إنسحب نبيل نقولا، وفاز بمقعد الشرف !

– ننحني لِنُبل “النبيل” ( أمين أبوراشد )

***

إنسحاب النائب الدكتور نبيل نقولا من الترشُّح للإنتخابات القادمة، لا نقرأه كما عزوف أو انسحاب غالبية النواب، لأن الإلتزام الحزبي، ونضال دام 28 عاماً، مسيرة نيابية نزيهة شريفة عمرها 13 عاماً للنائب نقولا، تجعلنا ننوِّه بهذا الرجل المسؤول الذي ضمَّن بيان انسحابه استعداده لأية مُساءلة، سيما وأنه اعترف بأن وضعه المادي هو أقل مما كان عليه قبل دخوله الشأن العام، ولم يعزف عن الترشُّح مشبوهاً لا سمح الله، كما فعل أحد قوارض نهش المال العام وهم مُتَّهم بإختلاسات وحكاية ال 11 مليار دولار عالقة في رقبته بانتظار أن يأتي ذلك اليوم ونراه يُحاكم بعدالة.

ونحن عندما نتناول النائب نقولا كحزبيّ مُلتزم، ونرفع راية الإلتزام بالحياة الحزبية، فلسنا ننطلق من واقع بعض الأحزاب في لبنان، بل بمصداقية بعضها مع القواعد الشعبية، وأيضاً من نظرية الغرب المُتطوِّر الذي تجري فيه أية انتخابات محلِّية أو برلمانية أو رئاسية على أساس حزبي، وليس هناك ما يُسمَّى أفراد مستقلِّين، يتكتَّلون كما رفاق طريق إنتخابية ويفترقون بعد إقفال صناديق الإقتراع.

ونبيل نقولا صرَّح قبل انتخابات العام 2009، أنه لا رغبة شخصية لديه بالترشُّح ويريد التفرُّغ لعائلته، وخاض المعركة يومذاك بناء لتوجيهات حزبية وفاز مجدداً، واليوم، ووفاءً منه والتزاماً بالتيار ومؤسسه وقائده، انسحب لصالح ضمان نجاح لائحة التيار الوطني الحرّ وحلفائها في المتن، في ظل قانون نسبي يفرض تحالفات مع غير حزبيين.

ومع إنسحاب نبيل نقولا، طبيب الأسنان الذي كان مقيماً في باريس، نستذكر ما صرَّح به خلال مقابلة تلفزيونية منذ بضع سنوات، عندما سُئل عن امتلاكه شقَّة في باريس، فقال: نعم، كنت مقيماً هناك، واشتريت شقة مساحتها 80 متراً مربعاً وما زال عليّ تسديد أقساط لمدة عشر سنوات مُقبلة، وننحني لِنُبل “النبيل” مالك تلك الشقة، عندما يزهد بمقعدٍ نيابي لأن ضرورات مواجهة مالك “عمارة” تستوجب ذلك، مالك العمارة الذي لا يرغب الإعتراف أن للعمر حقُّ عليه، وأن لاعب كرة القدم يعتزل في قِمَّة مجده، وعلى رجل السياسة الذي بالكاد يمشي على قدميه أن يرحل بدل أن يتسوَّل حلفاء لتشكيل لائحة.

نبيل نقولا: أنا مُقيم في المتن ولست من دائرتك الإنتخابية، ولا معرفة شخصية بك يا سعادة النائب الدكتور الشريف الآدمي، وتجمعني بك فقط مدرسة فخامة الآدمي النقي ميشال عون، فاسمح لي أن أقول لك شكراً..

شكراً لكل ما أعطيته للمسيرة الحزبية، ولكل عطاءاتك في المتن ومواقفك الوطنية في المجلس النيابي، وشكراً كبيرة لأنك كبيرٌ في تعاملك مع المواقف الكبيرة، وهنيئاً للمدرسة العونية وللتيار الوطني الحر، أنك غَدَوت مدرسة في الإلتزام والوفاء، وانسحبت وأنت في قِمَّة العطاء للفوز بمقعد الشرف، لأن السيرة الحسنة هي الباقية، ولن نأخذ معنا من هذه الفانية لا شقَّة بالتقسيط ولا “عمارة” تُناطح السحاب والعمر لم يعُد يسمح بالمُناطحة حتى آخر رمق من أجل مجدٍ زائل !!!