– عن يوحنا فم الذهب ومار اسحق السرياني.. (الجزء2)
***
الأخ عمانوئيل في عظة الصوم الكبير، في دير سيدة “فيرونيكا جولياني” في بلدة “القصيبة” : (10 شباط 2018)
الصوم بما يحتمل عليه من إنقطاع عن الطعام، وإماتات وتقشفات، انما هو تعبير خارجي (من ثمار) توبة القلب.. وأكيد الصوم دون الندامة من كل قلوبنا صوم لا قيمة له..
أهمية الصوم
بالعهد القديم:
- موسى صام مرتين 40 يوم و40 ليلة ليُخلّص شعبه..
- النبي إيليا لما صار في خطر عليه، واضطهاد، صام 40 يوم و40 ليلة حتى يردّ الغضب..
- النبي يونان حذّر أهل نينوى، صاموا 3 أيام و3 ليالي، لا أكل وشِربْ، كبار وصغار، ربنا غيّر قرارو…
- دانيال النبي صام 3 اسابيع، ظهر الملاك الجبرائيل، وقلو: الله قبل صيامك… والفتية الثلاث أصحاب دانيال اكلو فقط بُقُول (خِضرا)، خاف المسؤول تبع الملك.. قالولو إختبرنا 10 إيام.. فشاف وجوههم منّرر أكتر من غيرُن.. وهيدا الشي رمز للصحة الروحية.. ووقت تمّ الوشاية للملك، واغتاظ عليُن، طلب رميُن بالنار، لدرجة إجا ملاك مشي معن بالنار ، وما احترقو بفضل الصوم اللي عاشوه، وبفضل الصوم قوي إيمانن، وصاروا أبرار عند ربنا، والآباء بيشرحوها النار هيّي نار الشهوة.. (الشهوة الجسدية: الزنى وشهوة الغضب، وشهوة الطعام، وشهوة السرقة…
الشهوات تخمد بالصوم، والرب يسوع توصّل يقول: هذا النوع من الشياطين لا يخرج الاّ بالصوم والصلاة.. لكن للبعض ما في شياطين، إذن ما في لزوم الصوم ، والشهوة عندن بسيطة حاجة طبيعية، وبالتالي لشو بدّي صوم حتى إتغلّب عليها..
ولكن أحبائي
في إنجيل متى 1: 4 ، سار الروح بيسوع الى البرية، ليُجربّه إبليس، فصام 40 يوماً، و40 ليلة حتى جاع… ليدلنا على أهميته..
القديس يوحنا فم الذهب يقول: إذا كان سيدنا له المجد تجسّد لأجل خلاصنا، وقهر الشهوات البدنية والجواذب الدنيوية، والتجارب الشيطانية… ليتمثل به المؤمنون، فما بالنا مهملين الاهتمام بخلاصنا ومقاومة عدونا.. ما بالنا لا نتذكّر أنّ المسيح إبتدأ بعد الصعود من الماء، بالصوم ومجاهدة الشيطان، ليُعلّم المؤمنين أن يصنعوا بعد المعمودية ما صنع، فينبذون الاهتمام بأمور العالم،و يُشرعون أوّل الجهاد في الصيام ومقاومة الشيطان…
مار بولس يقول أعداء الإنسان ثلاثة:
1) الجسد – الشهوات البدنية
2) العالم – الجواذب الدنيوية
3) ابليس وتجاربه
لازم نشجّع الصوم.. وما في غنى عنه، لقهر بعض التجارب، وللإنتصار على بعض الشياطين، كما قال الرب يسوع…
مار اسحق يسوع السرياني:
- حين ينحلّ الجسد، بالأصوام والإماتة، تتشدّد النفس بالصلاة.
- في بطنٍ مُتخم بالأطعمة لا مكان لمعرفة أسرار الله.
- كل كفاح ضدّ الشهوات يدب أن يبتدئ بالصوم، خصوصاً إذا كان الجهاد ينال خطيئة داخلية..
- إن إبتدأت بالصوم الجسدي في جهادك الروحي ، فقد أظهرت كرهك للخطيئة، وصار النصر في منال الباع..
- الصوم هو بدء طريق الله المقدّس، وصديق ملازم لكل الفضائل
- الصوم بداءة المعركة. تاج المسيحية. جمال البتولية. حفظ العفة. أو الصلاة. نبع الهدوء. معلّم السكوت. بشير الخير….
