– بلدنا مش بقوة السياسيين مخلّص، بقوة حضور العدرا وتكريسو الها..
-مستشرق درس لبنان ولاحظ إنّو خلاصو من ورا العدرا.. (التفاصيل)
***
مقتطف من عظة الراهب المريمي الأب مروان خوري “أهمية العذراء في حياتنا” (قداس السلام) في دير القديسة تريزيا الطفل يسوع – سهيلة 7 أيار 2018:
بشهر العدرا مريم المبارك، نتأمل بشخص مريم، وأحداث هذا الزمن اللي عَم تِبرُم حول حضور العذراء، من خلال ظهورها بمديوغوريه.
صرلا لغاية اليوم 39 سنة، العدرا تظهر بهيدا المكان، وتأملنا منّو استباق لرأي الكنيسة، لأنو الكنيسة مرتاحة بكل يللي عَم يصير بمديوغوريه، خاصة عندما تنظر للثمار الناتجة من الزوار.. والبابا أشاد برعوية مديوغوريه، بالصلوات والإعترافات، والسجود والتأملات، والمحاضرات.. وإن كان من ناحية الحجاج، بأي التزام عَم يِرجعو للكنيسة..
الكنيسة بِتفَلّي الأمور، وتقرأ كلشي، ميشان هيك البعض يتحدث إنّو الكنيسة ما ثبّتت مديوغوريه، لكن الكنيسة مش رافضة مديوغوريه.. واليوم نحنا بأمس الحاجة لرسالة مديوغويه بعالم مضطرب..
سؤال
البعض يقول: وبدها 39 سنة حتى توصّل رسالة العدرا…؟ العدرا مش همّها توصل رسالة، هيّي قالت بمديوغوريه: إذا تأخرّت إنّو حقِّق اللي من أجلو أتيت مديوغوريه، هوّي سبب إنغلاق القلوب على الرسالة اللي عَم ابعتها..
نحنا نسهّل عمل الرب، ونحنا نعرقله.. والعدرا شخص كتير مهم بمخطّط يسوع، ويعتمد على الطواعية اللي عاشتها معو.. من خلالها الرب يجترح عجائب، وقالت للرائية ماريا بإحدى الظهورات:
بدونكم لا استطيع أن أعمل شيء..
هيدي كلمة كبيري، هيدي أم الله عَم تِحكي بدوننا مش قادرة تِعمل شي.. نشوف قديه حريتنا عَم تأخّر مخطط الله انّو يتمّ، وعَم تخلّي الشرّ غالِب.. ومن هون العدرا ما فتأت تطلب منّا إنّو نتوب ونرتدّ…
العدرا فَرجِتنا، إنّو الرب ما بدّو أشخاص كبار بالثقافة، وبالذكاء، حتى يشتغل مَعُن.. بدّو قلوب مستسلمة الو، وبِتحبّو، ومتواضعة، وهيدا النشيد اللي قالتو مريم لمّا نالت البشارة، من بعد ما قلها الملاك كلمة كبيري: “بدّك تصيري أم الله”.
نحنا أد ما مِنرددّها، تعودّنا عليها.. ما بقا نشوف عظمتا.. أم الله خالق الكون، اختارها تكون إم الو، يأتمر بنصيحتها، وبحاجة لدفئها وحنانها، ولإيديها.. ومقابل هيدي العظمة وهيدا اللقب، راحت تنشد:
تعظم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلصي ،
لأنه نظر إلى تواضع أمته
فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال ،
لأن القدير صنع بي العظائم واسمه قدوس
ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه،
صنع عزاً بساعده وشتت المتكبّرين بأفكار قلوبِهم ،
حطّ المتكبرين عن الكراسي ، ورفع المتواضعين ،
أشبع الجياع خيراً والأغنياء أرسلهم فارغين ،
عضد إسرائيل فتاه فذكر رحمته ،
كما كلّم أباءنا لأبراهيم ونسله إلى الأبد .
وركضت من بعد هالنشيد لتخدم اليصابت.. هيك بِتعلمنّا العدرا كيف نسهّل عمل حياتنا..
مديوغوريه
في 25 حزيران سنة 1981، كانت ميدوغوريه بيوغوسلافيا محكومة تحت أشرس نظام دكتاتوري، النظام الشيوعي. انا دَرَست بايطاليا كان الحزب الشيوعي من أكبر الأحزاب ، ما كنا نلبس عَبايتنا ، دايماً نبقى لابسين مدني، لأنو ما منعرف حَدن من الشيوعيي شو ممكن يعمِل..
