– فرنسيس معلّقاً عَ الصورة الصادمة التي أثّرت به.. كنت أخاف من الحرب النووية، نحن على المحكّ…
***
توجّه البابا فرنسيس إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى البابوية في روما، حيث نرى في الصورة الأب الأقدس يصلّي أمام أيقونة مريم “خلاص الشعب الروماني”، وقربه كبير كهنة البازيليك الكاردينال ستانيسلاف ريلكو.
أمّا هدف الزيارة فهو تقليد اعتاد الحبر الأعظم عليه، بحيث أنّه يضع الأزهار عند أقدام العذراء قبل كلّ رحلة دولية، ويعهد لها من خلال صلاته بالرحلة، ثمّ يكرّر ذلك لدى عودته لشكرها.
من ناحيته، أشار بوركي عشيّة الرحلة الرسولية (وباللغة الإسبانية) إلى أنّ “البابا عهد برحلته إلى التشيلي والبيرو إلى العذراء”، مضيفاً الهاشتاغ #PapaFrancisco
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البابا فرنسيس توجّه إلى البازيليك المذكورة لزيارة العذراء أكثر من 50 مرّة، مع العلم أنّ زيارة حجّه الأولى لها سُجّلت في 14 أيار 2013 غداة انتخابه حبراً أعظم.
ومع انطلاق البابا من روما إلى التشيلي في 15 كانون الثاني 2018 وعلى متن الطائرة التي تنقله إلى هناك، قدّم البابا إلى الصحافيين الصورة الصادمة لطفل يحمل على كتفه أخيه الميت في ناغاساكي (اليابان) في 9 آب 1945. وحذّر من حرب نووية.
أراد البابا أن يطبع الصورة حتى يوقظ الضمائر من فظاعة الحرب. رافقت الصورة ذات اللونين الأسود والأبيض توقيع البابا تاركًا تعليقًا بسيطًا: “…هذه ثمرة الحرب”.
حمل الوجه الثاني من البطاقة الترسيمة الآتية باللغة الإسبانية: “إنّ الطفل ينتظر دوره في المقبرة ليدفن أخيه الميت الذي يحمله على ظهره. إنها صورة التقطها مصوّر أمريكي الجنسية اسمه جوزف روجر أو دونيل بعد الانفجار النووي في ناغاساكي. إنّ حزن الطفل بادٍ على وجهه من خلال اللفتة التي قام بها وهي العض على شفتيه التي تنزف دمًا”.
وفسّر البابا بحسب الصحافيين الحاضرين على متن الطائرة: “لقد وجدت بالصدفة هذه الصورة المأخوذة في العام 1945. إنه طفل يحمل أخاه الميت على كتفيه منتظرًا دوره في المقبرة في ناغاساكي… لقد تأثّرت عندما رأيتها وأردت أن أكتب “هذه ثمرة الحرب”. أردت أن أطبعها وأن أوزّعها لأنها صورة شملت أكثر من ألف عبارة”.
واعترف البابا عند إلقاء التحية على الصحافيين بأنه كان يخاف من الحرب النووية: “نحن على المحكّ، تكفينا حادثة واحدة. يجب أن لا نتساهل بالأمر! علينا أن نحدّ من التسلّح النووي”.
طلب البابا فرنسيس من المؤمنين، الصلاة لأجله، في رحلته الرسولية الثانية والعشرين.
وفي تغريدة أطلقها على صفحته (بونتيفكس) بمدونة تويتر للتواصل الاجتماعي، التي تبث بـ9 لغات، أضاف البابا “أسألكم أن ترافقوا بالصلاة زيارتي إلى تشيلي وبيرو”.
هذا وقد انطلق البابا على متن طائرة تابعة لشركة أليتاليا عند الساعة 8:30 من مطار روما الدولي (ليوناردو دا فنتشي) بضاحية فيوميتشينو، متجها إلى عاصمة تشيلي سانتياغو، مع وصول متوقع عند الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، أي منتصف الليل بالتوقيت الإيطالي تقريباً.
***
وبمناسبة زيارته الرسوليّة إلى تشيلي وبيرو من الخامس عشر وحتى الثاني والعشرين من كانون الثاني يناير وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو قال فيها مع اقتراب زيارتي لهذه الأراضي أحييكم بمودّة. آتي إليكم كحاج لفرح الإنجيل لأتقاسم مع الجميع سلام الرب وأُثبِّتكم في الرجاء.
تابع الأب الأقدس يقول أرغب في لقائكم والنظر في أعينكم ورؤية وجوهكم لنتمكّن معًا من اختبار قرب الله وحنانه ورحمته التي تعانقنا وتعزّينا. أعرف تاريخ بلديكم المنسوج بالتزام وتفاني؛ وأرغب معكم في رفع الشكر إلى الله على الإيمان ومحبّة الله والإخوة الأكثر حاجة، لاسيما لمحبّتكم للذين يُهمِّشهم المجتمع. أريد أن أشارككم أفراحكم وأحزانكم، صعوباتكم ورجاءكم وأن أقول لكم أنَّكم لستم وحدكم وأنَّ البابا معكم والكنيسة بأسرها تقبلكم وتنظر إليكم.
أضاف الحبر الأعظم يقول معكم أرغب في اختبار السلام الذي يأتي من الله؛ هو وحده بإمكانه أن يعطينا إياه. إنّه الهديّة التي يعطيها المسيح للجميع، أساس تعايشنا والمجتمع؛ السلام يقوم على العدالة ويسمح لنا بإيجاد مُتطلِّبات الشركة والتناغم. علينا أن نطلبه باستمرار من الرب والرب سيعطينا إياه. إنّه سلام القائم من الموت الذي يحمل الفرح ويشجّعنا لنكون مرسلين ونعزِّز عطيّة الإيمان الذي يحملنا على اللقاء والشركة المتقاسمة للإيمان عينه الذي نحتفل به ونعطيه.
تابع البابا فرنسيس يقول هذا اللقاء مع المسيح القائم من الموت يثبِّتنا في الرجاء. لا نريد أن نبقى مُتمسِّكين في أمور هذا العالم، لأنَّ نظرنا يذهب أبعد من ذلك وعيوننا محدِّقة في رحمته التي تشفي بؤسنا. وحده يعطينا الدفع لننهض ونسير قدمًا. أن نلمس بيدنا قرب الله هذا يجعلنا جماعة حيّة قادرة على التأثُّر مع الذين يعيشون بقربنا وعلى القيام بخطوات صداقة وأخوّة ثابتة. نحن إخوة يخرجون للقاء الآخرين لنثبِّت بعضنا البعض في الإيمان والرجاء عينهما.
وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول أضع بين يدي العذراء القديسة، أمُّ أمريكا، هذه الزيارة الرسوليّة وجميع النوايا التي نحملها في قلبنا لكي تقبلها كأمٍّ صالحة وتعلّمنا المسيرة نحو ابنها. إلى اللقاء القريب! ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي!
المصدر: zenit + راديو الفاتيكان