أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


أيام المسيح الأخيرة قبل الآلام (آنا كاثرين إيميريخ)

– وداع بيت عنيا – الهيكل – المجدلية – وداع العذراء – سر الإفخارستيا..

***

مقتطفات من رؤى القديسة “آنا كاترين إيميريخ” عن الأيام الأخيرة من الحياة العامة لسيدنا يسوع المسيح: (نقلاً عن كتاب آنا كاثرين إيميريخ – الرؤى – الجزء 3)

السنة الثالثة – تابع – الفصل 57 – تعاليم جديدة يلقيها يسوع: (ص:109-110-111)

توجّه يسوع نحو النساء وألقى عليهنّ تعاليمه…

أخبرهم قصة عن ملك يملك بستاناً شديد الروعة. وفي يوم من الأيام زارته امرأة ترتدي ملابس فخمة، وأرته بستاناً مزروعاً شتى النباتات العطرية، يملكها جارها التقيّ، وطلبت منه أن يشتري هذا البستان ويهتمّ بنباتاته لأن صاحبه سيغادر البلاد قريباً.

ولكنّ الملك أراد أن يزرع بصلاً ونباتات كريهة الرائحة في بستان هذا الرجل المسكين الذي كان يعتبره مقتنى مقدس، ولم يكن يزرع فيه سوى نباتات فاخرة.

إستدعى الملك ذلك الرجل، ولكنه لم يكن يريد أن يزور الملك ولا أن يتخلّى عن أرضه له؛ رأيته في بستانه يغرس الزرع بعناية ويأكل من ثماره. وبعد فترة اضطهدوه ورجموه بالحجارة فألمّ به المرض. ولكن في نهاية الأمر ، تمّ إسقاط الملك على الرغم من سلطته العظيمة، في حين نما بستان الرجل الصديق يوماً بعد يوم، وازدهرت أعماله أكثر فأكثر. وتراءى لي مثل شجرة مباركة تنمو في البعيد وتدفق بركاتها على العلم كلّه..

حين كان يسوع يروي تلك الحكاية، كنت أراها تمرّ أمامي بشكل صور متتالية؛ كانت تلك الصور أحياناً لا تمثّل قصة حقيقية بل أفكاراً أو رموزاً، حينها لم اكن أراها تجري فعلاً على الأرض إنما تحلّق قليلاً فوق سطحها….

ثم أوضح يسوع هذه القصة الرمزية، فتكلم عن الجنّة، والسقوط الأول، والخلاص، وملكوت الأرض، وكرمة يسوع التي لوثّها أمير هذا العالم، وهو من أهان بذلك إبن الله الذي أوكله الآب بالإعتناء بهذا البستان. وكما إبتدأت الخطيئة والموت في بستان، فكذلك ستبدأ آلام “من” تحمل خطايا العالم في بستان، وأخيراً أشارت القصة هذه أن التكفير عن الذنوب والإنتصار على الموت عبر القيامة سيحصل في بستان أيضاً.

الفصل 59 – يسوع يلقي تعاليمه الأخيرة في بيت عنيا وفي الهيكل

حين كان يسوع متوجهاً مع رسله الى أورشليم أحسّ بالجوع؛ ولكني أظنّ أنه كان يشعر بالعطش لإهتداء اليهود ولإنجاز ما جاء لأجله. كان يتوق لينهي درب آلامه.. 

عطشان.. ليُخلصنا

وحين رأى شجرة تين على جنب الطريق، لإقترب منها ليقطف بعضاً من ثمارها لكنه لم يجد سوى أوراق، فقال لها: لا يأكلْ أحدٌ مِنكِ ثمراً بعدُ الى الأبد!”. وفي اللحظة عينها يبست الشجرة؛ وهكذا سيكون مصير كل مَن لا يتبعه. وأظنّ أن شجرة التين تمثّل الشريعة القديمة، والكرمة الشريعة الجديدة…

توجّه يسوع مع رسله إلى بيت عنيا، لكنه كان حزيناً أكثر من أي وقت مضى. وحين علّم في الهيكل، أُجبر اليهود على إغلاق أبواب منازلهم في وجهه ومُنعوا من تقديم أي مشروب منعش له أو لتلاميذه.