الأب يوزو
النظام الشيوعي لغي بالنسبة الو الله، واعتبرو أفيون الشعب. الأب يوزو كاهن الرعية بوقتا، بخبرّ إنّو الشيوعيين حَرقو 31 راهب من الفرنسيسكان، لأنّو كبّولُن الصليب قدامُن، بس فاتو على ديرُن، وطلبو يِدعسو، ويعلنو الولاء للنظام. وراهب ورا التاني يلقطو الصليب عن الأرض ويبوسوا، وكانو مولعين بنزين بجورة، وكل واحد يبوس الصليب يكبّو بالجورة.. وكانت جثثهم تصير رماد.
بوقتا كان الأب يوزو كاهن الرعية، وكان برياضة روحية. وبلشت قصة الظهور. رِجِع عَ الضيعة وشاف الدنّيي قايمة قاعدِة. وشخصياً تعرّفت عليه، وبحبّ كتير شخصيتو.. انسان كتير صادق. وكتير قاسي على نفسو. ميشان هيك كلمتو صلبة. ما عندو ليونة بالحكي. وبحبّ العدرا كتير،ومؤمن بالكنيسة. ولكن بس شاف العجقة ، والضيعة مِتل ما مِنقول: بيتان وتنوّر.. وشخصياً بس سمعت بالظهور سنة 1982. كنت بالدير عَم إدرس، نبشّت على الخرايط. مش موجودي مديوغوريه، عَ الخرايط..
ليكو العدرا، والرب ما بيختار العظائم، حتى يينفّذ مشروعو.. بفاطيما إختار 3 رعيان صغار.. وهيدي كلمة العدرا: رفع المتواضعين وحطّ المقتدرين.. الرب لا يعتمد على سلطان هيدي الدِني.. بيعتمد على النعمة.
ظنّ الأب يوزو، إنّو الشيوعية عاملين مقلب بالرعية، بلّش يحارب الولاد والظهور اللي عَم يصير. ولكن بطّل يقدر يردّ العالم. لأنو كان يجتمع عَ تلّة الظهورات اكتر من 10 – 15 الف إنسان، ويشوفو خوارق.
صار مضطر يِعمُل القداس، متل ما عَم تطلب العدرا، يحَضروه بالمسبحة، وبالصلا للروح القدس، حتى ما نِجي على القداس إرتجالي. وبآخر القداس نكرّم يسوع بالقربان، مش نتناوله ونِمشي من دون تقدير..
ولاحظ إنّو بس يخلص القداس، العالم كلها تركض على التلّة. وهونيك نهار قاعِد الأب يوزو بالكنيسة وَحدو زعلان. تطلّع بشخص العدرا ، قلها: إنتي بترضي هيك..؟ إنّو الناس باسم ظهور كاذب يطلعو على التلّة ويفضّو كنيسة ابنك..
بقول: كنت وحدي بالكنيسة، بِسمع صوت وع الأكيد لو حدا معي كان سِمع اللي سمعتو..: يوزو، حمِيه الولاد.. !! بيطلّع حتى يشوف مين حكي.. وبيطلّع لبرّا، حتى يشوف إذا في حدا كان بالكنيسة، وضهَر لبرّا.. بلاقي الولاد ، راكضين، عم يصرخولو “أب يوزو دخيلك حمينا، البوليس بدّو يلقطنا..”.
شِفق قلبو عليُن.. ومش مقتنع إنو العدرا عَم تظهر، بس قلّن فوتو تخبّو “بالسكرستيّا” ، وتركو البوليس عليّ.. وصل البوليس، سألوا عن الولاد، قلّن راحو باتجاه معيّن.. وهيك ما فات البوليس نبّش بالكنيسة (العدرا عِميِتلُن خلقتُن)، وبس فات على الولاد.. لاقاهُن الستة راكعين، عَم يحكو مع حدا، ورافعين راسُن، ومش شايِف شي..؟
بس خلّص الظهور قالولو: بتقلّك العدرا : احمينا… (وهيدي تالت مرّة) أوّل مرّة كانت بالكنيسة، وتاني مرّة كانو هنّي عم يصرخو ، وتالت مرّة العدرا..
