– طالما الحنون ينبض بالحياة سيدافع عن “القوات”وكل المناصب لا تهمني..
– إشكالية جعجع رهاناته الخاطئة وغياب المؤسسات
– عن اجتماع الحريري – جعجع وقول حبيقة “ما تجربو المجرّب”..
– 11 مسعى من جعجع مع حزب الله وموفدين من القوات باتجاه سورية
***
تورّط القوات اللبنانية بمشروع “السعودية أولاً” لزجّ لبنان في سياسة محور إقليمي ضدّ آخر، أمر مستهجن، المطلوب من الجميع التهدئة، لأنّ حزب الله مكوّن لبناني أصيل دافع ويدافع عن الوطن في وجه إسرائيل والتنظيمات التكفيرية.. فريق موقع “Agoraleaks.com” التقى رئيس الحركة التصحيحية حنا العتيق في مكتبه في جونية، طارحاً عليه رؤيته الإستراتيجية للبنان، في ظلّ تحديات أزمة الخليج وضغط المملكة العربية السعودية ضدّ سعد الحريري، لكسر أرادة وحدة اللبنانيين.. واليكم الحوار:
ينطلق رئيس الحركة التصحيحية في القوات اللبنانية، حنّا عتيق، من كلام الوسط السياسي والإعلامي المؤكد وجود مؤامرة على رئيس حكومة لبنان سعد الحريري، وضلوع قيادات لبنانية في ذلك؛ يشير الى استدعاءات حصلت لقيادات لبنانية من بينها رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، ليقول: التاريخ حافل بتألب مواقف جعجع منذ سنة 1986، فالقوات معه تنقلب على تحالفاتها.. واليوم نحن نشهد انقلاباً على تفاهمه مع الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحرّ، ونحن كنا من المؤيدين له، لأنّه ينزع فتيل التشنجات داخل الساحة المسيحية.
لقاء جعجع – الحريري
يضيف الحنون: اليوم نشهد أيضاً انهيار تحالف كبير للقوات مع المستقبل، فالقواعد الحريرية لم تعد تثق بجعجع، وبرأيي مع عودة الحريري الى لبنان ستتكشف الأمور، لأنّ المتآمرين كثر، وبرأيي هذه المرّة المسألة باتت مكشوفة أمام الرأي العام، ونحن كقواتيين مخضرمين واكبنا القوات منذ تأسيسها، نعرف أنّ القوات بقيادة جعجع تنقلب على تحالفاتها، وفي كلّ مرّة كنا نعطيه أسباباً معينة تخفيفية، ولكن للأسف جعجع من رهان خاطئ الى رهان آخر خاطئ.. ولكي يكون كلامي واضحاً، أعطي مثل إنتفاضة 15 كانون 2- 1986، (الاتفاق الثلاثي) والذي دفع ثمنه ليس فقط ايلي حبيقة، بل أيضاً حوالي 800 شاب..
يعقّب قائد قوات الصدم حنا العتيق: “بتلك الفترة، كلّ شخص يسلّم على حبيقة، كانت تُرفع بوجهه عبارة، “خائن”، وكان يُعدم، ويُرمى بالبحر.. وحتى يعرف اللبنانيين أنّه بمرحلة ما بعد 13 تشرين الأول 1990، ودخول السوريين لمنطقتي بعبدا والمتن، حصل اجتماع بين جعجع وحبيقة في منزل رفيق الحريري لمدة 6 ساعات، ومن بعدها، طُلب من جعجع الكثير، وقدّم جعجع كلّ التنازلات، وكأنّ شيئاً لم يكن.. يضيف الحنون سرد الواقعة قائلاً: في حينه طلب الحريري من حبيقة السير بالإتفاق الذي قبله جعجع، فكان جواب حبيقة: اللي بجرّب المجرّب، بكون عقلو مخرّب“.
يضيف حنا العتيق: “مع جعجع، على طول بدّك تكون “نقزان” وخايف… ودايماً يستخدم مصطلح “خائن” لكل رأي مخالف له… على كل حال ليخبرنا جعجع، خونتنا، واتهمتنا أننا نحن مع التيار الوطني الحرّ والدولة والجيش، ومع السوريين ومع حزب الله.. ليجاوبنا هو:
– لو عملت إتفاق مع الجنرال عون.. شو كان حكيت عنّا ؟
– الم يكن ليقولوا: حنا غيّر “البارودة”..!!
