– السلاح الذي لا يقهر “الوردية”: مريم “Totus Tuus“(تاريخ الوردية)
***
مقتطف من عظة الأب رالف طنجر، ويظهر فيه متأثراً عندما يتحدث عن مريم والدة الإله..
كلام غنيّ عن مريم ام الله، بقول القديس “لويس-ماري غرينون دو منفور”:
إنّ الله الآب، جَمَعَ كلّ نعمه، ودعاها مريم…
وهذا الإله العظيم يملك كنزاً مخزناً غنياً جداً، حيث أودع فيه كل ما هو جميل ورائع ونادر وثمين، حتى ابنه الوحيد ، وهذا الكنز العظيم ليس الاّ هو مريم الذي يدعوه القديسون كنز الله، والذي من ملئه يغتني البشر..
احد القديسين بقول: ان كانت الأرض التي مشى عليها يسوع مقدسّة، فكم بالحريّ البطن الذي حمله..
القديس اغسطينوس، يقول، كلامه من 1700 سنة: “لو تحوّل كل أعضاء البشر الى ألسنة، تمدحْ مريم. لن يكفيها المديح…
نحنا مديحنا المتواضع البسيط، يللي نقدمّه لأم الله، (وهي طلبته) ورديتها..
يمكن الإستماع بالصوت والصورة للوعظة كاملة على صفحة (The Faithful Catholic Voice – الصوت الكاثوليكي الأمين)
https://www.youtube.com/watch?v=1NU9Iutepx8&feature=youtu.be
وممّا قاله في عظته السلاح الذي لا يقهر “الوردية”
- وحدها الصلاة قادرة اليوم على تغيير مسار البشرية، وهذا الكلام من آخر عظات البابا بندكتوس 16، وأهم صلاة مفيدة “الوردية”
- نحن الناس الضعاف.. لكن بس نردّد كلام الملاك (رئيس الملائكة) السلام لك يا مريم يا ممتلئة نعمة، نستمّد القوة ..
- كنائسنا الشرقية، والمارونية ، تُكرّم العذراء مريم بطريقة مميزة.. والكلام الذي نقوله غني وثمين ومهم ورائع: يا ام الله يا حنونة، يا كنز الرحمة والمعونة، أنتي ملجانا وعليكي رجانا، تشفعي فينا وتحنني على موتانا…
أصل المسبحة وكيف وصلت لعنّا..
بداية، الوردية المقدسة، هل لنجاتنا وخلاصنا، وهي نعمة من السماء لأجل خلاص نفوسنا..
بأوائل القرن 13 يعني حوالي 1208.. كانت الكنيسة عم تتعرض لحرب كتير شرسة من جماعة اسمن “الألبيجيين” (هراطقة) والتسمية تعود لمنطقة في فرنسا إسمها “البي – Albi” وكانو يقولو:
كلشي من الروح هوّي منيح. وكلشي مادي شو ما يكون هو شر، حتى الجسد.. وكانو يعتبرو إنّو نفس كل إنسان، محبوسة بجسده الشرير.. والإنسان حتى يخلّص نفسو لازم يتحرّر من الجسد المادي.. وكانت هالتعاليم تتعارض كلياً مع تعاليم الكنيسة الكاتوليكية، وتحديداً مع عقيدة “التجسّد” وبالتالي الآلام والقيامة. كون يسوع اخد جسد، وتألم وقام..
ظهور دومينيك عبد الأحد
مع انتشار هذه الهرطقة، التي اجتاحت فرنسا بقوة، كان في كاهن إسباني إسمو “دومينيك عبد الأحد” ، شعر بالخطر، فبدأ يواجههم بالوعظ والتبشير، ووعظاته كانت قوية..
كان يعتقد بالوعظ والفكر اللاهوتي العميق والمواهب اللي أعطاه إياها الرب قادر على مواجهة هرطقة “الألبيجيين”..
