“أبقبلة تبيع ابن الإنسان؟!” ( يسوع المسيح )
”خيانة القليل من الناس تضر كثيرهم” ( مثل لاتيني )
”الغاية تبرر الوسيلة” ~ نيكولو مكياڤيللي
قلّما مرّ طغاة عبر التاريخ توصّلوا لاحتكار شتى أطراف سلطاتهم، ومعها شتّى صفات الاستبداد والإنتهازية.
على قاب قوسين من مئوية لبنان الكبير، الإنجاز المسيحي المشرقي التعددي الفريد، لا يروّعك استغراب من لم يؤمن يوماً به، فيؤدي له طعنات لشَقّه، فهذا مفهوم. أما ما يرتعد له الفؤاد، فهو الوحشية الخؤون التي ينبري لها بعض من اؤتُمن على إدارة ناحية من نواحي أحد أهم إنجازات لبنان الكبير الثقافية، ألا وهي مؤسسة الجامعة اللبنانية.
عودٌ على بدء: إنه عميد كلية إدارة الأعمال المكلّف
لم يكن مكيافيلي برّاجاً ولا مشعوذاً يقرأ المستقبل، بل فهم الطبيعة البشرية عندما تعمي بصيرتها شراهة السلطة. ما كان يعلم حين خطّ “الأمير” قبل خمسمئة عام ناثراً “نحترم الاخلاق ما دامت لا تعرقل تحقيق الهدف السياسي”، أنه سيأتي قومٌ ليزيدوا ويصححوا: ” لماذا الفصل بين الأخلاق والسياسة؟ لربما نفينا أولهما ودغمنا أثر انعدامها على الثانية”!
عودٌ على بدء: إنه عميد كلية إدارة الأعمال المكلّف
آخر مآثر عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية كانت مخالفات بحجم توراتيّ!
عمد العميد المكلّف، صاحب السجلّ الحافل وذو الموبقات العديدة والمذكورة في عدد من المقالات السابقة النشر، إلى تنجير نعش التوازن الوطني في كلية إدارة الأعمال عبر تغطيته و دعمه لفريق من الاساتذة من لون مذهبي واحد في الفرع الثالث. فما كان به الا ان دعا الى جلسة مجلس الفرع مرتكزا بدعوته على التعميم ٥٧ الصادر عن رئيس الجامعة يطلب فيه من العمداء توجيه الدعوة لاقتراحات ترشيح لمديري الفروع الجامعية، و ذلك في الفروع التي تنتهي ولاية مديريها في الثالث من شهر شباط سنة ٢٠١٨، علما ان ولاية مدير الفرع الثالث تنتهي في ١٩ اذار سنة ٢٠١٨، وبالتالي يكون الفرع الثالث غير معني بالتعميم رقم ٥٧.
وعلى الرغم من اعتراض مديرة الفرع الثالث على كل تلك التجاوزات و غيابها عن الاجتماع، ترأس العميد جلسة الانتخاب التي كانت تضم من بين المرشحين ثلاثة مسيحيين.
اسفر الاجتماع عن انتخاب خمسة مرشحين، جميعهم من مذهب واحد لادارة الكلية في الفرع الثالث، دون التقيّد بالتوازن الطائفي المعمول به في شتى مجالس فروع الجامعة الوطنية عرفاً وقانوناً منذ سحابة ستة عقود. (راجع الوثيقة ١)
وليزيد الفغالي بللاً على طين خطاياه، تقصّد مخالفة تعميم رئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور فؤاد أيوب (الوثيقة رقم ٢)، الذي دعا القيمين على الفروع وسائر أفراد الهيئة التعليمية في الجامعة إلى مراعاة مقتضيات العيش الوطني في اختيار مرشحي مجالس الفروع، واستناداً للفقرة ي من مقدمة الدستور؛ فمزّق التعميم بالممارسة الجشعة، وذلك في أقل من ٤٨ ساعة على صدور التعميم.
عودٌ على بدء: إنه عميد كلية إدارة الأعمال المكلّف
يقوّض الدستور والقانون والعرف والمنطق ليركن في منصبه. يطعن بمؤسسته وطائفته ودستور بلاده وتعاميم رئيسه ليبقى ويستمر…ليحتلّ ويستحيل!
من هذا المنطلق المؤسف، يحق للضنينين على مصلحة الجامعة اللبنانية أن يشددوا على أنه ليس من مصلحة أحد قيام جامعة رديفة ضمن الجامعة الواحدة تنخر جسد المؤسسة الأم! ألم نتلمّس بعد أضرار العشبيات الضارة التي تنبت على عمد الشجرة، فتعيق نموّها وتقّوّض تطورّها؟
نناشد رئيس الجامعة اللبنانية التدّخل السريع وإقالة العميد المكلّف الذي يُمعن يوماً بعد يوم في ضرب الميثاقية داخل الجامعة، والمسارعة لتصحيح الخطأ الكبير المُرتكَب في انتخابات مرشحي الفرع الثالث بغية تصويب البوصلة الميثاقية داخله؛ كما ولوضع حد للتطاول المزمن على أسس المشاركة والعيش المشترك داخل المؤسسة الأساس التي تلقّن التعايش والاخاء.
المصدر: المكتب التربوي – التيار الوطني الحر FPM Educational Office