بقلّن: شو بأكدلي إنّو العدرا عَم تحكيكُن؟ بقولولو : طلاع لبرا، العدرا بتعطيك العلامة. بيطلع لبرّا الكنيسة، وهنّي عندُن تلّة مقدسة، لأنو كل رجال الضيعة ونسوانها، حملو البحص والرمل ذكرى 1933 سنة على موت يسوع وقيامتو، بعمرو على التلّة صليب طولو 8 أمتار، وبحطّو بقلبو دخيرة الصليب، وبِتقول العدرا: تعمّر الصليب بفعل العناية الإلهية.
الأب يوزو، بشو الصليب إختفى، وبتظهر مكانو العدرا حاملي يسوع وبأنوار.. ركع الأب يوزو، وبشوف يسوع بشيل الطَرحة المغطّى فيِا عن إيد إمّو ، وبيرفَع أيدو للاب يوزو، وبيطلع من ايدو قوس قزح، وبيضرب بقبّة الكنيسة.. وبينكتب على قوس القزح: “مير” وباللغة عندُن يعني السلام..
هيدا مشروع العدرا “السلام“.. بدقّ الأجراس الأب يوزو، وبالفعل، كل أهل الضيعة بشوفوها.. الاّ البوليس الشيوعي ما بِشوفها.. وكان البوليس يقول: هالست اللي عَم تظهرلكم، حاسّين كأنّو جايي تلغيلنا هالنظام.. وهيك صار.. وساعتها الأب يوزو بصير من الأشخاص الداعمين للولاد.. وببلّش يصلّي، حتى يعرف شو بدها أم الله، اللي جايي عَ رعيتو وعَ ضيعتو..
فهِم بعدان إنو العدرا اللي جايي، هيّي المرأة الملتحفة بالشمس تبع الرؤيا فصل 12، جايي توقف بوجه التنين حتى تخلّص الناس.. وكان مع كل ظهور للعدرا يخف نور الشمس، وبصير بمستطاع الإنسان (وأنا شِفتا) بتبلّش ترقص.. وسألت يوم من الأيام الأب “يوبو” سألتو عن هيدي الظاهرة..؟ قلّي:
العدرا ام الله، وملكة الكون. لأنا إم الله، نورها أكبر من نور الشمس. بس تظهر بتخفّف الشمس نورها، وبترقص لملكتها.. وبالفعل مِنشوف الشمس عم تهزّ بلحظة العدرا بِتكون ظاهرة..
العدرا عم تقلنا، الكون كلّو بأسره تحت حكم إبني.. ولما بلّش الأب يوزو يوعظ، ويقول: العدرا بسفر الرؤيا، جايي وقبالتها التنين..
هيدا مخطط العدرا، الأرض يحكمها إبليس.. لأنّو خطايانا فالتتو من جهنّم، والعدرا عَم تدعينا للتوبة، لتقدِر من خلال حريتنا يللي طلّعت إبليس، تِرجع تضبّوا..
لكن
اللي استجابو للعدرا كتير قلال.. مديوغوريه اليوم غِربال، مين مع الله ومين مش مع الله.. مش معناتا ضروري تروح لهونيك.. فتاح قلبك لرسائل العدرا يللي عّم تبثها العدرا.. وبِتقول العالم بخلصو 5 إشيا:
1) الإعتراف الشهري
2) القداس، القربان أعظم قوة عطانا ياها الله على الأرض
3) المسبحة ، تربّط ابليس..
4) قراءة الإنجيل والثقافة المسيحية..
5) الصوم اللي بلّش الإنسان يلغيه..
هودي سلاحات المسيحي، فينا نسكّر فِيا جهنّم، ونردّ الأرض سما.. نِعملُن من قلبنا، بِتخلّص بيتك، وارضك، وعالمك، ومجتمعك..
الأب يوزو بس بلّش يقرّ بالظهورات، كان النظام الشيوعي، يدسّ الجواسيس بالقداس.. وساعتها لقطوه، وحطّو بالحبس.. وأخدو قرار بقتلو، من بعد سنة ونصف من سجنو، باعدامو.. وقفّوا على الحيط.. وكان الولاد كلّ ما تِظهر العدرا يقولولا: “دخلك الأب يوزو”.. وكانت تقلُّن ما تخافو.. آلامو هيّي من ضمن خطّة إبني الو.. انتو صلّو، والأب يوزو بحمايتي..