من بعد سنوات من الحروب، لم يجد أي نتيجة، شعر إنّو هوي بحاجة لمعونة السما، كرمال ينتصر على هالبدعة، كون فرنسا بدأت تخسر موقعها المهم بالكنيسة.. بينسحب القديس “دومينيك” الى غابة إسما “Prouille” حتى يصلّي.. وبعد 3 أيام من الصلوات، واصوام وافعال توبة، بتحضر العدرا..
بثالث يوم، بتظهر قدامو بالسما طابة نارية مع 3 ملائكة، وبياخدو أشكال 3 سيدات:
1- سيدة لابسة ابيض، ومعها 10 فتيات
2- سيدة لابسة أحمر، ومعها 10 فتيات
3- سيدة لابسة دهبي، ومعها 10 فتيات
من بعدا بتظهر العدرا على دومينيك، وبتقلو، انو المجهود من خلال الوعظ، مقبول، بس “السلام لك” هيّي اللي رح تعطي قوة للوعظ.. وقالت:
لا تتعجّب يا دومينيك، بأن عظاتك لم تأتي بثمار كثيرة. فانك كنت تتكلم مع ارض قاحلة، وجافة وغير مرتوية بالنعمة الإلهية، عندما أراد الله أن يُجدّد وجه الأرض. بدأ إنزال مطر السلام الملائكي الخصب عليها..
إذا يا دومينيك، بشّر بمزموري.. ويللي هويّ قالو الكلام جبرائيل: “السلام لك يا مملوءة نعمة”.. ومن وقتها ولدت الوردية المقدسة.
اسرار الوردية
الألوان أبيض، واحمر ، وذهبي
- الأبيض يرمز لأسرار الفرح
- الأحمر يرمز الى اسرار الحزن وباللاتيني الألم
- الذهبي يرمز لأسرار المجد
وهالأسرار هنّي جواب لهرطقة “الألبجيين”.. لأنّو هودي الأسرار يتمحوروا حول تجسّد وآلام وقيامة المسيح..
أوّل إنتصار للوردية، ضدّ الألباجيين، كان بمعركة أسما “موريه” (Muret) في فرنسا، (12 أيلول 1213)، وكان الألباجيين يعملو فتوحات ويهاجمو الكاتوليك، وإذا في أي قرية ما بدها تخضع كانو يخضعوها بالقوة..
البابا إينوسنت الثالث (Papst Innocenz III) بدأ يقلق من انتشار الهرطقة وخصوصة بفرنسا، والتي تعتبر بنت الكنيسة البكر، حيث الثقل الكاتوليكي بعد الفاتيكان ، والذراع الأيمن للبابا.
فدعا لصدّ هجوم الهرطقة الجديدة من فرنسا، وتجمّع جيش صغير بقيادة “Simon de Montfort” وكان يتألف جيشه من 1500 شخص فقط ومن ضمنهم القديس دومينيك عبد الأحد، بينما الألباجيين كان جيشهم بحدود 30 الف شخص.
وكان بيعتقد الألباجيين انو معركتهم سهلة، بعد ما شافو حجم الجيش الكاتوليكي عدده الصغير، فصارو كل الليل يشربو ويسكرو، ومبسوطين، بالمقابل الجيش الكاتوليكي، قضى كل الليل بصلاة مسبحة الوردية. ووفي اليوم الثاني، بدأ القديس دومينيك الصلاة على نية الكاتوليك في كنيسة مار يعقوب، وبفترة صلاته التي استغرقت ساعة ونصف، انتصر الكاتوليك على الجيش الألباجي…
وكل الكاتوليك بالمنطقة إعتبر أنّو خلاصن كان بفضل الوردية، فبنوا كابيلا بداخل كنيسة مار يعقوب، وهي اول كنيسة تحمل اسم “الوردية” ووضع فيها أوّل صورة لمريم العذراء تعطي القديس دومينيك الوردية.. ولكن للأسف تمّ تدمير الكابيلا مع بدء الثورة الفرنسية.
ويعتبر القرن 13 العصر الذهبي للكنيسة الكاتوليكية، حيث ظهر القديس مار فرنسيس اللي أنشأ الفرنسيسكان. ودومينيك عبد الأحد أنشأ الدومينيكان. وأيضاً ظهرت القديسة كلارا، والقديس انطونيوس البادواني، والقديسة كاترين السينائية..
