– الذين يطوفون اليوم بقميص مرسوم التجنيس – هم وللاسف – رموز للتدليس والتدنيس
***
قميص عثمان الملطخ بالدماء حمله بعض مريديه منذ 1350 عاما وطافوا به لاسباب يتحدث عنها التاريخ باسهاب . اولئك حملوا قميصا واحدا ملطخا بالدم . الذين يطوفون اليوم بقميص مرسوم التجنيس – هم وللاسف – رموز للتدليس والتدنيس . الدماء تلطخهم من رأسهم الى اخمص القدمين . ثيابهم كما ضمائرهم وجيوبهم وايديهم وتاريخهم موسومة بالخبث موشومة بالرياء مرسومة بالنفاق ومحتومة بالشر . في زمنهم طاف نهر الدموع وعبر اللبنانيون بحار الالم ليجدوا مستقرا لهم بعيدا عن مليشياتهم ودويلاتهم وخواتهم المستقوية تارة بعنجر وتارة بعوكر والسبحة تكر واللائحة تطول والمسلسل القبيح لا ينتهي . قد تكون هناك اخطاء في ملف التجنيس الاخير لكن هل ينسى اللبنانيون خطاياهم ؟ هل بلغت الوقاحة والصفاقة حد القفز فوق الذاكرة ؟ صفقات وسمسرات وسرقات بالمليارات ! تحريض على الدولة ومؤسساتها وجيشها ورئيسها! تجميل الارهاب وتزيين التكفير والانتصار للنصرة والدعاء للاخوان ! تبرير احتجاز مرجع رسمي واللجوء الى ابتزاز رأس الجمهورية والحوم كالغراب فوق الحكومة قبل تشكيلها .
المعركة في مكان والمناوشات في مكان اخر . مناورات وفذلكات . طلقات خلبية وقنابل دخانية . هذا لن يلغي ان الحكومة ستكون حكومة اوزان واحجام لا اوهام ولا احلام . حكومة الواقع لا الامر الواقع .
بعد اسابيع سينتهي الطواف بقميص عثمان التجنيس وغيره مما قد يستجد في الفترة الفاصلة . لكن رفاق واحباء ووالدة ووالد بيار بشعلاني وابراهيم زهرمان لن ينسوا ان الارهابيين اصحاب السياديين الجدد طافوا بجثتي البطلين المضرجتين بالدماء بعدما نكلوا بهما , مثلما يطوف الطائفون اليوم بمرسوم التجنيس . ولن يتغير شيء . قديما قال الشاعر : اثارهم تنبيك عن اخبارهم حتى كأنك الان بالعين تراهم .. ولا اراكم الله مكروها