– نحترم الإعلامي المُحلِّل للإحداث ونحتقر صبي المخابرات ( أمين أبوراشد )
***
أن ينزلق إعلاميون الى سجالات مع القراء على مواقع التواصل، فلأن أي قارىءٍ ناشطٍ في التدوينات السياسية بات إعلامياً، وحصرية المهنة قد كُسِرَت، وبات من السهل استدراج أي إعلامي الى ساحة المبارزة مع القراء، خاصة متى كان من النوع الذي يتوهَّم أن “الله خلقه وكسَرَ القالب” وأن قُدسيته لا تُمَسّ، ولا ضرورة للدخول في أسماء بعض إعلاميين هم في الأساس صُبيان مخابرات!
أية “قُدسية” تبقى لإعلاميٍّ مُتلوِّنٍ مُتقلِّب وسلوكيته تدعو الى الريبة؟ وإذا كان مهنة الإعلام تعتمد على الخبر مادةً للنقل والتعليق والتحليل، فإن الإعلاميّ الذي يعرف أسرار الأخبار و”الخبريات” من مصدرها، ويدَّعي معرفة ما حصل بالتفصيل في إجتماعٍ ثنائي، فهو لم يعُد إعلامياً بل بات جاسوساً وعميلاً و”جرذ مخابرات”، لا بل هو أشبه بإمرأة “لقلاقة” تتنصَّت على خبريات “نسوان الضيعة” لتنشرها على السطوح، وتدَّعي أنها مُصلحة إجتماعية لسببٍ واحدٍ فقط، أنها فاجرة ولسانها مترين.
وبقدرٍ ما نحترم الإعلامي المُحلِّل للإحداث من منطلق قراءته للأمور ومنطقه في إستنباط الأحداث الآتية، بقدر ما نحتقر صبي المخابرات الذي يلتصق بالمُخبِرين لجمع الأخبار، حتى ولو كانوا من صانعي القهوة والشاي وعُمال الضيافة في قصور ودواوين الزعماء والرؤساء، أو كانوا من الأمنيين المخابراتيين الذين يبيعون الخبرية لمن هو جاهزٌ للشراء، ليبيعها لاحقاً مع بهاراته على شاشات برامج “التوك شو”.
إن ما حصل مؤخراً من تجنٍّ على عهدٍ تاريخ سيِّده أنقى من الثلج، وهجومٍ مشبوه مدفوع ثمنه سلفاً، لإعلاميٍّ “لقلاق” على الوزير جبران باسيل دون وقائع وحقائق وإثباتات، يُصنِّف هذا الإعلاميّ ضمن خانة زُمرة من أعداء الوطن، وشراؤهم مُتاح لكل من يرغب استخدامهم للحرتقة، ونعجب لقضاءٍ لا يُحرِّك ساكناً لسياسيٍّ بلا ذمَّة ولإعلاميٍّ بلا ضمير، وبِئسَ هكذا قضاءٍ عاجزٍ عن استحضار كل صاحب لسان طويل يرمي الحرام على الناس ويُسمِّم البلد دون إثباتات وقرائن، وحجمه لا يتعدَّى مستوى عميل رخيص وسعره باقة فجل في زمن الرُخص…