الجزء الثاني من الوردية: أمّا القرن الرابع عشر ، كان صعب عَ المؤمنين، وظهر الطاعون باوروبا، وخاصة فرنسا.. كما حصلت خلافات لاهوتية، ومشاكل كنسية وسياسية، وما بين سنتي 1315 – 1322.. جاء فرنسا طقس عاطل جداً، لدرجة حصلت فيه مجاعات لكثرة المطر.. وارتفعت نسبة الوفيات 10%.. ومع الأسف كانت الناس نسيت صلاة الوردية..
الوردية تتألف من 3 أجزاء:
(1) السلام لك يا مريم يا مملوءة نعمة، الرب معك، مباركة انت بين النساء، (الملاك جبرائيل) ؛ (2) مباركة انت بين النساء ومباركة ثمرة بطنك (اليصابت من خلال الروح القدس)
ولما الطاعون اجتاح أوروبا، الكنيسة اضافت عبارة توسّل على المزمور الملائكي ، فزيد القسم (3): يا قديسة مريم، يا والدة الله، صلّي لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا.. وكان الشعب يتوسّل الشفاء الجسدي الآن، لأخذ النعم، وفي ساعة موته لخلاص النفوس من الهلاك الأبدي..
وفي القرن 16، باتت الوردية صلاة معترف بها بالكنيسة الكاتوليكية..
سنة 1517
كان رأس الحربة مواجهة الكنيسة الكاتوليكية، راهب يُدعى “مارتن لوثر” ، تبعه كثير من الناس، وانقلب على الكنيسة الكاتوليكية، وعلى تعاليمها، وعارض سلطة قداسة البابا، والكثير من العقائد الكاتوليكية، وكان يكره التقويات بخاصة “الوردية”. وبذلك تمّ ضرب شفاعة العذراء، ودورها كأم للكنيسة وكأم لله، وكان يقول أنّ مريم إمرأة عادية. قبل الولادة كانت بتول نعم، ولكن بعد الولادة، فلا…!!
تضليل البروتستانت
هجوم البروتستانت، أفقد نصف أوروبا كاثولكيتهم، وفي التفاصيل التاريخية، حمل الثوار الجدد حقد للعذراء مريم وللقربان المقدس، وفي حينه لم يكن كما اليوم يوجد وسائل إعلام، فقد ضلّلوا الكثيرين، بقول للسكان وقرى ومدن كثيرة، أنّه لم يعد يوجد “كنيسة كاتوليكية” ، وأنّ البابا لم يعد موجوداً… وأنّ الدين الجديد هو “البروتستانت”.. وبذلك ضُربت الأسرار، وشفاعة القديسين.. ولكن مع تبشير الرهبان الكبوشيين واليسوعيين، والفرنسيسكان في بعض المناطق، كانت النسوة والناس تسألهم عمّا إذا كان مسموح الصلاة بالمسبحة… وكان يسألون: هل يوجد بابا !! وهل يوجد قربان!! وهل يوجد قداس؟؟
في إحدى المدن في أوروبا، التي شهدت مذابح بين البروتستانت والكاتوليك، توجّه احد الرهبان الكبوشيين إضافة الى أحد الأخوة، وكان الراهب الكبوشي يمشي حافي القدمين، حتى في في أيام المغطاة الأرض بالثلج.. عند وصوله الى المدينة، بدأ بالتبشير دون خوف.. وكان الكاتوليك يتمنون عليه الصمت، حتى لا يُذبحوا، وفي عيد السيدة، أراد التطواف بتمثال القديسة مريم، ولكن نتيجة الخوف، لم يأتي أحد، ولكن بأمر الطاعة، طلب من الأخ الذي معه أن يسير معه، وقرع الجرس، ومن ثمّ يتلو الوردية بصوت مرتفع.. ولم يجرؤ أحد ان يتطاول عليه، فتحمسّت الناس وبدأ التطواف، وعند إنتهاء التطواف عاد نصف المدينة الى الإيمان الكاتوليكي..
