– الشعب الارمني مثال في النضال…
***
في ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية الأرمنية، لا يسعنا الا ان نقدر عظمة الشعب الارمني الذي يحيي ذكرى الفاجعة الارمنية في 24 نيسان من كل عام، فهذا الشعب العظيم الذي بنى نصب تذكاريا رسميا لتخليد ذكرى شهدائه، في الذكرى الخمسين للإبادة أي سنة 1965 على تلة “التزيزيرناكابيرت” في العاصمة الأرمنية يريفان، وهو النصب الذي يقوم بزيارته مئات الألاف من الأرمن في مثل هذا اليوم من نيسان من كل عام في يوم ذكرى الإبادة الجماعية الأرمنية، والتي ارتكبتها السلطنة العثمانية وتركيا اليوم ما زالت ترفض الاعتراف بهذه الجريمة الفظيعة ما يجعل تركيا اليوم شريكة بالجريمة بحق الارمن، وقد زار هذا النصب منذ افتتاحه مئات الشخصيات المشهورة عالميا من سياسيين وفنانيين ونواب وأعضاء كونغرس وغيرهم كثر.
أما متحف الإبادة الجماعية الأرمنية فقد تم إفتتاحه بالقرب من نصب الإبادة سنة 1995 في الذكرى الثمانين للمجزرة الارمينية، في حين بدأ اللبنانيون الارمن العمل على مشروع سياحي ومتحف عن الإبادة الأرمنية في “عش العصافير” في جبيل.
إذاً الارمن شعب حي تنطبق عليهم اسطورة طائر الفينيق اكثر مما تنطبق على الشعب اللبناني الذي عليه ان يتعلم من الارمن، فيكرم شهداءه الذين ارتكبت السلطنة العثمانية مجزرة بحقهم مشابهة بالتي ارتكبتها بحق الارمن من خلال حصار الشعب اللبناني وتجويعه حتى الموت، فقضى مئات الالاف من اللبنانيين بسبب المجاعة الكبرى التي لم توفر لا منطقة لبنانية ولا طائفة، فلنأذ العبرة من الارمن ولنتوحد حول مآسينا ونجمع على مناسباتنا الوطنية، فيتوحد تاريخنا، وفقط حين نحقق ذلك، يمكن أن نبني وطنا يستمر مع أولادنا وأحفادنا، ولمئات السنين المقبلة.