الأيام برهنت، اننا نحن كحركة تصحيحية ثابتون بالمعادلة وبأفكارنا، وبطرحنا، وبرؤيتنا وإستراتيجيتنا.. ونحن هدفنا مقدّس لا نتنازل عنه..
قضية الوجود المسيحي الحر في هذا الشرق مقدّسة، ولكن مع اللبنانيين وكافة الأفرقاء، “نحن لا نريد أن نعيش أحرار بمعزل عن المجتمع اللبناني..”.
الإتهامات
يردّ “الحنون” على التهم المرفوعة بوجه الحركة التصحيحية، من قبل قيادة معراب، بهجوم مضاد، كاشفاً بعضاً من الكواليس، فيسألهم:
- اتهمتونا بالتنسيق مع التيار، وأوّل من وقّع اتفاقاً معهم هي قيادة معراب، ونحن مع الإتفاق ونؤيده، لأنه يهدئ الحال بين المسيحيين، ولكن نحن نريده بعيداً عن المصالح الصغيرة..
- اتهمتونا بالتنسيق مع حزب الله.. هل تستطيعون التنكر من اتصالهم مع حزب الله 11 مرة، لإعلان اتفاق على طريقة تفاهم “مار مخايل” بين التيار وحزب الله..؟
- تتهموننا بأننا إيرانيين، فلتكذبنا قيادة معراب، ولتقل أنها لم تتصل بالسفارة الإيرانية من أجل تحسين العلاقة..!
- تتهموننا أننا سوريين، ولكن الا تسعى قيادة معراب التنسيق مع سورية.. ألم يُرسلوا موفدين اليها…!!
لنبتعد عن توصيفات “الخيانة“، نحن لا نُخوّن أحداً.. ولكن لا تُخوّنو، رفاقاً لكم ضحّوا بالغالي والنفيس، أصدقائكم كانوا الى جانبكم.. واليوم لكلٍّ منّا طرحه، ورأيه ونظرته ورؤيته الإستراتيجية.. شخصياً أبتعد من استخدام لغة التخوين، لأنه لديّ أهداف عهدت نفسي على تحقيقها، ولن أحيد عنها…
أزمة الحريري
مع تدخل الدبلوماسية الفرنسية والرئيس الفرنسي ماكرون لإخراج الحريري من السعودية، يشير الحنون الى تأزم العلاقة بين سعد الحريري والسعودية، يقول: هذا الأمر تأكّد مع تدخل رئيس فرنسا وحكومتها ووزير خارجيتها وسفيرها لدى المملكة.. بالنهاية لو كان سعد الحريري حراً في المملكة، لعاد فور الإعلان إستقالته التلفزيونية لتكن بحسب الأصول..
نسأل الحنون، عن إمكانيات تقديم القوات اللبنانية نفسها رأس حربة في مشروع عدواني تُعدّه السعودية ضدّ لبنان، يقول: القوات اللبنانية بعزّ أيامها وقدراتها القتالية عامي 1989-1990، وصل عديد مقاتليها بالأركان العامة الى 13 الف مقاتل. وكان لهؤلاء رواتب وضمان صحي، وبدلات، واستشفاء..
