– من دعارة الجسد، الى دعارة السياسة والعمالة والإرتهان… (أمين أبو راشد)
***
علّق الكاتب السياسي أمين أبو راشد على صفحته الخاصة، على اسبدال شارع الزيتونة باسم “سلمان: كاتباً على صفحته (Amin Abou Rashed):
أطلقنا عليه إسم “سلمان”…
لا، هو ليس مولوداً لبنانياً جديداً،
بل هو شارعٌ كان إسمه الزيتونة، يوم كان الزيتون رمزاً لبنانياً كما الأرز والسنديان،
استبدلنا زيتونة البركة بشجرة نخيل، واستبدلنا زيت الزيتون بزيت النفط ..
الزيتونة ! شارع الحياة في ميناء الحصن لعروس العواصم بيروت..
ميناء الأفق اللبناني الحضاري العابر للمدى، وحصن صمود بيروت، يوم كانت لدينا في بيروت حصانة الكرامة اللبنانية، فأرادوا أن نهجر ميناء الإبحار خلف سفن فينيفيا، وأعادونا الى جفاف بادية البداوة وقحط جهالة العربان…
نعم،
أطلقوا على أقدم شوارع بيروت إسم “سلمان”،
ليس لدينا عمالقة في الفكر والفن والإبداع، لتسمية الزيتونة على إسم أحدٍ منهم،
فاستوردنا عملاق نفطٍ اشترانا، وكانت له في طرابلس جادة الملك سلمان منذ أشهر، وبات الآن أيضاً في قلب بيروت، وسنفتح لسلمان فروعاً في كل منطقة فيها غُلمانٌ وخصيان للبلاط الملكي…!
يا شارع الزيتونة، نحن نعتذر منك، ومن ذكرياتنا،
يا ليل بيروت وصخبها، ويا زواريب القناديل الحمراء،
يا عُلب الليل التي لا تنام في ليل بيروت،
ويا رمز حق اللبنانيين في عيش حرّيتهم رغماُ عن معتقلات هذا الشرق المقيت…نقول لك وداعاً..
وداعاُ يا شارع الزيتونة،
وداعاً لذلك المقعد الخشبي العتيق، كان يأوينا متى قررنا الهروب من صخب زواريب الزيتونة،
نتأمل بيروت يغتسل الأبيض المتوسط عند أقدامها، يوم كانت بيروت عشقنا من شَعرها وحتى أقدامها،
يوم كانت حلمنا من الغسق وحتى الشفق ضجيعة فراش، نرتشف خمرتها ونُحصي الكؤوس الغارغة وأعقاب السجائر على ذلك المقعد، ونحفر أسماءنا على الخشب لنحفُر بيروت قصيدةً في الذاكرة…
وداعاً يا شارع الزيتونة،
يا حكايات جميلات بيروت، ويا واحة السمر والسهر،
اعذرنا لو بدَّلنا إسمك لنشتري مقعداً نيابياً أو رئاسة حكومة،
وإذا كان عار الزيتونة أنها كان أوكار العشق المُحرَّم ودعارة الجسد،
فإن دعارة السياسة والعمالة والإرتهان، ليست أشرف من بيع الأجساد على الأرصفة، لأن دعارة الجسد تُنجِب لُقطاء، ودعارة السياسة تُنجِب عملاء …