الفتح الإسلامي (1453)
بعد إحتلال الإسلام القسطنطينية وتبديل إسمها باسطنبول، تمّ تحويل كنيستها البيزنطية “أيا صوفيا” الى جامع. وبالتالي سقط قلب العالم المسيحي في الشرق، ولكن الأتراك أراد إكمال زحفهم على بقية مناطق البحر المتوسط، فتمّ السيطرة على البلقان، وهنغاريا، ورومانيا، وتمّ تهديد فيينا (النمسا).. وكان السلطان العظيم سليمان، يريد إسقاط الفاتيكان، وبدأ الخطر يُهدّد روما.. ولكنه مات على الطريق، فخلفه السلطان سليم الثاني الذي احتل جزيرة قبرص..
وفي سنة 1571، سيطر على الجزر التابعة لمدينة “Venis” على البحر الأدرياتيكي، واقترب من روما.. ولكن البابا الدومينيكاني، القديس بيوس الخامس عرف بمخطّط الأتراك، فطلب تجمعاً لجيش مسيحي لوقف الزحف الإسلامي على روما… الدول التي لبّت نداء البابا، هي اسبانيا، ومدينة “فينيز”، وملك اسبانيا فيليب الثاني الذي قدّم كافة سفنه، وأرسل شخصاً أسمه “دون خوان” لقيادة الحملة..
دون خوان أمر كافة جنوده بالصوم لمدة 3 أيام ووزّع لهم المسابح، قبل ان ينطلق الجيش الى “ليبناتو”، كما أنّه جمع عدد من الكهنة والرهبان الفرنسيسكان، والدومينيكان، واليسوعيين، ليرافقونهم، للإستماع اعترافات الجنود..
بالوقت عينه، كان البابا بيوس الخامس (راهب دومينيكاني- رهبنة دومينيك عبد الأحد)، يخلق قوة صلاة لحماية أوروبا والمسيحية، وطلب شفاعة سيدة الوردية… لأنّ العذراء مريم، لما أعطت دومينيك المسبحة، بعد إختلاء لمدة 3 أيام من الصلاة والصوم والبكاء.. قالت له: هذه الصلاة تكون لك، سلاح تحارب به الأعداء المنظورين، وغير المنظورين، وهي عربون محبتي للمسيحيين..
في 6 ت1، أي قبل يوم من المعركة، قداسة البابا ترأس الذبيحة الإلهية بدير “سانتا ماريا” للرهبان الدومينيكان في روما، وطلب من سلطانة السماوات، ان ينتصر الجيش المسيحي، وفي 7 ت1 – 1571. يتوجه الأسطول المسيحي صوب الأسطول التركي، و”دون خوان” الذي يقود 185 سفينة عداد جنوده 70 الف شخص. يريد مواجهة 300 سفينة وعدد مقاتليها 100 الف شخص.
تصادم الجيشين، كان في مدينة “ليبانتو” المعروفة باسم “نافاكتوس” باللغة اليونانية. وأثناء صلوات الأخويات في روما، هبّت عاصفة كبيرة، وحصل ضباب، وبُلبِل الأسطول التركي، فربحها المسيحيون، كما استردوا كافة الرهائن نتيجة الفتوحات، وكان عددهم بحوالي 15 الف…
بالوقت عينه كان البابا بيوس 5، يصلي، لكن جعلته العذراء جعلته يرى برؤيا، مشهد الإنتصار.. فصرخ معلناً ذلك.. والإعلان حصل قبل أسبوعين على مجيء الخبر..
ولانّ الإنتصار حصل بشفاعة “الوردية”، قرّر العالم الكاتوليكي بعد عام الإحتفال بيوم 7 تشرين الأول، عيداً للوردية المقدسة.
هنا يأتي كلام البابا بيوس التاسع، اعطوني جيشاً يصلّي الوردية، ليعمّ السلام في العالم.. واليوم كل ظهورات العذراء مريم تتمحور حول “الوردية”.