- ومجرد يبدأ الإنسان بالصوم، يتشوّق العقل لعشة الله
هيدي الأصوام اللي كانت تردّ عن شعوب… والعدرا عم تطلب الصوم.. والصوم والإماتة والصلاة، مؤشر توبة لخلاص النفوس.. ويللي بحبّ الله يعمل أد ما بيقدر صَوم قوي… وبالصوم يُخلّص لبنان..
بدنا نصلّي ونصوم، حتى السما تُنصر التعليم الصحيح..
الجسد يغشّ..
أوقات بخلينا نحسّ مش قادرين نصوم، جالدو عليه شوي… وشوفو كيف بتمرق..
قررت إعمل 3 إيام بلا أكل وشِربْ، كنت بايطاليا بمنسكة؛
أول يوم مَرقْ
تاني يوم، بعض الضهر ما بقا يمرقْ.. الدقيقة صارت ساعة، حرب عليّي.. مش قادر رح موت.. قلت طيّب، بكرا الصبح بدّي أتروّق.. انتبهوا بس قلت هيك، صار يمرق الوقت متل العادة، بطّل فيشي صعب..
الشيطان كان كابِسْ عليّي والجسد ما كان بدّو إنتصر عليه، عملو هالتجربة الكبيري لدرجة كا كنت قادر لا صلّي ولا أوقف عَ إجريّي تقريباً..
تالت يوم، في قداس قبل الترويقة، بتطلع رسالة مار بولس: يا قليلي الإيمان، ليه غيرتو رأيكم، اوّل نتفة تجربة قويت عليكم.. شو بِكُن بدلتو تصميمكم.. حسيت، كأنو كف أكلتو وراح الجوع، وراحت التجربة بكلمة الله..
الجسد غشاش، بدنا نعمل معركة، و الصوم أكتر من ضروري. والعدرا بتدعينا للصلا والصوم، لأنّو في معاركط روحية عم تواجهها الكنيسة..
ما نكتفي باللي مطلوب فقط: اللحم والبياض… ما نصوم من نصف ليل لنصف نهار بس.. هيدا أقلّ شي.. بدنا نعمل أكتر.. يمكن كتار منكم بصومو يومين على الخبز والماي بالأسبوع، بالصوم خلينا نعمل 3 أيام بالأسبوع على الخبز والماء.. نشدّ حالنا والعدرا رح تكون معنا، وبتقوينا…
مثل
الرهبنة الكبوشيين بأول إنطلاقتها… كانو بالصوم ياكلو وقعة واحدة.. وبفترة الصوم كان يروح فيiا وعاظ على الضيع، ويعملو رياضات، ويعرّفون الأهالي..
كان في راهب كبوشي ، يروح كل أسبوع على ضيعة، لمّا خلص اول ضيعة، قلو للريّس تبعو: مش عم إقدر صوم. بس كون بين الناس وعم أوعظ واتعب، مش عم إقدر ضلني على وقعة وحدي.. بتسمحلي آكول مرتين، لما كون بالدير هيّن علّي.. بصلّي الريّس، وبقلو:
ليك يا إبني. بقانوننا انتا مُلزم بوَقعة وحدي بالصوم… منيح انك تروح توعظ، بس مش مُلزم.. غيرك قادر يوعظ ويضلّ على وقعة وحدي.. انت مش قادر خليك بالدير، وضلك عايش قانونك…
بعد جمعتين، بيجي نفس الراهب لعند الريّس، وبقلو: حبي لخلاص النفوس كبير، خلص حاسس قادر إعمل الإثنين، وهيك بصير…
لو الريّس طلع مايع، وقلو، إيه بسيطة، ما كان تعلّم هالدرس.. جسدنا غشاش، ولكن الريّس مقتنع بأهمية الصوم، وخلاص النفوس..
إذا ما مْنِقتنع بأهمية الصوم وخلاص النفوس، ما فينا نعيش صوم قوي، ميشان هيك، الصوم ضروري، وفي خطايا ما منطلع منها الاّ بالصوم، وفي معارك ما مننتصر عليا الاّ بالصوم.. هيك بقول الكتاب المقدس، وهيك بقول تاريخ المسحية..