نارام سرجون-
(…) مما عرف عن الرفيق نصر الحريري كما ورد في تقارير رسمية للدولة قبل أن يصبح ثورجيا مايلي: ” .. ان الرفيق نصر الحريري كان يتنافس مع ابن عمه على رئاسة شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مكان عمله في درعا .. ” كما أنه “.. كان يكتب تقارير سرية الى الجهات الأمنية لاثارة الشكوك حول ولاء ابن عمه للبعث والحكم أو حتى صدق أدائه وذلك لجعل وصول ابن عمه الى رئاسة الشعبة عملا يشبه الخيانة الوطنية ” .. ولكن مايدهش أن ابن عمه ايضا كان يكتب تقارير أمنية مضادة بنصر الحريري بنفس السوية ونفس العيار الثقيل .. وكانت الجهات الامنية “.. قد اصابها الملل من تراشق ابني العم بالتقارير من أجل كرسي شعبة الحزب” .. ويبدو أن الرفيق نصر الحريري كتب تقريرا بالدولة السورية الى السعودية من عيار تقاريره التي كان يريد منها الوصول الى أمانة شعبة الحزب فوصل الى كرسي رئاسة هيئة المفاوضات .. وفاز في سعيه .. وصار أمينا لشعبة المعارضة الوهابية السعودية دفعة واحدة ..
أما عندما يصل القارئ في السيرة الذاتية لنصر الحريري الى لحظة فاصلة في سيرة هذا الثائر الضيغم فانه حتما سيفتح فمه دهشة كمن يشاهد روحا من الارواح الشريرة .. اذ يقول التقرير مايلي: ” .. أن فرع الحزب في درعا في بداية عام 2011 كان يتلقى زيارات متتالية غاضبة من قبل الرفيق نصر الحريري لأنه (لايرى أن الدولة تتصرف بصرامة وحزم مع المتظاهرين في الشوارع الذين وصفهم بالرعاع في بعض مناطق درعا .. وكان ساخطا جدا وغير راض على رخاوة القبضة الامنية وترك المتظاهرين يسرحون أمام قوات الامن وأجهزة الحزب دون عقاب قاس ورادع يحرمهم التفكير في النزول الى الشوارع ..”
عندما تصل الى هذا السطر تتوقف .. وتضع الأوراق جانبا .. وتبحث عن حبة دواء مضادة للغثيان وتشرب منها حبتين أو ثلاثة وربما كل علبة الدواء .. ومع ذلك .. تتقيأ .. وتتساءل كيف صار هذا الرفيق رئيس وفد من وفود المعارضة التي تبكي على الشعب السوري وهي المعروفة أنها الاكثر تطرفا وتشددا ازاء الحوار مع الدولة السورية؟؟ .. وتغمض عينيك وتحس بالاسف أن كثيرين ماتوا من الطرفين في هذه الحرب لان هؤلاء الوصوليين يمارسون اليوم نفس الدور .. ففي الماضي كان يرفض الحوار مع المتظاهرين ويعتبره ضعفا من الدولة ويوصي بمعاقبتهم بعنف وقسوة وبلارحمة واليوم يمارس ذات الدور فهو لايفاوص ولايحاور بل يريد ان تستمر دينامية الحرب ضد النظام الذي كان يصفه في بداية الأحداث بأنه يتبع سياسة امنية رخوة ستضره جدا ..
-شام تايمز-