أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


تعيش البطاطا ويعيش “الشيبس” لأجل كرامة العيش

– ندعو الحكومة اعتماد التجرُبتين الرائدتين بالتصنيع والتصريف، وكفانا دعماً للتبغ والتفاح وزيت الزيتون بدولةٍ مُفلِسة ( أمين أبوراشد )

***

قبل إعلان الترشيحات للإنتخابات النيابية الماضية، عيَّرت السيدة ميريام سكاف رجل الأعمال / النائب المُنتخب حالياُ ميشال ضاهر، بأن لا علاقة له في السياسة وأنه لا يُجيد سوى صناعة أكياس “الشيبس”، وأغفلت السيدة سكاف أنها وريثة زعيم كان يُفاخر بأنه مُزارع بطاطا، وأن مصانع السيد ضاهر لإنتاج مشتقات البطاطا في قلب السهل، قامت كما الحلم تنتشل المُزارع البقاعي من مذلَّة تصريف الإنتاج الذي يُرمى على الطرقات مع عرق التعب ودمعة القهر، نتيجة عجز الدولة اللبنانية عن ضبط فوضى الروزنامة الزراعية مع جمهورية مصر العربية، بحيث تتدفَّق البطاطا المصرية الى الأسواق اللبنانية والإنتاج اللبناني ينتظر في البرادات، حتى يبلغ درجة التعفُّن ويُلقى به علفاً للحيوانات.

واليوم، ومع إبحار أول باخرة لبنانية محمَّلةً بعشرين ألف طن من البطاطا الى هولندا، بجهودٍ بذلها الوزير جبران باسيل مع مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود، فإن المسألة لم تتحقَّق بين ليلة وضُحاها، بل استغرق إنجازها الكثير من الجُهد في تطبيق معايير الجودة التي تسمح للبنان تصدير منتجاته إلى أوروبا، بدءاُ من نوعية البذار وتأهيل التربة واستخدام الأسمدة والمُبيدات ذات التأثير السُمِّي الأدنى على نوعية المُنتجات، وانتهاء بالنوعية الممتازة والتوضيب وشروط التبرييد والشحن، ومتى توفَّرت هذه الشروط يُباع المُنتج بأسعار مرتفعة ترفع عن المُزارع اللبناني عبء تصريف مُنتجاته ومصدر رزق حياته.

هكذا وبكل بساطة نختصر همومنا بكيس بطاطا، في دولةٍ أهملت المُزارع اللبناني منذ تأسيس لبنان، وهجَّرت سكان الأرياف الى المُدن والى المَهَاجِر، وفَرَغت القرى اللبنانية من أهلها، وأُقفِلت بيوت الحجر والقرميد ليرتحل أهلها الى شققٍ كما عُلَب السردين في المُدن، ثُم تأتينا من هي وريثة مُزارِع بطاطا لتعترض على مَن يُصَنِّع لها ولسواها مشتقات البطاطا!

وإذا كانت السيدة سكاف إقطاعية بالوراثة، ولا تعتاش مباشرة من زراعة البطاطا، فإن الآلاف من أبناء البقاع يعتاشون منها وهي مصدر رزقهم الوحيد، كي يعيشوا بكرامتهم بدل أن يقصدوا أمثال صاحبة “البيت المفتوح” التي لم يكن لديها في برنامجها الإنتخابي سوى ترداد هذه العِبارة لرؤية مشهدية الناس على أدراج دارتها العامرة!

إننا مع بداية عهدٍ جديد، أعلن فخامة الرئيس ميشال عون أنه سيبدأ بعد الإنتخابات النيابية ومع تشكيل أول حكومة تلي الإنتخابات، وفي دولةٍ موازنة وزارة الزراعة فيها لا تتعدَّى 1% من مُجمل موازنات باقي الوزارات، ندعو الحكومة الى اعتماد التجرُبتين الرائدتين للنائبين ميشال ضاهر وجبران باسيل في التصنيع والتصريف، وكفانا دعماً للتبغ والتفاح والبطاطا وزيت الزيتون في دولةٍ مُفلِسة أصلاً، ولتدعم هذه الدولة المُزارع اللبناني في معايير الجودة الزراعية وتُسهِم فوراً في تصريف إنتاجه ليعود الى زمن “فلاح مكفي سُلطان مخفي”، وازرعوا في مجلس النواب والحكومة أمثال ضاهر وباسيل وكل من يمتلك قلباُ لبنانياُ نابضاً بالكرامة، وارموا كل إقطاعيِّ يلعق عرقنا ودموعنا وحتى دماءنا على الطرقات كما كنا نرمي البطاطا الكاسدة المُتعَفِّنة، وعاشت البطاطا وعاش كيس “الشيبس” لنعيش كرامتنا على أرض لبنان…