– لبناء القلوب أكثر من بناء الحجارة، وإعادة حياكة نسيج الثقة المتبادلة
***
دعا البابا فرنسيس الى “ضرورة عودة اللاجئين الكثيرين الذين وجدوا ضيافة وملجأ في البلدان المجاورة”، لسورية “وبشكل خاص الأردن، لبنان وتركيا”.
ولدى استقباله أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي الاثنين، لتبادل التهاني التقليدية بالعام الجديد، أشار البابا الى أن “ما قامت به هذه البلدان والجهود التي بذلتها في أوضاع صعبة كهذه، يستحقّ تقدير المجتمع الدولي بأسره ودعمه”، وهو “المدعو في الوقت ذاته إلى السعي لخلق الظروف اللازمة لعودة اللاجئين السوريين”، بل “أنه التزام عليه أن يحمل مسؤوليته بشكل فعلي، بدءأً بلبنان، ليبقى هذا البلد الحبيب رسالة احترام وتعايش، ونموذجاً يقتدى به للمنطقة وللعالم بأسره”.
وخلص البابا بيرغوليو الى القول إن “من الضروريّ أيضًا أن تكون هناك رغبة بالحوار في العراق الحبيب”، لكي “تتمكن مختلف العناصر العرقية والدينية أن تجد مرة أخرى، طريق المصالحة والتعايش السلمي والتعاون”، وكذلك “في اليمن وفي أجزاء أخرى من المنطقة أيضًا، وفي أفغانستان”.
مبادرة السلام
ودعا البابا فرنسيس الى مبادرات سلام في سورية والعراق واليمن وأفغانستان وأفريقيا وأوكرانيا، بمناسبة بدء العام الجديد.
ولدى استقباله أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي الاثنين، لتبادل التهاني التقليدية بالعام الجديد، ألقى البابا خطابا مطولا يمثل نظرة شاملة على العالم ويكرر ما دعاه مرارا “حربا عالمية ثالثة بشكل مجزأ”.
وخص البابا بـ”تفكير خاص، الإسرائيليّين والفلسطينيّين”، ودعا إلى “التزام مشترك باحترام الوضع الراهن لمدينة القدس”. كما أن “من المهم متابعة مختلف مبادرات السلام القائمة من أجل سورية، في مناخ يغذي ثقة أكبر بين الأطراف، كي يتم أخيراً وضع نهاية للصراع الطويل الذي أغرق البلد وسبب لها معاناة هائلة، على أمل أن يكون قد حان وقت البناء، بعد الكثير من الدمار”.
واشار البابا الى أن “من الضروريّ بناء القلوب أكثر من بناء الحجارة، وإعادة حياكة نسيج الثقة المتبادلة التي تمثل شرطا أساسا لازدهار أي مجتمع”، لذا فـ”من الضروري العمل على تعزيز الشروط القانونية والسياسيّة والأمنيّة لاستعادة الحياة الاجتماعية”، ولـ”يكون بمقدور كل مواطن، بغض النظر عن عرقه ودينه، المشاركة بتنمية البلاد”.
وخلص البابا بيرغوليو الى القول إن “من الضروري في هذا السياق حماية الأقليات الدينية، ومن بينها المسيحية”، التي “يساهم أبناءها منذ قرون وبنشاط، في تاريخ سورية”.
المصدر: أكي