عَ مدار الساعة


الأب مروان خوري عن الأفخاخ الثلاث والتجربة.. أوقات كتير أعمال الروح تصبح للتباهي والظهور.. (Audio)

عبارة نهاية الأبانا، “لا تُدخلنا بالتجربة”صارت “لا تسمح أن ندخل بالتجربة”
– عن فخ المساومة، وتجربة الله.. ون
عمة الله ما بتِجي بالحكي (التفاصيل)

***

مقتطف من عظة الراهب المريمي الأب مروان خوري “تجارب يسوع الثلاثة” – قداس السلام – في دير القديسة تريزيا الطفل يسوع – سهيلة: (26 آذار 2018)

اردت التأمّل بمعنى التجربة بحياتنا كمسيحيين، واليوم الكنيسة بصدد إنّو تصلّح عبارة نهاية الأبانا، “لا تُدخلنا في التجربة” الى “لا تسمح أن ندخل في تجربة“.. حتى يفسرو للمؤمن انّو التجارب مش من الله، التجربة هي من إبليس..

لكن السؤال: لا الله بيِسمَحلو و ما بيِسمَحلو..؟؟؟

نحنا قدام هالسؤال منوقف حيارَى، انو وين محبة الله..؟؟ كيف بيِسمح لعدو يهدّد حياتي..؟؟ لأنو التجربة ممكن تقود الإنسان لسقوط كبير..

الرب هوّي بَيْ ، البَي أوّل مرّة بيعطي ابنو سمكة حتى ياكول، لكن تاني مرّة بيعطي السنارّة، بقلو: روح إنتا تصيّد.. مش لازم أنا ضَلني أعطيك، لازم إنتا تبلّش تُنتِج..

أحلى صورة بتفسرها القديسة “سان تريز” للتجربة بحياتنا، تقول:

أوّل ما منخلَق، منِقعُد عَ إيد إمنا مدّة سنة، ليل ونهار.. ما بِتغيب عنا دقيقة بالأربع عشرين ساعة باليوم.. عايشين وكلشي واصلنا عَ التخت، وحياتنا لعب ولهو..

تاني سنة، بِتبلش الأم تنزّل الولد عن إيدا، وتعلمو يِمشي، وهيدي لحظة بيبكي فِيا كتير الولد.. وبتلاقو دايماً عم يشدّ بإمّو حتى ترجع تِحملو.. ولكن ما بتِنصاغ الأم لإبنا، بتقلو: إمشي لوحدك..

تالت سنة، بصير في إنفصال كبير، بتحطّو بالمدرسة، وبتفِلّ على البيت، وبتبكي أكتر منّو بالبيت.

والسبب، إذا بِقيت هيّي تشتغل عن إبنا، بيوصل لمطرح الولد مَنزوع.. وحتى يِطلع صاحب شخصية، ومسؤول، بدّو يتعلّم ياخود دور الأم والبَي بحياتو..

الرب هوّي أم وبَي، والتربية هي من شيم الله، وهو يريد ان نصير آلهة، وحتى نوصَل ما بِغَّنجنا.. بغَنّجنا بأول مشوارنا معو، من هيك منشوف بأوّل إرتداداتنا، منلاقي الدِني عمرانة، وهالشي بصير بعد حَج معيّن، أو برياضة روحية، ساعتها منكون عَم نصلّي.. ومنِفتكر إنّو الحياة مع الله بهالسهولة..

بعد فترة منشوف الدرب، بلّش يِصعَبْ.. وبالكاد إلي جلادة إجي على الكنيسة، وإقدر صلّي، أو إغفر.. ليه؟؟

الرب بالبداية بيِبْقى حاطِط كلّ حمايتو، وإذا منِقرا سفر أيوب، بقلّو الشيطان للرب: عبدك أيوب، منّك مفَطسو بحبّك، شيل إيدَك عنّو حتى قلّك كيف بيِنكرك..!!!

يقلّو الرب: لك عبدي أيوب.. لكن شَغلتين ممنوع تقرّب عليُن،

  • نفسو
  • ارادتو.. 

هودي إلي الاّ إذا هوّي بحريتو، بدّو يسلّمك ياهُن.. ممنوع يقرّب إبليس على القرار.. وأحلى صورة مِنشوف فيا التجربة..

 

البحر الهائج بدّو يِبلع من بِسَفينة يسوع.. مسموح للبحر يخبّط بالسفينة، بس ممنوع يقرّب على قرار السفينة، من إنّو توصل..؟؟ هيدا هوّي إبليس..

مسموح يخبطّك، ومسموح يجربّك بصحتك، وبشِغلك.. بس ممنوع يقرّب على قرارك.. الاّ إذا قلتلو للرب : ما بدّي ياكْ، وبِتسلّم ارادتك لإبليس… ميشان هيك التجربة ما بِتخوّف، لأنّو عندا وجهين:

1) وجه تربوي، الرب يُربّي..

2) وجه فدائي، الرب من خلال التجارب بقدسّنا..