في لورد، كانت العذراء والقديسة برناديت، كانا يصليان معاً الأبانا، أمّا اثناء الصلاة الملائكية، فكانت العذراء مريم تصمت مبتسمة….
في فاطيما، أعلنت العذراء، للأطفال الثلاثة، “انا سلطانة الوردية، أتيت من مكانٍ بعيد جداً، لأطلب منكم أن تصلوا الوردية،وتغيروا سيرة حياتكم…
صلاة الوردية، هي: (1) لإرتداد الخطأة، (2) نهاية الحروب ليحلّ السلام.
والكنيسة اختبرت بـ”الوردية” في تغيير مسار الأحداث والتاريخ، ومسار دول.. والأخت لوسيا (رائية فاطيما) قالت: بالسلطان الخاص المُعطى من الآب للمسبحة الوردية، في هذه الأيام الأخيرة، لا يكون هناك مشكلة شخصية أو عائلية، او اقليمية، او دولية لا تستطيع صلاة الوردية حلّها..
الله يريد التعبّد لقلبي الطاهر في العالم، والله يريد أن تصلوا الوردية..
الوردية أقوى من القنبلة النووية (سنة 1945)
- الأمركان يرمون قنبلة نووية باليابان، بهوريشيما.. وقعت على مسافة نصف كلم، عن دير للرهبان اليسوعية.
وبالدير كان في بقلبو 8 رهبان، اول ما وقعت القنبلة، بتعمل الأرض صحرا على مئات الأمتار،
ويللي ما بموت من القنبلة النووية، بموت من الغبار النووي وبيتشوّه. هالرهبان التمانية، بيضهرو من ديرن، و بيمشو قدام الدير… - الدير ما إنخدش، وهني ما صرلن شي 200 عالم مختص عملو علين أبحاث ودراسات واختبارات، وشافو انو ما بهن شي… سألوا الرهبان: كيف ديركم خلّص وانتو ما صرلكم شي؟
قالولن:
1) نحنا كل يوم منصلّي “الوردية”
2) وديرنا مكرّس لقلب مريم،
3) ولابسين توب الكرمل، ونحنا منعيش رسالة فاطمة بديرنا
البابا يوحنا بولس الثاني
عندما زار فولدا (Fulda) في المانيا، سنة 1980، قبل عام من إغتياله، سألوه عن سر فاطيما الثالث، فقال لهم، يجب أن يكتفي المسيحيون بمعرفة الآتي:
- إذا كان هنالك رسالة مكتوب فيها، أنّ المحيطات ستغمر بالكامل، مناطق معينة من الأرض. مسببة هلاك لملايين البشر، او موتهم بين لحظة وأخرى.. (يسحب البابا ورديته من جيبه ويرفعها)
- العلاج ضدّ هذا الشر، هو الصلاة. والصلاة. ولا تسألوا عن أي شيء آخر.. سلموا كل شيء لأم الله.
- يجب ان نكون مستعدين وأقوياء وواثقين بالمسيح، وامه، وأن نكون مواظبين كثيراً على صلاة الوردية المقدسة.
من بعد 200 سنة على موت القديس “دومينيك عبد الأحد”، أحد الرهبان الدومينيكان، “ألان دي لاروش” (طوباوي) كانت رسالته فقط التبشير بالوردية… وقد ظهر له يسوع في إحدى المرات مؤنباً إياه، قائلاً:
- انت لديك كل العلم لكي تعظ ولكي تبشّر بوردية امي، ولكنك تهمل ذلك.
- العالم مليء بالذئاب المفترسة، وانت غير الوفي، لا تعرف ان تدافع عن القطيع.
والوعود التي أعطتها العذراء للطوباوي “الان دي لاروش”:
كل من يتلو مسبحة الوردية بتقوى، ويداوم على تلاوتها تُستجاب صلواته. اني اعده بحمايته الخاصة… وتلاوة الوردية تُنمّي الفضائل.. والنفس التي تتلو الوردية بثقة لا تهلك أبداً... وتنهي كلامها العذراء مريم، أنها ستخلص العالم بواسطة “ورديتها” و “ثوب الكرمل” (بالتزامن مع ظهور “الوردية” أعطت العذراء ثوب الكرمل سنة 1251، للقديس “سيمون ستوك”) ومن ثم الأيقونة العجائبية، وكل تلك النِعَم تأتينا من السماء وأمّ الكنيسة..
