عَ مدار الساعة


قراءة في نتيجة الإنتخابات النيابية اللبنانية

– أكبر كتلة بالبرلمان وأكبر عدد نواب حزبيين تاريخياً بلبنان ( عادل يمين )

***

شكلت الانتخابات النيابية اللبنانية عرساً ديمقراطياً حقيقياً لأنها تمت بعد تمديدين متواليين للمجلس النيابي، ولأنها أجريت بناء على قانون انتخابات جديد اعتمد نظام الاقتراع النسبي للمرة الأولى في لبنان منذ تأسيس دولة لبنان الكبير قبل نحو مائة عام، وهو نظام أمّن حداً كبيراً من عدالة وصحة التمثيل. أضف إلى ذك أنه إنجاز يسجل على الأخص في خانة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي وقف ضد أي تمديد غير تقني للبرلمان منذ بلوغه الرئاسة وأصر على إقرار قانون انتخابات جديد يعتمد النسبية.

أما الفائزون على مستوى الكتل الحزبية فيمكن تسجيل ما يلي:

1 – يعتبر التيار الوطني الحر ورئيسه الوزير المهندس جبران باسيل أبرز الرابحين كونه خرج بكتلة نيابية تناهز ثلاثين نائباً بينهم 18 نائباً حزبياً، وهي أكبر كتلة في البرلمان الحالي كما أن عدد النواب الملتزمين فيها هو الأكبر تاريخياً في لبنان. وبرهن التيار الوطني الحر وهو الحزب الذي كان أسسه الرئيس ميشال عون، أنه الأول على الساحة المسيحية والأكثر تمثيلاً فيها مع فارق ملحوظ عن أقرب منافسيه.

2 – نجحت ثنائية أمل وحزب الله في الفوز بـ26 مقعداً شيعياً من أصل 27 على الرغم من العمل بنظام الاقتراع النسبي وهو نجاح ملفت.

3 – نجحت القوات اللبنانية في توسيع حجم كتلتها إلى نحو 14 مقعداً.

4 – نجح العديد من المستقلين في الفوز بعدد من المقاعد وخصوصاً على الساحة السنية.

في المقابل، تراجع حجم كتلة تيار المستقبل بنتيجة هذه الانتخابات وبلغت كتلاه نحو 21 مقعداً، ولكن على الرغم من ذلك، خرج تيار المستقبل بأقل الأضرار في ظل النظام النسبي الذي يكفل تمثيل جميع اللوائح بشرط حصولها على الحاصل الانتخابي، ولكن تيار المستقبل أثبت انه لا يزال الأول على الساحة السنية على الرغم من بروز التعددية فيها.

أما النائب وليد جنبلاط فحافظ على تمثيل واضح ولو تراجعت كتلته من 13 نائباً إلى نحو 9. ويمكن الملاحظة بسهولة تراجع كتلة الكتائب من 5 إلى 3.

هذه النتائج تعني أن العهد برئاسة الرئيس العماد ميشال عون خرج من الانتخابات قوياً سواء في نجاح الاستحقاق او في حجم الكتلة الأقرب إليه بنحو ثلاثين نائباً وهي كتلة لبنان القوي برئاسة الوزير جبران باسيل.

كذلك يمكن القول ان حجم كتلة الرئيس سعد الحريري تؤهله لأن يكون الأوفر حظأ لتولي رئاسة حكومة ما بعد الإنتخابات ولا سيما في ظل تفاهمه مع رئيس الجمهورية.

ويمكن أيضاً التوقع بسهولة في ظل فوز أمل وحزب الله بـ26 مقعداً شيعياً من أصل 27 – كما أسلفنا – أن يكون الرئيس نبيه بري برئاسة البرلمان، ولكن تفاهمه مع التيار الوطني الحر على المرحلة المقبلة من شأنه توسيع حجم التأييد له.

وفي السياق، يمكن القول ان حجم التيار الوطني الحر يؤهله للتطلع لأن تكون نيابة رئاسة البرلمان من نصيب أحد أعضائه او أحد اعضاء تكتل لبنان القوي.

ويبقى التحدي الأهم في التمكن من تشكيل حكومة بسرعة والانكباب على تحقيق الأهداف المرجوة على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والإدارية على الاخص.

وقد أثبت التيار الوطني الحر حضوره في مختلف المناطق، وقد تمكن من التمثل بخمسة عشر قضاء.

* خبير دستوري وأستاذ جامعي

المصدر: شرق وغرب