وفعلاً بوقفّو الأب يوزو على الحيط، هوّي وشمّاسو، و6 جنود يطلقون الرصاص، ولا رصاصة فاتِت فيه.. وبطريقة عجائبية فَلَتوه.. ورِجِع على الرعية…
وكان الأب “يوزو” عامِل زيّاح، بيوم من الأيام، جامِع الضيع، وبدّو يفوت على مديوغوريه، وكان طلعّو قرار، وبعتو فيلق من العسكر (500 عسكري، مع الدبابات والطائرات، ومدفعية) وأعطوا أمر لقائد الفيلق ، ممنوع حدا يفوت على مديوغوريه أو يِضهر، وجَنزرو الكنيسة وقفلوها.. لأن هالنظام كان مرعوب من التجمعات..
قوة المسبحة
وجايي الأب يوزو، ومعو شي 15 ألف إنسان ومعو كهنة، وحاملين شخص العدرا، وعَم يزيحّو.. وبدّن يدخلو مديوغوريه حتى يقدسّو ، ومن بعدها كان يصير الظهور..
وصلو على مدخل مديوغوريه، لِقيو إنّو العسكر مطوقّها.. قالولوا: “نسيه مديوغوريه، شِلناها عن الخريطة”.. قَعدوا الـ15 ألف إنسان.. وفي ابونا بِقلّو للأب يوزو، ما تِغلط غلطة، بِتعمل مدبحة… بِقوم الأب يوزو، بقول:
العدرا قالِتلنا “المسبحة” توقّف الحرب والشر.. وبلّش صلاة المسبحة.. بلشو يصلوا.. برابِع بيت، وِقف الأب يوزو، وقلُّن لحقوني.. صار يصرخلو الأبونا يا أخوت.. بدّك تقتّل العالم..!! لكن الناس بِتحبّوا لحقوه.. وفاتو بقلب العسكر، ووصلو على الكنيسة، كسرّوا الجنازير، وفتحّوا البواب، وقدسّوا وصار الظهور..
بِتلفِن قائد الفيلق على “موستار” بِقلّن: الناس فاتوا على الكنيسة ما قدرت وقفّتُن.. صار يصرّخ عليه القائد، عاطيك امر تقوّص.. قلّو: تعا تفرّج، العسكر نشلّ، ولا عسكري قِدِر رفع بارودتو حتى يقوّص.. 500 عسكري شلّتهم العدرا ما قِدرو يقوصّو..
هيدي المسبحة، هيي سلاح العدرا.. وللأسف اليوم سلاحنا لساننا، مِنشوف الشتيمة بحق بعضنا.. وما في حدا أنا ربحتك، وإنت ربحتني.. السلام يكون بإنو يملك سلام الله على القلوب..
بلدنا مش بقوة السياسيين مخلّص، بقوة حضور العدرا وتكريس البلد الها، ونحنا موجودين بهالشرق، هالبلد الزغير بعجيبة..
أحد المستشرقين لمّا إجا عَ لبنان، حتى يشوف شو غرابة بلدنا.. قديه إجا عليه فتوحات.. وبعدا الحرية المسيحية الدينية واقفة.. لاقى على كلّ مفرق طريق، وعَ كل زاوية وبكل بيت، في شخص للعدرا، ومكرّم بالورد وبالزهور، والناس بتصلّي المسبحة، فقال بوقتا:
حماية هالبلد منها من هالأرض.. حماية هالبلد، من هالإم يللي هالقد هالشعب متمسّك فِيا..
فتحو عَ رسائل مديوغوريه، صارت متاحة ضمن الإنترنت.. كل يوم خِدو زوادة.. وصلّولها، كرسّوا عيالكم الها، وصعوباتكم.. ورح تشوفو هالإم بِتجيب اللي ما بيِنجاب.. ابنها يسوع عاطيها ملء النعمة توزّعها عَ يللي بحبّوه.. وأوعا تخلّو حدا يشككّن فِيا..
عندا ميزة العدرا، منها مِتل أي قديس.. بهالشهر لقطو مسابحكم وصلوها ببيوتكم وبرعاياكم، ورح تشوفو كيف بلدنا بيمشي لقدام..
رصد Agoraleaks.com