– من يلمس سلك تيار كهربائي عالي الضغط يموت، سواء كان يعرف الخطر أم لا يعرف.
***
فيما يلي مقابلة أجريت مع الدكتور والتر كاسيولي، Dr. Valter Cascioli، طبيب نفسي، المتحدّث والمستشار العلمي للرابطة الدولية للمقسّمين.
كم عدد حالات طرد الأرواح الشريرة التي حضرتها؟
– لقد شهدت أكثر من 100 حالة. كنت مساعداً للأب الشهير المقسّم غابريال أمورث، مؤسس ورئيس فخري للرابطة المقسّمين الدولية.
ماذا يحدث عندما يصل شخص، مؤمن أم لا، إلى مكتبكم ويخبركم بأنه يعاني من وجود شيطاني؟
– بالتأكيد من المهم جدا أن نرحب بالناس الذين يأتون إلينا. ذلك مهم لكل من الكاهن والطبيب. الاستماع إلى الناس، مواساتهم، ومساعدتهم على فهم ما إذا كان الخوف لا مبرر له، هل هو مجرد خوف، مشكلة نفسية، أو مشكلة تفوق الطبيعة.
كطبيب، متى أصبحت مقتنعاً بوجود الشيطان؟
– بالإيمان. من خلال معرفة التعليم الكنسي ومحتوى الكتب المقدسة، أدركت وجود نشاط شيطاني في العالم. ذُكر الشيطان في الكتاب المقدس 118 مرات، الشيطان، إبليس، الشرير… 84 مرة في العهد الجديد و 34 في العهد القديم. وهذا يكفي لجعلنا نقتنع بوجود الشيطان. في هذه الأثناء، وبفضل الله، كانت لي الفرصة لفهم نشاط الشر في الإنسان، ومساعدة الكثير من الناس.
ما هو رأي زملائك الأطبّاء النفسيين؟
– هناك الكثير من الجهل بين الأطباء والأطباء النفسيين، يتخطّى الاقتناع بوجوده أم لا. الشيطان موجود حقاً. لذلك أقول: من يلمس سلك تيار كهربائي عالي الضغط يموت، سواء كان يعرف الخطر أم لا يعرف. التأثير واحد لا يتغيّر. أي أن الجهل لا يعفي من التضرّر. يجب أن نكون حذرين لأن العواقب يمكن أن تكون خطيرة.
هل يريد الشيطان أن نكتشفه؟
إحدى أهم استراتجياته هي الخداع، إنه حاضر بصورة دائمة في مجتمعنا. خاصة في الناس الذين يفضّلون العقل والمنطق ولا يريدون أن يعيشوا الإيمان. يقولون أن الشيطان هو إرث من العصور القديمة. هذا ليس صحيحاً. إنه واقعي في عصرنا وحاضر اليوم كما كان عندما مارس الرب يسوع طرد الأرواح الشريرة قبل ألفي عام، وعلّمنا كيفية التحرّر من الشيطان.
ما هي الاستراتيجيات التي يستخدمها الشيطان؟
الاستراتيجية الأكثر شيوعاً هو جعلنا نعتقد أنه غير حقيقي أي لا وجود له. فقط إقرأ الكتاب المقدس. أود أن أقتبس مؤلف غير كاثوليكي تشارلز بيير بودلير، الذي يقول أن “خدعة الشيطان تتضمّن جعلنا نعتقد أن لا وجود له”.
هل تخاف من الشيطان؟
– لا نزال نشعر بالفزع، ونتأثّر عندما نواجه نشاط شيطاني، لكن فوق كل شيء نتأثر كثيراً عند مواجهة المعاناة العظيمة لأخوة كثيرين. يجب أن لا نخاف من الشيطان لأننا نؤمن بالله. إن كان الناس يخافون الشيطان فذلك لأنهم ابتعدوا عن الله. إنني أدعو جميع أولئك الذين يخافونه ويخشون أعماله، أن يبتعدوا عن الخطيئة. إنّ النشاط الشيطاني العادي – الإغراء – يقودنا الى الوقوع بالخطيئة، لأنه الباب الذي من خلاله تدخل جميع الاضطرابات النفسية التي تكلمنا عنها.
الاكتئاب هو مرض وشرّ العصر الحالي. ملايين من الناس يعانون منه. هل من الممكن أن يُخفي الاكتئاب وجود شيطاني؟
– أيضا في هذه الحالة لا يمكننا الخلط بين المشاكل النفسية الناجمة عن سبب طبيعي وبين مسّ شيطاني. يجب أن نفصل بين المشاكل النفسية وبين الاضطرابات التي تسبّبها أمور ليست من كيان الإنسان، وليست من طبيعته، والتي نشأت من وجود ومسّ شيطاني. الاكتئاب هو مرض نفسي لا ينبغي الخلط بينه وبين الحزن، اي الحالة العقلية التي نختبرها في بعض الأحيان في الحياة وتكون مؤقتة وعابرة.
الاكتئاب هو حزن عميق وحيوي يميل إلى أن يستمر ولا يعتمد على عوامل خارجية. يُعالَج الاكتئاب مع نتائج جيدة من قبل الأطباء النفسيين. أما بالنسبة لبعض حالات الاكتئاب، وخاصة عندما تكون هناك رغبة في الموت أو الانتحار، فمن المعروف أن الشر يتجلى أيضا بهذه الطريقة.
مع ذلك، يجب تقييم العلامات والأعراض والسياق السريري للاكتئاب بعناية فائقة، لمعرفة ما إذا كان من أصل نفسي أم لا وتقييم بعناية إذا ما هنالك مشكلة روحية التي قد تكون ذات صلة مع هذه الأعراض.
هل تقوم الرابطة التي تُمثلها أيضا بالاهتمام بتنظيم وتعيين كهنة مقسّمين؟
– تشجع الرابطة الدولية للمقسّمين على التنظيم الأساسي والدائم، فضلاً عن تعزيز الاجتماعات بين المقسّمين على الصعيد الوطني والدولي. والفكرة هي في المشاركة في خبراتهم والنظر معاً في أعمال رسالتهم . بالإضافة الى ذلك، الرابطة الدولية تفضل دخول المقسّم في المجتمع من خلال الاهتمام الرعوي العادي في الكنيسة المحلية.
كما تدعم الجمعية المعرفة الصحيحة لهذه الرسالة بين شعب الله، وكذلك تنمية الدراسات عن طرد الارواح الشريرة من النواحي العقائدية، الكتابية، الطقسية، التاريخية، الرعوية والروحية. ومن الواضح أن الرابطة تسعى إلى تعزيز التعاون الوثيق بين الخبراء الطبيين والنفسيين الذين لديهم أيضا معرفة بالواقع الروحي.
المصدر: الحركة المريمية في الأراضي المقدس
لقراءة الخبر من المصدر (إضغط هنا)