بالجيش منعرِف، إنّو العسكري وقت في معارك، بيُقبض 18 شهر بالسنة.. بِزيد الراتب، لأنو في فترة مش طبيعية.. من هيك الرب بالإيام العادية الرب يُرسل نِعمتو الك كل يوم، وبس وقت التجربة بضاعِف النعمة عليك، وبيِدفعلك زيادة.. ما تخاف، الرب معنا، ولن يتركنا…

تجارب إبليس الثلاث

التجارب الذي مرّ بها يسوع، أراد منها تعليمنا، وقد نأخذ منها العبَر..

1) يقول إبليس ليسوع: (وإبليس مش عارِف إنو الله بذاتو، بس حاسِس بخطرو، وشاعِر القوة اللي بتِضهر منّو، لأنو كان يِشحطو من النفوس.. بس ما كان قابل إنّو هيدا الله بجوع، وبيِهرب على مصر، وبنام، وبيِتعبْ.. إبليس بيعرف الله بالكمال اللي فيه، حإبس وما مِتخيّل يصير الله إنسان..)

إبليس كان مطمّن بالو، مدَخّلنا على الخطية، وآخِدنا على الحكم.. على أساس ما في حدا يِدفع عنّا.. الرب إجا وسحَب ولادو من نياب الوحش..

أوّل تجربة، قلّو: مُرّ هذه الحجارة أن تصبح خبزاً..؟؟ شو بتِعني؟؟

 

إبليس دايماً بِطلّ لعِندك، وقت إحتياجاتك، خاصة إحتياجات الجسد.. إنّه لا يُهاجم الاّ وقت الإحتياج والضعف، والجوع والحاجة… ليه؟؟

بدّو يعمل علاقتك مع الله، لتلبية حاجاتك على الأرض، ومش أكتر.. وإنو حياتك لازم تكون مرموقة. أليست صلاتنا في أكثر الأحيان لتنجح اعمالنا، وتكثُر أرباحنا، ونُشفى من أمراضنا، وتتحسّن معيشتنا..

إنّه ملعون، يدفعنا أن نطلب من الله عطاياه الزمنية، بدلاً من أن نطلب شَخصه، وبِتصير علاقتنا، إذا الرب ما لبّى إحتياجاتنا، منبلّش نأزّم العلاقة بيننا وبينو، ونوقّف الصلا، ومنصير نقول: ليه الله ما بيستجيب..؟؟

ما عَم يستجيب، لأنّو ما عَم تنبّش على إرادة الله، عم تنبّش على تلبية احتياجاتك، ونتذكّر يسوع واضِح، قلّك: “إطلبوا أولاً ملكوت الله،وكلّ اللي عايزو سيُعطى ويُزاد. أولاً الله وارادتو، وعمل ارادتو..

بأوّل تجربة الرب يسمح فيها ليُصحّح علاقتك معو.. لأنو العلاقة بعدا علاقة طفولية… متل علاقة الطفل بامّو حتى ياكول وينام.. لكن مش لازم تبقى هيك.. بس يِكبر، لازم تتطوّر لعلاقة حب، إبن لأمو أو بيّو.. الرب ما بيِزعل من طلبات إحتياجاتنا، إذا كنا أطفال، بس مش لازم تبقا..

قبل ما تطلُب إحتياجك، إطلب شو إرادة الله الك، لأنو قد تكون إرادة الله ومشيئته قاسية.. ما تفكّر الله بِغنّجك، ولحدّ الجوع والعَوز.. لأنّ بالنسبة للرب كلّو شِبع، وخارج إرادة الرب هو فخ.. 

أوقات بكون قاطع بمشكلة ببيتي، بزواجي، بحِسّ بحاجة لعطف، مُمكن اطلع خارج البيت وإتسلّى بالخطية، وبِعتبر إنّي عَم رَفِّه.. مش عارفين إنّو إذا لبيّت إحتياجات جسدك خارج إرادة الله، قد تكون فخ، والسقوط عظيم.. إبليس يعرض علينا خطط رهيبة، إنتبه ما ياخدِك لعند غير إرادة الله..

2) يقول إبليس للرب يسوع: أخذه الى جبل عالٍ ، وقال له: إن كنت إبن الله، فألقي بنفسك من هنا الى اسفل، لأنه يوصي ملائكته بك، ليحفظوك، كي لا تصطدم بحجر رِجلك..

الفخ الثاني، هوّي إنو يغيّر مسارنا الروحي.. أوقات كتير أعمال الروح بتصير للتباهي والظهور.. الأبونا بيِنبسط إنّو وَعظ حلو، وهمّو مش إني وَصّل الله..؟؟ كيف كانت الوَعظة؟

أوقات كتير أعمال الخير، ليس لمجد الله، بل لكسب مديح الآخرين.. الصوم مش لموت الذات عن العالم لإحياء الله فيّ، الصوم لحسّ بالبطولة.. إنّو ليك شو عمِلت..!!

