– النظام “مكربج” وأنا مع العهد، قولاً وفعلاً، لأننا بصميم فكره المشرقي والإصلاحي
***
مقتطف من حديث رئيس الرابطة السريانية حبيب فرام لقناة الـ”OTV”: (شباط 23 – 2018)
ثبتنا في إنتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، أنّ المساواة قائمة، لأنه المسيحيين عادوا الى السلطة، بعودة اكبر رمز لديهم، من خلال أكبر شخصيات أعطت هذا البلد، ولكن
عنوان المعركة المقبلة، هو في عمل هذه الدولة، وكيفية مواجهة الفساد، والهدر، ليبدأ حقيقة عهد إصلاحي تغييري..
أنا شخصياً، اهتمّ بموضوع الشأن العام من منطلق عقائدي، وفكري، ورؤيوي الى المستقبل… نحن في أزمة والنظام “مكربج”… صناعة القرار في لبنان متعثرة.. هذا واقع لبنان..
التنوّع في لبنان هو غنى لوجود ثقافات، ومجتمعات تتشارك في صناعة القرار.. وهذا الأمر جيّد، ولكن البلد ما زال مفككاً، وحتى الآن لم نجد آلية تنظيم لإتخاذ قرارات تُفيد الناس…
أزمة المسيحيين
المسيحيون في هذه المنطقة، عليهم أن يفكروا بالعمق، الأرقام تتكلم، والجغرافيا كذلك. نحن نتقلّص بموضوع العدد، عليهم البحث في كيفية أن يكون المسيحي طليعي في إظهار دوره في هذا الوطن، وفي إظهار أي قانون إنتخابي..
بالرغم من كلّ الإيجابيات، من استعادة للحضور المسيحي في الدولة، تبقى المسألة ناقصة، إذا ما فكرّنا أين سنكون بعد 25 سنة.
وبغضّ النظر عن العدد، على النظام أن يسمح بمشاركة حقيقية لجميع فئاته، وهذا التحدّي لا يُلغي التحديات الأخرى من تحدٍّ إسرائيلي، وملف النفط، وحضور للنازحين السوريين، واللاجئين الفلسطينيين.. وكل هذه المسائل هي قضايا لتداخل الخارج والمحيط في لبنان..
قانون الإنتخابات
دفن قانون الستين كان واجباً.. والدخول في النسبية كان و اجباً ايضاً.. وكشخص مؤمن بعمق أنّ المسيحية في خطر بالمنطقة، أؤيد بالتمام قانون اللقاء الأرثوذكسي.. لأنّه يجعل التمثيل حقيقي لكافة فئات المجتمع اللبناني.. طبعاً في هذا القانون الإنتخابي الجديد، بعضاً من قانون اللقاء الأرثوذكسي.. فلنذهب الى الإنتخابات ونرى حسناته، وأيّ إشكالية بالقانون يمكننا مع الوقت تعديله، والمجتمعات والمجالس النيابية قادرة على تعديل أي خلل..
كل من له حيثية حقيقية لديه الإمكانية في القانون الإنتخابي الجديد، ان يكون موجوداً، ولا يوجد منطقة حكراً على مكوّن واحد، أو حزب واحد..
يُسأل فرام، عن رفضه للترشّح للإنتخابات النيابية، يقول:
أنا مع العهد، قولاً وفعلاً، ونحن في صميم فكره المشرقي والإصلاحي.. ومنذ زمن طويل هذا رهاننا ونضالنا، وساهمنا وما زلنا معه..
نحن بالرابطة السريانية عمرنا حوالي 43 سنة، نحن نضاليين يومياً بالمؤسسات السياسية والإجتماعية، والتربوية، والرياضية، كما أننا نحن جزء لا يتجزأ من منظومة الطوائف الست الصغرى في هذا النظام.. لهذا السبب نتمنى من العهد إنصافنا في مسألتين:
1) أن يكون لدينا حضور بالحكومات في لبنان، بغضّ النظر عن عددها، فنحن لسنا مواطنين من الدرجة الثانية..
2) ولأننا شعوب متجذرة في هذه المنطقة، تطالب الطوائف الست الذي تعدادها حوالي 60 الف ناخب، بثلاثة مقاعد نيابية في مناطق لها حضورٌ فيها (بيروت – زحلة – المتن)، ونسجّل في هذا المجال نقل مقعد الأقليات الى دائرة الأشرفية بفضل جهود الوزير باسيل..
- أنا منذ عام وأكثر، سبق وتحدثت لزملائي في النضال، أني من رؤوس هذا النضال، ولكن لا أريد شيئاً لنفسي.. حتى ما ينحسبْ إنو أنا راكض عم إحكي شيء شخصي.. ولو في الثلاث مناطق يوجد مقاعد نيابية، لا أترشّح..
