو ما بِخلّص، مار بولس يقول: “انا عرِفت يسوع المسيح مصلوب، ثم قائم من الموت”. وكلمتو إنّو تِصلب نفسك عن شهواتك ورغباتك، لتنتصر معو بالحياة…
اليوم أنا بقلكم روحو عَ الإنفتاح.. إنفتحو على بعضكم.. على الحب، وعلى القيادة، وكونو أطهار وأبرار قدّام الرب يسوع المسيح..
الرب يسوع ما زال معنا، وهو الحاضر معنا، وهو ضيف غير مرئي، ولكن هو يسير معك في كل خطواتك.. نحنا المسيحيين ما تكونو مِتِل تلميذي عمّاوس، يللي ما قِدرو فهمو رسالة الصليب.. ولكن فِهمو إنّو ماشيين مع المسيح:
- خَبّرنا خبرياتو..
- شفي الناس..
بدنا نقبل حقيقة كل يللي عَم يصير بالبلد.. و يسوع حاضِر بهيدا البلد.. إقبلوا بعضكم بمحبة، حتى تكونو حقيقة تلاميذ المسيح.. اليوم صليب يسوع المسيح في مجتمعنا ، مجتمع اليأس والنفور، والعداوة بين الناس.. وبين السياسيين في عداوة مضمرة تحت كياس التبن.. كل من يكون هكذا ليس مسيحياً ولا مسلماً..
ادعوكم اليوم الى التوبة، لتستطيعوا أن تقبلوا المسيح، ماشياً معكم وينير دروبكم، وليفتح عيونكم..
عودوا الى التوبة بالإعتراف ، والصوم عن كلّ مشتهىً وأذية، وإحتيال.. “قدّامك تِقبرني، وبأفاك يا ربّ إنصرني..”…
ربّي يسوع
ما زالت عيون الملايين في العالم مُغلقة.. ومغفلّة.. بارادة أو بدون إرادة.. بمعرفة أو بغير معرفة.. وما زال عدو النفس والضمير يُغلق بصيرة ابنائي في بلدي الحبيب لبنان. وفي العالم كلّه.
عدونا عدو للإسلام والمسيحيي… ولكن هو رفيق للإسلام والمسيحيي.. لأنهم أغدقوا على نفوسهم الكرامات، وهربوا من كرامة الحياة، ومن حبّك الأبدي، لكي لا ينظروا الى المجد.. مجد العنفوان الذي يحمل التواضع والصبر والمحبة…
ربّي يسوع
أطلب اليك، ان تجعلنا نصلّي دائماً ، كي يُساعد الله القاتل في هذا البلد وكلّ العالم، ليُصبح مقتولاً من أجل الحبّ..
سيدّي يسوع
ساعد العالم ، كي يعرفوا حقيقة المحبة، ويحبوّا بعضهم.. وليغفروا لبعضهم.. افتح عيونهم ليعرفوا من أنت يا الهي… انت هو الحب والغفران، انت اله الحياة، لأنك الحياة.. ولك المجد يا ربّ الى أبد الآبدين آمين..
رصد Agoraleaks.com