عَ مدار الساعة


السعودية تبتز الللبنانيين بالمليارات الموعودة في المؤتمرات الدولية الداعمة للبنان

رسالة سعودية من العلولا للرئيس عون بتخفيض حجم العلاقة بين الرئيس وحزب الله *نسيم بو سمرا

***

عناوين الصحف اليوم ومقالاتها تشير الى ضغط سعودي بدأ على لبنان عشية الانتخابات النيابية، وهو سيترجم خلال زيارة الموفد السعودي نزار العلولا الى لبنان اليوم، وبدأ تصاعديا ليأخذ مداه في المؤتمرات الدولية التي يعوّل عليها لبنان لانتشال اقتصاده من الجمود الذي يمكن ان يؤدي الى الانهيار في حال لم يحصل لبنان على الدعم الدولي المطلوب من خلال هذه المؤتمرات، وهو عامل تدركه السعودية جيدا وتستغله لتحقيق اهدافها في لبنان الذي لم يبق غيره لتعيد تثبيت نفوذها في المنطقة والذي تقهقر نتيجة انهيار المشروع السعودي في المنطقة على ابواب دمشق.

وتموحرت مقالات الصحف حول موضوع الرسالة السعودية التي يأتي بها اليوم الموفد السعودي العلولا للرئيس عون ومفادها تخفيف النفوذ الايراني في لبنان وبالتالي تخفيض حجم العلاقة بين الرئيس وحزب الله، وفي هذا السياق ذكرت مصادر سعودية ان الموفد السعودي العلولا يحمل رسالة اكثر من صريحة سيوصلها خلال زيارته اليوم للبنان، سيبلغ خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان السعودية لن تساعد لبنان لا اقتصاديا ولا سياسيا ولا تقيم علاقات جيدة معه، بل تذهب الى تصعيد اكثر ما لم يقم رئيس الجمهورية بخطوة تصعيدية، وهذا الامر مطلوب منه، اي من الرئيس العماد عون وفق المصادر وليس من الرئيس بري او الحريري ان يعلن العماد عون ان لبنان سيكون في مرحلة تخفيف النفوذ الايراني في لبنان واقامة التوازن الاساسي، بخاصة من خلال تركيبة مجلس النواب المقبلة ام من خلال تأليف الحكومة ام من خلال الخطاب السياسي لرئيس الجمهورية كي يكون لبنان لديه اولوية عربية وتخفيض للنفوذ الايراني في لبنان من خلال تخفيض تأثير حزب الله حتى على موقع رئاسة الجمهورية، مشيرة الى ان الرئيس عون سيسمع هذا الكلام بصورة رسمية، اي انهم يريدون تخفيض حجم العلاقة بين الرئيس وحزب الله.

رسالة سعودية الى الرئيس عون

أما على الصعيد الانتخابي والذي تحاول من خلاله السعودية تعزيز نفوذها على الساحة السياسية اللبنانية وذلك بإعادة احياء قوى 14 آذار من خلال تقوية حلفائها والاتيان بكتلة نيابية كبيرة تحد من نفوذ حزب الله داخليا، فذكرت المعلومات ان اللوائح التي تدور في فلك ما تبقى من 14 آذار، مضاف عليها كتلة النائب سليمان فرنجية الي للمفارقة تعتبره السعودية حليفاً لها ايضا، فالمطلوب من هذه اللوائح تقديم اوراق اعتمادها الى السعودية من خلال محاصرة حزب الله في المجلس النيابي المقبل، وكذفت المعلومات ان لوائح تيار المستقبل والوزير جنبلاط والقوات والكتائب وحتى فرنجية الذي تعتبره حليفا لها، ستقدم اوراق اعتمادها للسعودية في الانتخابات النيابية المقبلة من خلال الحصول على اكثرية نيابية في المجلس المقبل ومحاصرة حزب الله وابقاء حجم النفوذ الايراني في كتلة نيابية ضعيفة للحزب، على ان تبقى كل القوة ضمن الثنائي الشيعي، فيما تمتلك الاكثرية التي ستؤيد اطلاق حملة اعلامية وسياسية في لبنان اعطاء الاولوية للعروبة على حساب النفوذ الايراني وتدخل ايران في اليمن والخليج والعراق وسوريا، كما تقول السعودية، وسيعلن الموفد السعودي العلولا الاتي لزيارة لبنان هذا التوجه خلال زيارته.

وأضافت المعلومات ان الاكثرية النيابية المقبلة ستدعم رئيس الجمهورية كي يكون قادرا على اخذ موقف عربي قوي. كما ان السعودية، وفق مصادر الموفد السعودي نزار العلولا، لم تعد مهتمة بالنفوذ الايراني في سوريا لانها تعتبر ان النفوذ الروسي هو الاساس، ومع احتلال الجيش الاميركي لـ 28 بالمئة من الاراضي السورية فلم تعد السعودية خائفة من النفوذ الايراني في سوريا، ويبقى الهم الاول عندها تدخل ايران في الخليج. وهي وضعت قواعد تمنع ايران من التدخل، وأشارت الى انه لدى السعودية اهمية كبيرة للساحة اللبنانية التي تريد عودتها الى الساحة العربية بقوة، وتركز على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون

واللافت ان المعلومات زعمت، ان رجل اعمال لبناني كبير يجتمع بولي العهد السعودي محمد بن سلمان قال ان ولي العهد السعودي اشاد برئيس الجمهورية العماد عون لانه حتى الان لم يقم بزيارة ايران ولا اجتمع بالرئيس بشار، وهذه اشارة جيدة تراها السعودية ايجابية للعلاقة بين المملكة العربية السعودية ولبنان.

*صحافي وباحث

نزار العلولا