كان يسوع وتلاميذه يتحضرون للإحتفال بقداس السبت. لبسوا الثياب المخصصة للقداس، وراحوا يصلون على ضوء المصباح؛ ومن ثم جلسوا على المائدة. وحين إنتهى العشاء، وقفت مريم المجدلية من جديد خلف يسوع، ودهنت على رأسه وقدميه طيباً، ومسحتهما بشعرها، كي تعرب له عن محبتها وامتنانها وتوبتها وحزنها، ومن ثم غادرت الصالة. غضب الموجودون من تصرفها، ولا سيما يهوذا… لم تكن المرة الأولى التي تعرب فيها عن إمتنانها له بهذه الطريقة، أو حتى بطرق أخرى كثيرة.. (ص: 123-124)

بعد العشاء، وبعض تلاوة بعض الصلوات، غادر الرسل والتلاميذ كل بدوره، اما يهوذا الذي استاء مما حدث، فأسرع الى اورشليم في منتصف الليل، وقد ملأ الحسد والجشع قلبه، عابراً بستان الزيتون في الظلمة. ورأيت قربه بصيص نور مخيف ينذر بالشؤم، وكأنه ينبعث من الشيطان.. (ص 124)

الفصل 60: اليوم الأخير ليسوع في الهيكل

تكلّم مع بطرس بشكل خاص عن التوبة والغفران، ثم توجّه بالكلام للجمع عن نهاية العالم، وعن الإشارات التي ستسبقها. وأعلن أن رجلاً ستراوده رؤيا حول هذا الموضوع، وذكر بعضاً من المشاهد التي ستتراءى له. وأظن أنه يلمّح بذلك عن رؤيا القديس يوحنا، لأنه تحدث عن رجل مستنير بشعاع سماوي؛ وتراءى لي الرسول الذي ظهر عليه الملاك فوق البحر. وذكر يسوع هؤلاء الذين يتسمون بعلامة على جبينهم، وأضاف أن مصدر المياه الحيّة التي ستسيل من جمجمة الصليب ستكون مسمّمة بالكامل. (تلميح للسنوات الثلاث والنصف من هيمنة المسيح الدجال). غير أنّ المياه النقية ستصب كلها في نهر وادي قدرون . وتكلم عن رجال يمتطون الخيل وعن صور متعددة أخرى.

في الهيكل.. تحدث عن الحقيقة، وعن تحقّق الأمور التي يعلّم عنها. أما هو، فأراد أن يطبق الآن ما قاله. فالإيمان بمفرده لا يكفي، يجب أن نطبّق ما نؤمن به. (ص: 139-140)

الفصل 61: العشاء الأخير في بيت عنيا – المجدلية تكرّم المخلص

لم يكن يهوذا موجوداً بين الحاضرين..

المجدلية ذهبت الى أورشليم لتشتري الطيب..

مريم (العذراء) بعد ان كان قد أخبرها يسوع عن موته، فكانت غارقة في حزنها..

أخبر يسوع تلاميذه عن موته القريب، وعما سيحلّ به. وقال أنه سيباع الى الفريسيين من قبل رجل قد وذع ثقته به. ويدين له بالكثير. لن يحدّد هذا الرجل مبلغاً مقابل تسليمه، لكنه سيقول: كم ستعطونني؟ في المعتاد ، حين يشتري الفريسيون عبداً، يُحدّد لهم سعره… بكى التلاميذ بشدة، حتى انهم أبوا أن يأكلوا، ولكن يسوع أرغمهم على الأكل ولكن بكل طيبة…

عند الصباح، القى يسوع تعاليم عدة لرسله، ولكنهم لم يفهموها بشكل جيّد، فطلب منهم أن يدونوها، قائلاً لهم أنه حين سيرسل لهم روحه، سيتذكرونها ويفهمون معانيها؛ ورأيت يوحنا ورسلاً يدونون ملاحظات. وكرّر لهم يسوع أنهم سيفرّون جميعهم حين يُسلّم..