أوقات كتير بيعرضو مشاكلُن علينا، مش لأنّو بدُّ يحلوّها لكسب العاطفة من الآخر.. أوقات صلاتنا تكون لمجدنا الشخصي، مش لمجد الله.. ونحنا ما منقدر نجبر الله لأي شيء خارج إرادته..

في أشخاص بقولو: أبونا معلّق دخيرة الصليب، وحاطِط أونة ومسبحة، ورِحت لعند البصّار، بدّي شوف إذا بيقدر يعمل شي؟؟ شو عم تِعملْ، عم تجرّب الله.. متل واحد إنو الله بحِبني، وبكبّ حالي بالنار ومش لازم إحترق..!!

الله عطاك عقل، حتى ما تكبّ حالك بالنار، ما تورّط الله وتقلو، تعا حميني.. ما نروح لهالأماكن الخطرة.. إبليس أوقات بحطّك بتحدّي مع الله، ومع ايمانك، ننتبه، ونتذكّر هالعبارة:

الذي يوصي ملائكته فيك، ويعتني بكل أمورك، وهو ذاته، الذي قال: لا تجرّب الرب الهك.. (ابليس بحَفظك شغلة من الإنجيل، ويُنسيك شغلة تانية، لازم نعرف كلّ يسوع، حتى نكشف خططه لهالملعون..)

3) اخر فخ بياخدك إبليس، يقول إبليس للرب: وأخذه الى جبل عالٍ، أراه ممالك الأرض وقال له: أعطيك إياّها، ان تخرّ لي ساجداً..

المساومة.. أعطيك بِتردّلي.. انتبهوا، أوعا تفوتو معو بمساومة..

إنه يحاول أن يُساوم معك مبينّاً لك طريق الرب الشاق، والصعب، وطريق الخطيّة السهل.. امرأة أصبحت حامل، وما بَدها ولد.. الطريق الهيّن يللي يعرضه إبليس، رَوحيه (أجهضي إبنك) .. (الملايين من العالم عَم يروحّو – يجهضون) طريق الرب شاق وصعب.. تحدّوا العالم وافكارو، المساومة لا تعطي بالسلام الى القلب، انما تعطي بالحزن ويدوم دهر..

تذكّر يا اخي، كلمات مار بولس: إن كنّا نتألّم معه، فستنمجّد معه.. ما تخاف من الألم، باتباع مشيئة الرب، حافِظ عليا، مجدها كبير.. وما تروح بسهولة إبليس وبالعروض، لأنّ الموت رح يكون دهر..

يقول مار بولس: كم مرّة أردنا أن نأتي اليكم، مرة ومرتين، إنما أعاقنا الشيطان.. هذه هي التجربة أن يعيق إبليس عمل ارادة الله بحياتك..

اللي بِخلينا نِفضح أمور إبليس، أن نكون في نور الرب، وحتى تكون نِعمة الله قاعدي فينا.. نعمة الله ما بتِجي بالحكي.. وما بتِجي لأنك تعمدّت.. نعمة الله بتِجي:

  • لمّا بتصلّي كل يوم.. 
  • بتستلهم الروح القدس قبل بدء نهارك، وبتِطلب منّو يقود خطواتك

إبليس حيّة (مش عم كتّر حكي عنّو، ولكن عم إشرح تجاربو للمَلعون) ولديه خطتين:

الفجائية: تكون كل الأمور ماشية لحظة بيِبرم الدهر عليك..

الإنتظار: الحيّة بتِنطر أيام وساعات لتصطاد طريدة، تشبيه إبليس بالحيّة، لأنّو بتِقعد على ذنبها 7 – 8 ساعات بالصحرا، واقفة متل العود، حتى يجي شي طير ويفكرها عود، لأنّو رمل الصحرا كان سخِن.. بس يغطّ تاكلو..

إبليس بينطرك، وبخليّك تفوت بالخطية.. انت بتروح للمغامرة، وبِتقول: شو صار؟؟؟ ما بدها هالقد..!! خطيتْ وما صار شي..؟؟ بصير يعطيك متل الصياد اللي عم يعطي طعم للسمكة، ما هدفو يغذيها، بدّو يلقطا.. وهيك إبليس، بكبّ الخطية ورا خطية، وآخر شي بتعلق بالسنارة..

ساعتها بطّلت قادر توَقِفها.. من هيك نضل كل يوم بنور الرب.. كل يوم

  • نصلّي، وساعتها الرب ما بخلّيه يفاجئك.. وإذا كان رابِضلك على حاجاتك، ساعتها العدرا بالمرصاد الو، يسوع بيِبعتا، وبالمسبحة بتربطو…
  • القربان المقدّس يشلّه.. وبِشلحو كل قوتو..

إن كنت خارج هالأسرار عْراف إنّك إنت بدائرة الخطر.. وإن كنت بنور الرب وحِمى مريم، لو تجندت جهنم، إم الله رَح تكون نصيرتك، ويسوع رح يكون الك القوة والإنتصار على كل التجارب، الو المجد الى الأبد، آمين..

رصد Agoraleaks.com