الوردية إذا هي دواء الـ”XANAX” والحل لكل المشاكل.. وشخصياً أشهد ككاهن في رعيتي، كيف أن الكثيرين من المتوفين، كيف ماتوا ميتة صالحة.. لأنهم كانوا يتلون الوردية، ونالوا: سرّ الإعتراف، والمشحة والمناولة..
وتقول العذراء: كل ما تطلبونه من “الوردية” ستنالونه، إذا كان موافقاً لخلاصكم.. وتقول: صلاة الوردية هي ترس منيع، لتدمير البدع، ويحرر النفوس من نير الخطيئة، ومن الغرائز الشريرة… وفي كتاب سر الوردية القديس “لويس-ماري غرينون دو منفور” يتحدث عن معارك طاحنة للقديس دومينيك عبد الأحد ضدّ الشياطين والأرواح الشريرة.
قوة الوردية
دومينيك عبد الأحد عندما كان يبشّر في منطقة الألباجيين، أتوا له بأحد الممسوسين… فبدأ التقسيم بوجود حوالي 12 الف شخص.. ومع الباس دومينيك ورديته للشخص الممسوس، سأله: ممّن تخشون (الشياطين) من قديسين في السماوات.. ولما سألهم ثانية وثالثة دون جواب، قالوا انهم يقولون ذلك في السرّ لا العلن..
عندها يطلب القديس دومينيك معونة العذراء، قائلاً: ايتها العذراء الفائقة القداسة، بفضيلة الوردية المقدسة اصدري اوامرك الى أعداء الجنس البشري هؤلاء بأن يُجيبوا على سؤالي… عندها تظهر العذراء مريم آمرة الممسوس بالإجابة.. وفي حينه يعلن الشياطين المستور، يقولون:
- يا عدوتنا، يا سبب خرابنا وبلبلتنا. لماذا أتيت خصيصاً من السماء لتعذبينا بهذه القوة، هل يجب يا محامية الخطأة التي تنتشليهم من جهنم ويا طريق الفردوس الطريق، أن نُجبر على قول الحقيقة كلّها.
- هل يجب أن نعترف امام الجميع بالذي سيكون سبب بلبلتنا، وخرابنا، الويل لنا. الويل لأمراء الظلمة. اسمعوا إذن أيها المسيحيون، إنّ أم يسوع المسيح هذه، هي كليّة الإقتدار، لكي تمنع خدامها أن يسقطوا في جهنم، إنها هي مثل الشمس، تُبدّد ظلمات مخططاتنا، وحدّة ذكائنا. إنها هي التي تكشف، ألغامنا وتُدمّر فخاخنا، وتجعل كل تجاربنا عديمة الجدوى والفائدة.
- اننا مرغمون على الإقرار بأنّ ولا واحد من الذين يثابرون على خدمتها، قد يتعرض للهلاك معنا.. وإن تنهّد واحد من تنهداتها للثالوث الأقدس، يتفوق على كل صلوات ونذور ونيات القديسين جميعاً.. اننا نهابها اكثر من اكثر الطوباويين مجتمعين، ولا نستطيع شيئاً ضدّ خدامها الأمناء.
- حتى أنّ مسيحيين كثيرين، الذين يبتهلون اليها عند الموت، وكان حسب شرائعنا ان يهلكوا، قد خلصوا بفضل شفاعتها..
- لو كانت هذه المريم الصغيرة، لا تناهض مخططاتنا وجهودنا، لكنا منذ زمن طويل، قد اطحنا بالكنيسة، ودمرناها، وأسقطنا كل الرهبانيات في الأخطاء، وعدم الأمانة.
- اننا نعترض أكثر على العنف الذي نواجهه، بأنّ كلّ الذين يثابرون على تلاوة الوردية لا يهلكون، لأنها تحصل لخدامها المتعبدين، على ندامة حقيقية على خطاياهم، فينالون بواسطتها المسامحة والغفران.