عادت المجدلية ومعها الطيب الذي اشترته: كان باهظ الثمن ويتألف من 3 عطور؛ لقد أنفقت كل ما تملكه لتشتريه…

حدّث يسوع تلاميذه عن أمّه، وقال إنها ستشاركه في آلامه المروعة، وستشعر معه بآلام الموت كلّها، ولكنها ستبقى على الأرض لبضع سنوات أكثر… (ص: 145-146)

الفصل 63: كأس العشاء السريّ

كانت الكأس التي أحضرها الرسولان من بيت فيرونيكا رائعة وتملؤها الأسرار… اشترته فيرونيكا، مع أغراض أخرى متعلقة به، واستعمله يسوع عدة مرات أثناء الإحتفال بالقداديس.. (ص: 157)

كانت الكأس سابقاً مع ابراهيم. أحضرها ملكي صادق معه من أرض بابل الى أرض كنعان حين بدأ بتأسيس أورشليم، واستعملها لتقديم الذبيحة عندما قدّم خبزاً ونبيذاً بحضور إبراهيم.. هذه الكأس هي نفس الكأس التي حفظها نوح في سفينته.

انظروا الى هؤلاء الرجال.. كان نوح العجوز يحمل عصا على كتفيه… كلا، لك يكونوا أناساً، إنما أرقى من ذلك، فقد كان مظهرهم يوحي بأنهم عظماء.. (ص: 159)

استقدمهم ملكي صادق مع بعض أهل بلاد كنعان من أجل بناء عمارات عالية على الهضبات التي تأسست عليها أورشليم.. وكان يزرع في تلك المدن الكرمة والقمح… كان يسوع وحده يعلم ما سرّ هذه الكأس. (ص 160)

الفصل 64: يسوع يودّع أمه

عندما أظهر الرب لأمه العذراء ما كان سيحدث، توسلت إليه بطريقة مؤثرة أن يدعها تموت معه… أخبرها أنه سيقوم من الموت، وحدّد لها المكان الذي سيظهر لها فيه. على الرغم من كل حزنها، لم تبكِ كثيراً، الاّ أنّ أساها كان لا يوصف. شكرها يسوع، كإبن محب، على محبتها له، وضمّها إلى قلبه. قال لها أيضاً إنّه سيقيم العشاء السري معها روحياً. وعيّن لها الساعة التي ستقتبل فيها جسده ودمه. (ص 162)

كان يتوق بشدة الى اللحظة التي سيقدّم نفسه ذبيحة. (ص 162)

… تابع يسوع: “إبن البشر ماضٍ كما هو مكتوب عنه، ولكن الويل لذلك الرجل الذي يسلّم إبن البشر. (170)

الفصل 67: تأسيس سر الإفخارستيا

ازداد يسوع عطفاً وحناناً؛ أخبر رسله بأنه سيعطيهم الآن كلّ ما يملك: حتى ذاته كاملة. وبدا وكأنه إمتلأ تماماً بالحبّ. رأيته وقد أصبح شفافاً حتى بات صورةً مضيئة.

كسر الرب الخبز عدّة كسرات مصلياً، ووضعها على الطبق. ثم أخذ زاوية من القطعة الأولى واسقطها في الكاس.. في تلك اللحظة تراءت لي مريم العذراء تتقبّل السر الأقدس بطريقة روحية، مع أنها لم تكن في العليّة. أظنّ أنني رأيتها تدخل من دون أن تلمس الأرض، وتمثل أمام الرب، فتتناول القربان المقدس، ثم تختفي.

صلّى يسوع مجددا وعلّم. كانت كلماته تخرج من شفتيه كالنار والنور، وتدخل قلوب الرسل جميعاً – ما عدا قلب يهوذا. أخذ الطبق الذي عليه الخبز وقال: “خذوا كلوا ، هذا هو جسدي الذي يُبذل لأجلكم“. ورفع يده اليمنى الى الأمام كأنه يبارك، فانبعث منه نور ساطع، ودخل الخبز في أفواه الرسل كجسد مضيء. (ما عدا يهوذا).. قدّم يسوع الخبز الى بطرس أولاً، ثم الى يوحنا، ثم أشار الى يهوذا ليقترب، ولكن، ما إن قُدِّم له الخبز الحي حتى ظهرت كلمة المخلص وكأنها تنفر من فم الخائن… قال يسوع: “ما أنت صانعه فاصنعه عاجلاً.

…يهوذا.. رأيت 3 شياطين تحيط به، دخل واحدٌ في فمه، والثاني كان يدفعه، والثالث يتقدمّه. كان الظلام يعمّ المكان، لكن هذه الشياطين كانت وكأنها تنير دربه. فكان يهوذا يركض كالمجنون.

يُتبع…