– البلدية تخلّت عن إدارة الحديقة العامة لصالح جمعية..!!
***
بقلم طوني بشارة
على غرار <حكومة الظل> التي تسعى لإشراك الشباب اللبناني في الحياة العامة عبر صلاحيتي المراقبة والضغط وتصويب الأداء واقتراح مشاريع تنموية وملاحقة شكاوى الناس والقاء الضوء على الهدر ومكافحته، انتشر في الآونة الأخيرة مفهوم <بلدية الظل>، فهل ان الغاية الأساسية لانشاء هذه البلدية هي التعاون مع البلدية الأساسية لما فيه مصلحة المدينة؟ ام ان القيمين على <بلدية الظل> يسعون للمعارضة فقط بهدف المعارضة؟ وما مدى تقبل الأطراف المعنيين لفكرة التعاون والتشاور بما فيه مصلحة المدينة؟ وهل الهدف الأساسي لـ<بلدية الظل> انمائي ام ان ظاهرها انمائي وباطنها سياسي؟
موسى و<بلدية الظل>
منسق مدينة جبيل لدى التيار الوطني الحر سامر موسى بدأ حديثه مشدداً على فكرة ان <بلدية الظل> في جبيل ليست بخدمة التيار الوطني الحر ولن تقحم نفسها بالانتخابات النيابية المقبلة، وهي ستعمل لمدة خمس سنوات لتصويب مسار العمل البلدي في المدينة، والتيار الوطني الحر هو الذي سيكون بخدمة <بلدية الظل>.
وعن نشوء فكرة <بلدية الظل> وكيفية تسويقها أجاب موسى:
– ان <بلدية الظل> فكرة مألوفة في المجتمعات الديموقراطية المتطورة، وتعتبر مدينة جبيل، مدينة الحرف والتاريخ، من المدن العريقة والمتقدمة، وحفاظا على هذا الإرث، قررت ومجموعة من الشباب الجبيلي على مختلف اختصاصاتنا وانتماءاتنا الطائفية، السياسية والاجتماعية نقل هذه التجربة واعتمادها لتكون مثالاً يحتذى به في كافة المناطق اللبنانية لما فيه خير للمدينة ومصلحتها.
وتابع موسى قائلاً:
– لقــــد تم تسويــــق الفكــــرة من قبلــــي داخل التيار والحزب بدءاً من النواب وصولاً الى رئيس الحزب، وقد شاركت بالتحضيرات لاطلاق <بلدية الظل> نخبة من المجتمع الجبيلي، وامتدت التحضيرات لمدة سنة تقريباً تمكنا خلالها من تحديد الأهداف وأسباب النشوء.
واستطرد موسى قائلاً:
– الفكرة موجودة، ففي كافة الدول الديموقراطية هناك <حكومات ظل> و<بلديات ظل>، وفي جبيل وبُعيد انسحابنا من انتخابات البلدية وفي مؤتمر صحفي عقدته بحضور نواب التيار ومسؤولين، أعلنت ان التيار سوف يقوم بإنشاء <بلدية ظل> تراقب اعمال <المجلس البلدي>
موسى وفكرة الانشاء
ــ يعتبر البعض ان السبب الرئيسي لإنشاء <بلدية الظل> في جبيل هو الخلاف ما بين التيار ورئيس بلدية جبيل السابق (زياد حواط)، فما صحة هذا الاعتقاد؟
– لا علاقة اطلاقا للخلاف السياسي بين التيار الوطني الحر وزياد حواط بفكرة انشاء <بلدية الظل>، فعندما قررنا انشاء <بلدية الظل> انطلقنا من فكرة مفادها ان قيام الديموقراطية يكون على أساس الحرية والعدالة والرقابة والمحاسبة ومشاركة الافراد في تنظيم شؤونهم الحياتية، وبالتالي اعطائهم الفرصة للمشاركة وابداء الرأي في القرارات التي تخصهم وتخص مدينتهم، كما سعينا لردم الهوة بين السلطة المحلية وتطلعات الشباب وأصحاب الاختصاص وذلك بطرح رؤية واضحة مكملة او رديفة لخطة <المجلس البلدي> تطرح وتناقش معه وتأخذ بعين الاعتبار هوية المدينة ومستقبلها على كافة الأصعدة، الإنمائية والاقتصادية والحياتية.
