الضرر الذي أحدثه التشكيك بمديرية امن الدولة وبالمقدم سوزان الحاج كبير على لبنان- نسيم بو سمرا
***
حين نعلم أهمية جهاز أمن الدولة في مكافحة اعمال التجسس كما دوره في مكافحة الفساد، يبطل العجب في سبب الحملات القديمة الجديدة على مديرية امن الدولة وقائدها الجبار اللواء طوني صليبا، ونحن لم ننسى كيف تمت محاصرة هذا الجهاز حين كان على رأسه المدير العام لجهاز أمن الدولة السابق اللواء جورج قرعة من خلال قطع الاموال عنه في الحكومة التي ترأسها تمّام سلام، فعطّل صرف المصاريف السريّة وأوقفت بدلات السفر والصيانة وباقي المخصصات، في حين ان الحرب اليوم على الجهاز باتت اخطر من ذي قبل إذ يقود هذه الحرب جهاز امني آخر هو فرع المعلومات الذي بدل ان يلتزم بمنطق التعاون والتنسيق بينه وامن الدولة نظرا لصلاحيات الاخير الامنية الواسعة، يقوم بمحاربته او في أحسن الاحوال ينافسه في العمليات الامنية، في مرحلة دقيقة وخطرة على استقرار لبنان، تحتاج لاستنفار امني.
اما القضاء العسكري فزاد المشكلة من خلال نقل التحقيقات من جهاز الى آخر في حين انه من غير المنطقي ان ينقل ملف ما بهذه الاهمية المتعلق بالعمالة مع العدو الاسرائيلي، الى جهاز مختلف لم يكن له علاقة في الاساس بكشف الجرم، فالتوقيف والتحقيقات قام بها جهاز امن الدولة، وإذ اراد القاضي التوسع بالتحقيق لعدم قناعته بالادلة المقدمة او لنقصها عليه ان يعيده الى الجهاز الذي عالج الملف من الاساس، وليس احالته الى المعلومات كما هي الحالة في ملف ما سمي بالقرصنة الالكترونية، وهو ما طلبه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في حين ان تدخل وزير الداخلية نهاد المشنوق ومصادرة دور القضاء باستباق حكمه في الملف، بإعلان براءة عيتاني، زاد الامر سوءا، ولا تستأهل حسابات المشنوق الانتخابية البيروتية أن نكشف لبنان امنيا من خلال ضرب معنويات جهاز امني والتشهير بالمقدم سوزان الحج، وهي التي جنبت لبنان الكثير من الاخطار من خلال كشفها عدد من الشبكات الارهابية خلال ترأسها مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية والملكية الفكرية في أمن الدولة.
فمن هي؟ المقدم سوزان الحاج حبيش، هي زوجة زياد حبيش، وأم لثلاثة أولاد. ولدت سوزان وترعرعت في الكورة، شمال لبنان.
نالت شهادة البكالوريا في “الكمبيوتر وهندسة الاتصالات” من جامعة البلمند كما حصلت على درجة الماجستير في علوم الكمبيوتر.
انخرطت في صفوف قوى الأمن الداخلي عام 2001، وخضعت للعديد من الدورات التدريبية في لبنان وخارجه، تقلّدت العديد من المناصب وأصبحت عام 2012 رئيسة مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، وحماية الملكية الفكرية، بالإضافة إلى إنشائها مكتب “الحقوق، المساواة والتنوع” في قوى الامن الداخلي.
شغلت العديد من المراكز، وعملت على صون حقوق المرأة، وهي عضو في الجمعية العالمية للشرطة النسائية وضابط ارتباط الأنتربول في لبنان.
ألقت محاضرات عن الجرائم الالكترونية وتبييض الأموال عبر شبكة الإنترنت ونالت العديد من الجوائز التقديرية في لبنان وخارجه، أهمها جائزة المرأة النموذجية على المستوى الدولي…
اما جهاز أمن الدولة فنعرض لصلاحياته نظرا لأهميتها لأمن اللبنانيين ولنسلط الضوء على الضرر الكبير الذي أحدثه التشكيك بالمحققين الذين تولوا التحقيق مع المسرحي زياد عيتاني، وعلى رأسهم المقدم سوزان الحاج التي تتهم اليوم بتلفيقها تهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي لعيتاني، وهو الذي اعترف به للمناسبة عيتاني كما اعترف في نفس الوقت انه خان زوجته، في حين ان لبنان ما زال يخوض حربا على الارهاب التكفيري كما يستمر بالتصدي لإستهداف العدو الاسرائيلي للساحة اللبنانية.
المهام التي تتولاها المديرية العامة لأمن الدولة هي التالية :
أولاً : جمع المعلومات المتعلقة بأمن الدولة الداخلي ، بواسطة شبكات خاصة بها تغطي الأراضي اللبنانية واستقصاء المعلومات الخارجية من الأجهزة القائمة ، والتحقق منها وتحليلها وتصنيفها وحفظها أو إحالتها إلى الجهات المختصة .
ثانياً : مراقبة الأجانب بالتحري عما يقومون به من أعمال تمس بأمن الدولة ومراقبة علاقات المواطنين بالجهات الأجنبية في ما يتعلق بأمن الدولة .
ثالثاً : مكافحة التجسس والنشاط المعادي بمختلف أشكاله .
رابعاً : التحقيقات الأولية في الأفعال التي تمس أمن الدولة الداخلي والخارجي بواسطة مفرزة أو أكثر منتدبة من قوى الأمن الداخلي أو الأمن العام أو منهما معا وملحقة بالمديرية العامة للقيام بمهامها بصفة ضابطة عدلية وفقاً للدستور والقوانين المرعية الإجراء .
خامساً : التنسيق مع باقي الجهات الأمنية المختصة في المديرية العامة للأمن العام وقوى الأمن الداخلي ومديرية المخابرات في الجيش بشؤون الاستعلام وتبادل المعلومات .
سادساً : وضع التقارير الدورية لاطلاع المجلس الأعلى للدفاع على الوضع العام الأمني والسياسي ووضع المقترحات المناسبة لمجابهة الأخطار الداخلية والخارجية وإطلاع رئيس المجلس الأعلى للدفاع ونائبه بصورة دائمة على الوضعين الأمني والسياسي .