عَ مدار الساعة


الحريري يتعرض لإبتزاز من السعودية وهو لا يردّ على إتصالات المقربين… (ياسر الحريري)

– لبنان الرسمي في ازمة سياسية مع السعودية إن لم يعد الحريري…

***

لن تكون لاستقالة رئيس الحكومة اي ارتدادات خطيرة على لبنان. فالامور محكومة بالمنطق الدستوري لا اكثر ولا اقل. رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سينتظر الايام المقبلة ليتبين طبيعة الامور واذا ما كان سعد الحريري تعرض لاكبر لمحاولة ابتزاز سياسي من قبل السعودية.

ففي المعلومات ان قصر بعبدا ينتظر الخطوات الدستورية، اذ ليس لديه نص مكتوب لاستقالة الحريري ليقبل او يرفض. كما انه يتوقف عند ما يجري في المملكة واذا ما كان  الحريري مواطن سعودي تعرض للاعتقال اسوة بالامراء والحديث عن الفساد. حينها يكون لبنان الرسمي في ازمة سياسية مع السعودية. كونها تضع بالاقامة الجبرية رئيس حكومة لبناني.

من هنا فان المعلومات الواردة من العالمين بتيار المستقبل ابلغت القصر الجمهوري، انه منذ بيان الحريري الذي عرضته «قناة العربية» صوت وصورة. وهي المحطة التي كانت اعلنت عن استقالته بخبر عاجل سبق المؤتمر المتلفز للشيخ سعد بطلته المريبة وغير المريحة كما ظهر. لم يستطع احد التحدث معه هاتفياً.

وهذا الامر لا يقتصر على القصر الجمهوري بل وفق مصادر معلومات تيار المستقبل، ان أياً من المقربين من الحريري لم يستطع التحدث اليه.

لذلك. وفق العالمين ان اتصالات تيار المستقبل والاساسيين فيه قد تلجأ اذا ما استمر الامر على هذا الحال الى الطلب من وزارة الخارجية بشخص الوزير جبران باسيل للتحرك رسمياً والسؤال عن مصير رئيس الحكومة اللبنانية. الذي ما يزال يتمتع بقوة الدستور اللبناني بحق التوقيع على المراسيم والقرارات الحكومية وان اعلن استقالته، كون ذلك يعطل عمل المؤسسات والادارة في لبنان.

ووفق المصادر اذا كان الحريري يتعرض للتحقيق كمواطن ورجل اعمال سعودي اسوة بامراء ورجال اعمال سعوديين، فهذا امر خطير كونه رئيس الحكومة اللبنانية ويتمتع بحصانة رسمية، وان اعلن استقالته المتلفزة، هذا امر لا يقدم ولا يؤخر في كونه رئيس حكومة لبنان. بغض النظر عن جنسيته. فالامور قد تفتح ازمة دولة مع المملكة السعودية بعيدا عن المواقف السياسية. التي يبدو ان المملكة تريد الاطاحة بسعد الحريري سياسيا كما ماليا. بعد ان وضعت يدها على «سعودي اوجيه».

وزراء ونواب في تيار المستقبل اكدوا من خلال الاتصالات معهم امس انه لم يستطيعوا التو اصل مع الحريري، واضافوا ان مقربين جدا منه لم يستطيعوا الحديث اليه. وكل ما جرى هو سؤال امراء سعوديين ومعارف داخل المملكة، لكن لا احد قدم اجابات. واعتذر الجميع ممن جرى الاتصال بهم في السعودية. اعتذروا عن محاولة الاتصال بسعد نتيجة الظروف والاعتقالات التي طالت كبار الامراء ورجال الاعمال.

اذا لبنان وفق مرجع رسمي يعيش ازمة سياسية ودستورية اذا ظل سعد الحريري خارج السمع، وان البيان الذي تلاه عن حزب الله لا يعد ذا اهمية اذا ما كان الرجل قيد الاحتجاز، او الاقامة الجبرية، ولا يمكن القول اذا خرج الى الشاشة وتحدث انه حر. فحريته تكمن في قدرته على الانتقال والعودة الى بيروت. لأن الامن السعودي قد يضطر لتنظيم مقابلة متلفزة له، كرئيس لحكومة لبنان المستقيل. لكن قد لا تسمح له اوامر الامير محمد بن سلمان بالخروج من المملكة.

اليوم الاثنين قد يكون بداية الايام الحاسمة لمعرفة مصير رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل من الرياض في بيان ملتبس ومشبوه كما قال وزير العدل سليم جريصاتي واكد عليه في مجالسه.

وان الامور وفق مصادر رئاسية قد تبدو ليست استقالة ببيان من سعد. بل ارادت السعودية تغطية احتجاز سعد الحريري بمواقف يطلقها بصوته وصورته ليذهب الشارع اللبناني الى المواقف ولا يتوقف ان الرجل محتجز في المملكة.

المصدر: الديار