شخصياً أنا في تجربة فكرية وسياسية، لا تهمها أن تكون طرفاً في مشكل زواريب الأشرفية..
- أنا حاضر وسأشارك، وسأدعم العهد، ولكن أتمنى أن تُراعى الخصوصيات لهذه الطوائف، يعني الاّ يفرض أسماء ليس لها تاريخ من العطاءات..
انا أطمح ان أكون عقل وفكر لدى المسيحيين، وان أتطلع الى مشاكل المسيحيين في المنطقة، والى مشاكل المشرق، للعمل على لغة الحوار… واشعر أنّ خدمة شعبي ولبنان والمسيحيين بما أقوم به، وهذا الأمر أفضل من أن أكون طرفاً في بعض الإشكاليات الداخلية، وفي منطقة من لبنان على أهميتها وهي الأشرفية..
الأشرفية
برأيي سيكون فيها تمثيل لكافة القوى السياسية، طبعاً الطاشناق سيضمنون مقعدين لهم، ومقعد ارمني آخر لغير الطاشناق.. وسيكون للتيار والقوات مقعداً نيابياً في الأشرفية.. يبقى الصراع على بقايا هذه المقاعد، والتي مع الأسف هي للأرمن الكاتوليك، وللأقليات.. هنا يجب معرفة الكسور…
بالنهاية مهما كان لديك صداقات مع الأرمن، الأرمني سيُعطي صوته التفضيلي للأرمني.. والصوت الأرثوذكسي في الأشرفية، بالإجمال سيُعطي الناخب الأرثوذكسي..
مرشحي الطوائف الصغيرة، لو اخذت 80% من أصوات التفضيل لديها، ستبقى آخر الأصوات التفضيلية..
دور لبنان
عندما نقول لبنان رسالة، ونموذج.. ماذا نعني؟
نقول أنّه مهما كان العدد، يُقدّم لبنان نموذج انّه يوجد:
- عيش واحد، وحياة واحدة
ولكن أكثر
- يوجد شراكة حقيقية في صناعة القرار الوطني..
لأنّه بكل العالم يوجد تآلف بين المسحيين والمسلمين.. وفي أميركا يوجد 200 دين ومذهب، وكذلك في سورية والعراق، يوجد سنة وشيعة ودروز.. لكن نحن في لبنان يوجد شراكة في صناعة القرار الوطني.. وهذا ما علينا المحافظة عليه.. لا يجب أن نسرق تمثيل الآخرين، ولا أن نفرض عليه مسؤوليه.. وبرأيي هذه العقلية تراجعت مع مجيء الرئيس عون…
المشرق
عندما نرى ما حصل بالحضور التاريخي المشرقي من اشوريين وكلدانيين وسريان في العراق، وفي سهل نينوى، وفي بغداد والبصرة، وعينكاوا..
- وعندما نرى ما يحصل الآن في سورية..
عندما نرى في التاريخ ما حلّ بالمسيحين في هذا المشرق، مع السلطنة العثمانية وما قبل.. نجد أنّه يوجد تحدّي وجودي في منطقة للأاسف فيها عقل الغائي وتكفيري، ويوجد سيف وقتل وذبح وتهجير..
دائماً يجب أن نكون متيقظين وحاضرين لهذه الإمكانيات (ونحن كلبنانيين أبناء صمود ومقاومة).. وإحدى العناصر القوة التي يملكها فخامة الرئيس ميشال عون، إمتلاكه ثقة مطلقة من قيادتين كبار في البلد:
- الأولى هي السيّد حسن نصرالله، وهو قائد المقاومة…
- الثانية برمز الحالة السنية الوسطية والمعتدلة، والمتمثلة بسعد الحريري
دور المسيحي أن يوحي بالثقة وهذا ما يفعله العماد عون، وعلينا كلبنانيين ان نحافظ على أقوة لبنان، والمقاومة عنصر قوة له، فالمقاومة قادرة على حمايته ضمن استراتيجية دفاعية للزود عن أرض لبنان كما بحره وجوّه ونفطه.. وهذا لا يعني الاّ نكون بعلاقة جيدة مع العالم العربي…
صحيح تراجع دور الإرهاب في سورية والعراق، ولكن فكر عقل الإرهاب موجود بكل العالم، في قلب أوروبا متواجد، كما في نيجيريا، وافريقا، وبكل دول العالم تتواجد خلاياه، والقضاء على داعش كفكر، يتطلب ربما 25 سنة مقبلة.. وهنا يأتي دور لبنان رائداً في هذا الصراع الفكري كونه يقدّم نموذجاً للتلاقي بين فريقين، كونه مش ضروري إذا في فريقين مُختلفين أن يباشرا بالتقاتل..
رصد Agoraleaks.com