في حينه لم نستطع تجنيد اكثر من 13 الف شخص، وفي حينه عمليات التجنيد كانت خلفيتها حماية المناطق الشرقية، مع ما يعني ذلك من شعار جذاب.. اليوم، كيف سيستطيع جعجع تجنيد 10 آلاف مقاتل قواتي.. وضمن أي مشروع يريد توريطهم؟؟ لنفترض أنّه بإعطاء الرواتب للقواتيين سيحمّس بعضهم… لن يجديه الأمر نفعاً، لأنّ معظمهم سيسأله عن الهدف، وعن المشروع؟؟
على القوات اللبنانية بقيادة معراب برأي “الحنون” أن تختار بين العمل السياسي والعمل الميلشيوي، إمّا نحن مع الدولة منذ اتفاق الطائف، وإمّا لا.. وبالتالي لا يمكنها اليوم السير بمشروع ليس لبنانياً، رغم حرصنا على أفضل العلاقات مع كافة الدول العربية، لكن حدّ أيّة علاقة مصلحتنا الوطنية ووحدتنا الداخلية…
يقول حنا العتيق: لا اعتقد أنّ جعجع يمكنه ان يضحك على الكثير من القواتيين بهذا الخصوص، الشباب اللبناني اليوم مثقف ومتعلم، وخَبِرَ نتائج الحروب التي حصلت منذ عام 1990، فالقوات في حينه ربحت الحرب، ولكنها خسرتها بالسياسة والتحالفات لغياب وجود رؤية ومشروع واضح ومنطقي… اليوم مع جعجع القوات تسير باستراتيجية “غلط”، ولهذا السبب أتمنى على رفاقنا القواتيين الاّ يكونون وقود في مشروع ليس لبنانياً.. لأنهم سيكونوا مشروع حرب وموت لا تخصّهم.
ويتوجّه حنا العتيق لرفاقه القواتيين، بالقول: إنتبهوا من أي خيار غير لبناني، لأنها ستكون خسارة لا تثمّن للشباب ولمجتمعنا.. لا فائدة من التسلّح بوجود دولة وجيش وحكم ورئيس جمهورية ورئيس مجلس نواب.. الخيارات الكبرى لا تنظر الى الوراء 27 سنة، بل تلتفت الى 30 و 50 سنة مقبلة..
وهل من اتصالات مع قيادة القوات اللبنانية في معراب، يقول: التواصل مع الرفاق مستمر، وهؤلاء هم شركائنا في النضال، إن بالجبهات او الأهداف.. وشخصياً لست معتاداً على ترك رفاقي على الإطلاق، ما نسمعه من تسلّح لدى قوات معراب أمر قد ظنناه “راح من زمان”.. وعملياً من بعد تحرير الجيش اللبناني جرود رأس بعلبك والقاع وعرسال.. اليوم على القوات أن تكون السباقة في عملية بناء الدولة، لا الميليشيا.
الانتخابات
يرفض الحنون، زجّ قضيته الذي آمن بها طيلة حياته، ضمن بازار الإستحقاق الإنتخابي، يردّ على سؤال إن كان مرشحاً بتأكيد النفي، يقول: كل المناصب لا تهمنّي، حركتنا التصحيحية داخل القوات، هدفها “خدمة” المجتمع الذي يعاني.. نحن لسنا ضدّ النواب ولا الوزراء ولكن برأينا فيشي أهم من كل هذه الأمور. وجودنا على المحك في لبنان. لا نريد لشبابنا أن يضيع. نريدهم داخل لبنان محتضنين برؤية لبنانية محضة… وهذا الإحتضان يعني تأمين الدواء لهم، والوظائف، حتى يتمكنوا من الزواج ويُنجبوا في لبنان لا في الخارج…
يؤكد العتيق على أهمية تأمين بيئة حاضنة للشباب بالنسبة للحركة التصحيحية، حتى لا تذهب نضالات الذين استشهدوا وأصيبوا وضحّوا من قدامى القواتيين سدى، يقول “في كتير شغل غير نفكّر بالنيابة، والوزارة.. ولكن إنْ ترشّح أحد الرفاق من الطبيعي جداً دعمه والوقوف الى جانبه…
بوصلة الحركة التصحيحية لن تتبدّل ولن تتغيّر، وُجدت لإعادة تصويب مسار القوات اللبنانية باتجاه القضية الأولى، “الوجود المسيحي في لبنان يجب ان يكون حراً كريماً مع بقية المكونات في الوطن ضمن هذا الشرق”.
لا يعيش الحنون همّ تناتش القاعدة القواتية من معراب، “استراتيجيتنا واضحة فيما استراتجيتهم متقلبّة، التباين واضح لعدم وجود رؤية لدى فريق معراب أولاً، ولعدم وجود عمل مؤسساتي ثانياً، فلا وجود لخارطة طريق لدى سمير جعجع لنسير الى جانبه ولا مؤسسات حزبية، تحالف ثم إنقلاب على التحالف.. وبالتالي خلافنا لا يطال القاعدة القواتية، ولا مع رفاقنا القواتيين لأن نضالنا مشترك.. المشكلة أنّ القوات اللبنانية التي تأسست سنة 1980، لم يبقى منها شيء اليوم..
