– هل تتخلّى الدولة بزمن السلم، عمّن ضحّى بحياته بزمن الحرب..! (دارين دعبوس)
***
يُقسم الجنديّ فور انضوائه في السلك العسكري، بأن يحمي بلاده، مُقدِّماً حياته في سبيلها، ومع ذلك فقد أكدّت المؤسسات العسكرية، في معظم جيوش العالم، على امتلاكها حق استدعاء عناصرها، ووضعهم تحت درجة معينة من الجهوزية، وفقاً لحجم المهمة، ونسبة الخطر التي يُحدق بالبلاد.
منذ عام 1982، والجيش اللبناني، يُلزم عناصره بما يُسمّى باللغة العسكرية، التدبير رقم 3، الذي وُضعت بموجبه الوحدات القتالية، على مستوى معيّن من الإستنفار، على أن يُحدث بَدَلُ سنة خدمة، 3 أضعاف.
يقول اللواء الركن عبد الرحمن شحيتلي:
- الناس وِعيتْ، إنو الجيش بالطرقات، فكرّوا إنو الجيش هيك مهامو.. الجيش عادة بكون بثكناته، بروح الصبح وبيرجع عشية بدوامات.. وبيبقى في حَرَس بالثكنة.
إنما ما بكون 24 ساعة خارج بيتو.. بتدبير رقم 3 أصبح العسكري وقتو كلّو للمؤسسة العسكرية.
- التدبير رقم 3، هوّي حالة الطوارئ لحفظ الأمن، أو لوقف أي عمل عدائي.. وقيادة الجيش لا تُطبقّه على كافة عناصر الجيش اللبناني، يُطبق على عناصر الوحدات القتالية، ويزيد الراتب العسكري، (لأنو صار عملو 24 ساعة) وعند تعويض نهاية الخدمة يُحسب هذه السنة التي قضاها بتدبير رقم 3..
يعني العسكري بالخارج، في الدورات، لا يُحسب له تدبير رقم 3.. وكذلك أثناء الدورات في الداخل.. وكل يوم ضمن تدبير رقم 3، يُحسب 3 أيام..
اليوم وفي ظلّ إتجاه المسؤولين الى عصر النفقات، وخفض المدفوعات، يُحكى عن إتجاهٍ لإلغاء التدبير رقم 3 ، أو بالمصطلح العسكري، الغاء الضمائن الناتجة عن هذا التدبير..
يقول شحيتلي: ما بيقدرو يلغو التدبير، بدّن يضبّو الجيش بالثكنات، بس بدّو يتكلّف الجيش بمهمات، عم يقولو بدّن يلغو احتساب التدبير.. وإذا الغوه، بكون عم يظلمو العسكري أكتر ما هوّي مظلوم..
يخفضوا العجز بغير موارد، الدولة الداعمة للجيش، ما فيها تعمل مؤتمر بايطاليا، وتطلب دعم الجيش… أقل موازنة بين الدول المخصصة للجيش، هي موازنة الجيش اللبناني.
الغاء تدبير رقم 3، لا يزال خبراً يُهمس به بالكواليس السياسية، امّا في العلن، فالجميع يُبدي محبته للجيش، وضروررة دعمه، وإعطائه الضوء الأخضر.. فهل تتخلّى الدولة في زمن السلم، عمّن ضحّى بحياته في زمن الحرب..!!
المصدر: الجديد
رصد Agoraleaks.com