ــ وما هي الأهداف؟
– اهداف <بلدية الظل> عديدة أهمها:
– فرض الشفافية بكل ما يتصل بمالية البلدية لجهة اعلام الرأي العام دوريا بمقررات <المجلس البلدي> والعقود المنظمة معه، والاطلاع على الميزانية السنوية وقطع الحساب (قانون 28 تاريخ 10-2-2017)، والحق في الوصول الى المعلومات، (الجريدة الرسمية عدد 8 تاريخ 17-2-2017).
– مشاركة الرأي العام من أصحاب الاختصاص والكفاءات في المجالات الاقتصادية والعلمية والقانونية والثقافية في التدابير المتخذة بإدارة المرفق العام البلدي وفق المنفعة العامة وفي سياق رؤية اقتصادية واجتماعية وسياحية شاملة.
– الاطلاع على خارطة طريق <المجلس البلدي> من حيث رؤيته الحالية والمستقبلية وذلك على كافة الصعد، منها التنمية المستدامة والبنى التحتية وخطة السير والمساحات الخضراء والشاطئ العام.
– التشديد والمحافظة من خلال الانماء على خصوصية مدينة جبيل من حيث تاريخها وعمق امتدادها الثقافي والحضاري.
– تعزيـــــز ثقافـــــة المسؤوليـــــة لــــدى المواطـــــن بحيث يكـــــون كــل مقيــــم في النطاق البلدي مسؤولا عن حسن تطبيق القوانين والأنظمة وواعياً لحقوقه وواجباته
أعضاء <بلدية الظل>
ــ كم يبلغ عدد أعضاء <بلدية الظل>؟ وما دور كل واحد منهم؟
– لقد اختارت المجموعة الدكتور جوليان صفير مقرراً لـ<بلدية الظل> الى جانب عدد من الاختصاصيين وهم:
– المهندس فادي قرداحي مسؤول عن لجنة اقتراح المشاريع على <المجلس البلدي> وإيجاد حلول للمشاكل.
– المحامية روزالي اغناطيوس: مسؤولة عن مراقبة العمل البلدي.
– الدكتورة دارينا صليبا ابي شديد – امينة سر.
– الدكتور جو زعرور – مسؤول اعلامي.
إضافة الى حوالى 20 شخصاً من مختلف الاختصاصات داخل هذه اللجان المذكورة أعلاه.
ــ نلاحظ ان شعار <بلدية الظل> قد اتخذ شكل العين ولكن باللونين البنفسجي والرمادي، فما سبب ذلك؟
– بالنسبة الى اللون البنفسجي فهو يرمز الى الانتقال من مرحلة الى أخرى، اما اللون الرمادي فهو لون الظل، والشكل يرمز الى العين الساهرة التي تراقب اعمال <المجلس البلدي> لما فيه مصلحة البلدية، والزاوية الحادة دليل على صلابة الموقف، اما الزاوية المستديرة فدليل على تدوير الزوايا.
