– نرفع القبعة لفخامة الرئيس.. لرئيس يجب أن يَحتذي به..
***
ندخل المدارس نكتشف أهمية العلم، نتخصّص في مجالات معيّنة ننطلق إلى الحياة لخوض غمارها كلٌ حسب اختصاصه، وإذا كنا من البارعين نكون مؤهلين لمناقشة ما نفقهه وما نفهمه وما تعلمناه؛ هذا على الصعيد العام، أما على الصعيد الخاص فطبيعة ارضنا وتربيتنا وانفتاحنا خوّلتنا أن نتميّز بثقافة واسعة فنحن من الشعوب التي استطاعت أن تترك بصمة ثقافية وإبداعية في كل أقطار العالم، وثقافتنا من أهم صفاتنا وهذا ما لا نقاش فيه.
أما أن تتحول ثقافتنا إلى عدم وعي وإدعاء وأن ننصّب أنفسنا رؤساء وحكّام وقضاة وأن نصنّف عقولنا بالمحلّلة العظيمة فهذا طريق إلى توثيق جهلنا خصوصاً في المنحى السياسي.
بغض النظر عن رأينا بكيف أو من أو لماذا كان مرسوم التجنيس؟؟ فلماذا اصبحنا كلنا مستشارين لرئيس الجمهورية ولماذا غدونا محلّلين للشخصيات والنّفسيات والأفعال ولماذا سمحنا لأنفسنا أن ننسى ما نعاني منه نحن مثلاً إذا ولد من اولادنا لا يُسمح له بأخذ جنسية في بلد تعلّم فيه وعمل فيه وأقام فيه، اذا كان يستحق ونفذ كل المعايير الملزمة…
لماذا سمحنا لأنفسنا أن ننسى ما نواجهه من مشاكل إقتصادية وأمنية وكيانية وغرقنا في سجال وعتاب وتحليل لتقييم عمل وأداء رئيس الجمهورية بالذات الذي نادى ومن أهم صرح بالعالم بخطورة التوطين والذي حمل راية الوطن وكرامته على كفّه والذي أحب هذه الأرض حتى التضحية بكل ما يملك،
لماذا سمحنا لأنفسنا أن ننسى أن هناك رؤساء جمهوريات ونواب جنّسوا مئات الالاف الأشخاص من أجل اصواتهم، وان ننسى من وقف بوجههم آنذاك هم من فكر ميشال عون،
والمضحك أنهم أنفسهم أو من أورثوهم مبادئهم ومعتقداتهم هم من الذين نصّبوا أنفسهم دعاة إصلاح وأصحاب رؤية وطنية سيادية استقلالية، من المعيب أن نصل إلى هذا الدرك من التعاطي ومن المخجل رمي الإتهامات جزافاً، بدل أن نرفع القبعة لفخامة الرئيس لمن أعاد النظر في الأسماء وإلى رئيس يجب أن يَحتذي به كل محلّل وسياسي وقائد وتلميذ من حيث تصرّفه واستيعابه لكل ما ينتج عن أي عمل في حال ثبت عدم وضوحه فنحن لا نقف عند هذا الموقف بل نكمل بأننا نحن من لفتنا النظر ولولانا لاستُباح البلد…
معيب ما وصلنا إليه والعودة إلى رشدنا ضرورة ملحّة تشبه أهمية وضرورة الثقة بسيد القصر… وبيّ الدستور،… ولنتفرّغ كلّ منا لعمله واهتماماته لنساهم في انقاذ ما تبقى من هذا الوطن ولنكن حراس للمصداقية ومحاربين للفساد ومحبين حقيقيين لا مدّعين محبة الوطن حتى لا نقع فريسة المتربصين بوطننا…