قبل ان نكرّم الاجنبي فلنثق بأنفسنا ونحترم شهداءنا ونعترف بأبطالنا
***
ما اشبه الامس باليوم، من رفيق الحريري الذي كان يفتتح شوارع باسم الرئيس الراحل حافظ الاسد ويقدم مفاتيح بيروت لغازي كنعان الى سعد الحريري الذي يفتتح اليوم جادة باسم الملك سلمان بن عبد العزيز، التاريخ يعيد نفسه، مع التذكير ان الحريري الاب كسر له رستم غزالي يده لأنه لم يطعه في احدى المرات، وهذا ما حصل ايضا كما نعلم مع الحريري الابن الذي حجزه ولي العهد السعودي بن سلمان في السعودية، لأسابيع، عند اولى بوادر تمرد الحريري على القيادة السعودية، ولولا التفاف اللبنانيين حول الحريري ترجمت بوحدة وطنية قل نظيرها في منذ حرب تموز ال 2006، لما عاد الحريري ربما ولكان انتهى سياسيا الى غير رجعة.
في حين ان الذي يستمر ويدوم فهي الرموز اللبنانية التي تكون محفورة في قلوب اللبنانيين قبل الساحات والشوارع، مثل نصب رجالات الاستقلال من رياض الصلح وبشاره الخوري، مرورا بتمثال وساحة اللواء الشهيد فرنسوا الحاج وصولا الى غيرهم من ساحات وشوارع تسمى تيمناً بالشهداء الابطال في الجيش والمقاومة، الذين حموا لبنان وحافظوا على شعبه، في حين ان كل الدول الخارجية مهما كانت قريبة من لبنان، فهي ستقدم مصلحتها على مصلحة لبنان عند اول مفترق تتعارض فيه المصالح الوطنية، لأن الدول تتعامل في ما بينها وفق المصالح لا العواطف وكذلك لنسعى نحن ايضا كما غيرنا الى تأمين مصالح شعبنا.
إذا فليتعلم المسؤولون لدينا من فخامة الرئيس العماد ميشال عون، الشهامة والكرامة والكبر، وهو في عهده بات اللبناني مرفوع الرأس، يفتخر بلبنانيته وهو استعاد سيادته اليوم وبات يقرر مصيره بنفسه، على رغم الصعوبات، فالقرار اللبناني بعدما كان يتنقل بين مختلف عواصم العالم في العقود الثلاثة الاخيرة، عاد مع الرئيس عون الى العاصمة بيروت، وليأخذ هؤلاء المسؤولون العبر مما حدث إبان الحرب اللبنانية التي انتقل فيها لبنان من وصاية الى اخرى ومن احتلال الى آخر ولكنهم في النهاية غادروا لبنان وبقينا نحن، فكل ما لا يجمع عليه اللبنانيون لا يمكن ان يستمر والنصب المرفوعة التي لا تنبع من قناعة ووجدان لدى اللبنانيين سيحطمها الشعب حين يثور فيغير نفسه ويحرر ذاته، فلنثق بأنفسنا ونحترم شهداءنا ونعترف بأبطالنا ونقدر تضحياتهم، قبل ان نكرّم الاجنبي الذي مهما بلغت عظمته، يبقى أقل شأناً من إبن البلد.