موسى والتعديات
ــ هل من مشاكل وتعديات تمكنت العين الساهرة لـ<بلدية الظل> من اكتشافها في مجال عمل بلدية جبيل؟
– للأسف، المشاكل في جبيل كثيرة والتعديات والمخالفات متنوعة، ومالية البلدية غير سليمة وتحوم حولها شبهات كثيرة، فجداول المياومين على سبيل المثال تضم اعدادا كبيرة من الأشخاص الذين يتقاضون اجورا دون ان يكونوا موظفين فعليين، ناهيك عن موضوع تلزيم الشواطئ والارصفة والمرافق العامة، وهو تلزيم لا يقوم على أي مناقصة حقيقية حسب الأصول القانونية بل يتم على أساس المحسوبيات، فعلى سبيل المثال لا الحصر المشاريع الكبرى مثل المجمع الرياضي (مجمع ميشال سليمان) ابتدأ على انه مشروع لأبناء جبيل وبإدارة البلدية وعلى هذا الأساس تم تمويله، ولكن انتهى الموضوع بأن المجمع اصبح تحت إدارة <جمعية أحلى جبيل> برئاسة نبيل حواط، كذلك الامر بالنسبة لـ<جمعية جبيل الخضراء> التي تدير الحديقة العامة وتقوم بتأجير المطاعم والمقاهي داخل الحديقة والتي هي تابعة له، وتابع موسى: مما يعني أن استعمال السلطة كان للأسف لتحقيق المنفعة الشخصية وإقامة المشاريع الخاصة، وحالياً هناك مشروع حديث وهو إقامة <مول> ضخم في جبيل، <مول> سيكون له اثار سلبية على تجار جبيل من جهة وحركة السير من جهة أخرى، مما يعني وللأسف ان <المجلس البلدي> استعمل نفوذه لتحقيق مصالح شخصية بعيدة كل البعد عن المصالح العامة لأبناء المنطقة.
ــ ماذا عن المجلس الحالي برئاسة زعرور، هل هناك تعاون في ما بينه وبين <بلدية الظل>؟
– نحن نعتمد سياسة اليد الممدودة لما فيه مصلحة منطقة جبيل، والرئيس الحالي أكد على كونه مستعداً للتعاون الى اقصى الحدود وطلب ان يكون هناك تواصل مباشر بيننا وبينه، ولكن ما حصل فعليا عكس ما صرح عنه اذ انه رفض ولأكثر من مرة اعطاءنا أي موعد لمناقشة أي ملف، مع العلم ان الملفات التي نريد مناقشتها كـ<بلدية ظل> مع <المجلس البلدي> الحالي تعتبر ملفات محقة وتطال كل جبيلي من دون تمييز.
وتابع موسى قائلاً:
– لقد سعت <بلدية الظل> منذ اللحظة الأولى لتأسيسها للتعاون مع <المجلس البلدي> وذلك بغية الإضاءة على المشاكل الكثيرة التي تعاني منها المدينة، ولمحاولة طرح الحلول والبدائل، ولكن دون جدوى، وقد تبين لنا ان بلدية جبيل ترفض رفضا قاطعا تقبل الرأي الاخر معتبرة ان البلدية ملكية خاصة وشركة خاصة تستعملها لتحقيق مصالحها أي المصالح الشخصية.
ــ من الملاحظ ان فكرة <بلدية الظل> بدأت تنتشر في مناطق لبنانية عديدة، فهل السبب انمائي بحت ام عائد لمصالح سياسية؟
– هذا الأمر يعتبر مكسباً لنا، لاسيما لجهة ان تتمثل بنا باقي المناطق وتعمم الفكرة على قضاء جبيل وخارج القضاء، كما اننا نتمنى ان تعمم التجربة على كافة المناطق اللبنانية وان تكون لاهداف إنمائية بعيدة كل البعد عن السياسة، أي لاهداف تخص القرى والبلدات من الناحية الإنمائية، وبالفعل يتم الاتصال بنا من قبل قرى عديدة بغية الاستيضاح عن كيفية عمل <بلدية الظل> وسبل انشائها وأهدافها.
وختم قائلاً:
– لا بد من القول اننا نسعى لقيام مجتمع يكون الانسان فيه قيمة بحد ذاته، كما نسعى لقيام مجتمع يكون فيه الانسان مواطناً لا ساكناً… لقد أخذنا الكثير من جبيل وها قد حان الوقت لاعطائها كل ما لدينا من إمكانيات.
المصدر: الأفكار
لقراءة الخبر من المصدر (إضغط هنا)