يكمل الحنون حديثه: إذا كانت القوات اللبنانية كناية عن 4 أحزاب مسيحية متحدّة (كتائب – أحرار – حراس أرز – تنظيم) وينن اليوم… مش موجودين!! هؤلاء الشبان الذين عملوا في القوات منذ سنة 1980، واضهدوا وعانوا، الا فضل لهم بالقوات؟ أين هي أموال السلاح الذي بيع؟
القوات اللبنانية برأي الحنون عليها أن تكون بخدمة المجتمع المسيحي فقط، لا لشخص أو مجموعة متفردة تعمل لمصالح آنية، يقول: مبرّر وجود القوات منذ تأسيسها، الدفاع عن لبنان والكيان.. لا تستطيع ان نكون رأس حربة لأحد، ولا مؤجرة بخدمة مشاريع خارجية.. رأينا نقوله بمحبة لرفاق النضال والدرب. نحن لا يمكننا أن نكون الاّ مع الجيش والدولة. مصالحة معراب نؤيدها لأنها هدأت النفوس داخل المناطق المسيحية. وعملياً من دون “بهرجة وفزلكات” نحن سبقنا قيادة معراب بمدّ يد المصالحة مع قواعد التيار الوطني الحر والمردة، ولكن بعيداً عن منطق “عطيني حتى أعطيك“. وبرأيي مصالحة التيار والقوات فشلت، لأنها تقوم على منطق مصلحي غير مُسند لمنطق الرؤية الواحدة.
نسأله عن إمكانية التلاقي مع سمير جعجع، يقول: مستعدّ اطلع على معراب بكرا، بس حتى اعمل شو؟؟ إذا في مشروع كلنا منطلع. إذا لبنان بخطر كلنا منطلع. ولكن الصعود الى معراب، مع عدم وجود مشروع ومؤسسة ورؤية وبرنامج، ما فائدة هذا التلاقي.. شخصياً ما قمت به من نضال ومقاومة داخل القوات اللبنانية أعتز به ويكفيني (وضميري مرتاح)، المسألة لا علاقة لها بالحنون كشخص، طالما الحنون قلبه ينبض لن يوقف الشغل للقضية… لأنه لا يمكنني ترك نضالات الشباب اللي ضحّت تروح ضيعان.. وكيف إذا بلدي بخطر..
يعتبر الحنون أنّ التواصل مع معراب لا فائدة منه، طالما نحن على نقيض معهم، “بالأساس معراب هي من أقفلت الخط مع مجموعات كبيرة من القواتيين، لأنها لا تقبل الرأي الآخر. ولكن خلافنا هو مع القيادة في معراب وليس مع رفاقنا… فهؤلاء هم رفقاتنا، واخواتي، وولادي، (بعضهم بمثابة أبناء لي)، وبالتالي لا أتخلّى عنهم شو ما يصير… في ناس فيا تحمل، وفي ناس ما بتقدر، وفي ناس تُضلّل..”.
التيار
وعن علاقة الحركة التصحيحية مع التيار الوطني الحر، يلفت “الحنون” الى أنّ المصالحة كانت جديّة وحقيقية، لملامستها القواعد أولاً، ولأنها بعيدة عن المصالح والزواريب ثانياً.. يقول: نحنا أخطأنا بحق بعضنا، لنعترف بذلك. وليكن الماضي عبرة لتجاوزها، وحتى ما نغلط مرة تانية. ولهذا السبب نجحت علاقتنا ومُصالحتنا مع التيار الوطني الحر، وهي مستمرة.
يُنهي الحنون حديثه لموقعنا بتوجيه رسالة قلبية الى رفاقه القواتيين:
ما تنغشو ببارودة، ولا تنجرّوا.. كنا نملك من السلاح والقوة برأيي كانت أكبر ترسانة في لبنان سنة 1990. شوفو شو صار بهالترسانة وبالقوات نتيجة الرهان الخاطئ.. حافظوا على عنفوانكم، لكن لتكن بوصلة القوات اللبنانية لبنان فقط، وإذا كنتو الى جانب لبنان سنلتقي بنفس الموقع والخندق.