ليه بدكم تعتلوا همّ..
البابا يوحنا بولس الثاني، يقول: أهم صلاة تُتلى أمام القربان المقدس، هي صلاة الوردية.
***
إجعليني أهلاً لمديحك ايتها العذراء القديسة وقوني للإنتصار على أعداءك.
إجعليني أهلاً لمديحك ايتها العذراء القديسة وقوني للإنتصار على أعداءك.
إجعليني أهلاً لمديحك ايتها العذراء القديسة وقوني للإنتصار على أعداءك.
القديس Louis-Marie Grignion de Montfort
نبذة عن حياته
القديس “لويس-ماري غرينون دو منفور” ولد في شمال فرنسا عام 1673 .. منذ حداثته أظهر تعلّقاً بنويًّا بأم الله، بالاضافة الى صلاته الورديّة بشكلٍ دائم .. فأضاف اسمها الى اسمه واصبح : لويس-ماري. كان مولعاً بمطالعة المؤلّفات عن مريم . وبعد سنتين من سيامته كاهنًا، أسّس : رهبانيّة بنات الحكمة، ثمّ رهبانيّة للرجال: جمعيّة مريم.
عُرف كمعلّمٍ في عصره ورسولاً وألّف أربع كتب : الحكمة الأزليّة ، سرّ الورديّة المقدّسة ، سرّ مريم الإكرام الحقيقي للعذراء الفائقة القداسة ، هو صاحب عبارة “كلّي لكَ” Totus Tuus، التي أخذها القديس يوحنا بولس الثاني ” !!
وفّي عام 1716 وأعلنته الكنيسة قديساً عام 1914. أعطانا الرّب بشفاعته، أن نستوحي من تعاليمه ونلتزم بالإكرام الواجب لوالدة الاله، لتسدّد خطانا وتقودنا الى ابنها الالهي…
تأثر بكتابته وتعاليمه العديد من الباباوات منهم: البابا ليو الثالث عشر، البابا بيوس الخامس، البابا بيوس السادس، والبابا يوحنا بولس الثاني الذي قال أن: كتاب ” الإكرام الحقيقي للعذراء الفائقة القداسة ” قد شكّل له نقطة تحوّلٍ في حياته !
كما شُيّد له تمثالاً في ساحة الفاتيكان. رغم أنه كان مولعاً بتكريم ومحبّة مريم العذراء، فقد ذكر 150 مرّة في كتابته أن “يسوع المسيح “هو أساس إيمانه وروحانيّته وكل تكريم..
من كلماته:
إن يسوع المسيح هو معلّمنا وربّنا ورأسنا ومثالنا وطبيبنا وراعينا الأوحد، والحقيقة الوحيدة التي نؤمن بها.
- إن خلاص العالم ابتدأ عبر مريم ، وبمريم يجب أن يستمرّ حتّى النهاية
مريم هي أم يسوع ومن أجل ذلك نشكرها.
- مريم هي أم حنون للغاية وتنظر بعين الرحمة الى كل أمهات العالم
لنكن على يقين أننا كلّ مرّة نستحضر مريم في تأملاتنا وأعمالنا وآلامنا، نستحضر يسوع ونجده، لأنه دوماً مع مريم.
- مريم اهتمّت بابنها، لنصل اليها من أجل كلّ أطفال العالم خاصّة أولئك الذين يتألمّون .
إننا لا نكرّم يسوع بالأكثر، الا عندما نكرّم أمّه مريم. ونكرّمها ببساطة لتكريم يسوع –
- إن مريم تصوّر فينا ابنها يسوع وتجعلنا شبيهين به عندما نصلي لها بشكل دائم.
***
الأب طنجر: أقوى سلاح ضدّ الشيطان “السلام عليك يا مريم”
– عن مسبحة الوردية (معونة النصارى” اللي حِمِتْ أوروبا من إجتياح العثمانيين..
– مسبحة الوردية عطلّت نتائج القنبلة النووية عَ دير بهيروشيما..