– الدنيوية خطوة إلى الأمام في المسّ، لأنّها “إغراء من أب الإغراء، فتنتقل قيمنا من خدمة الله إلى خدمة الدنيوية
***
“وحده المسيح المصلوب سينقذنا من الشياطين التي تجعلنا ننزلق ببطء نحو الدُنيوية، عبر إنقاذنا من الخطأ ومن الإغواء”. هذا ما قاله الأب الأقدس اليوم في عظته الصباحية التي ألقاها من دار القديسة مارتا، بحسب ما أورده القسم الفرنسي من موقع راديو الفاتيكان.
معلّقاً على قراءة اليوم من إنجيل لوقا والمتّبعة في الطقس اللاتيني، حثّ البابا الجميع على فحص الضمير وعلى أعمال الخير “التي تكلّف، إلّا أنها تحملنا على أن نكون متنبّهين أكثر كي لا تقترب منّا الشياطين”.
وشرح الحبر الأعظم أنّ الرب يطلب منّا السهر واليقظة كي لا ندخل في تجربة. إذاً على المسيحي أن يبقى ساهراً مترقّباً كالحرس. فالإنجيل يتكلّم عن صراع بين يسوع والشيطان، ويسوع يقول إنّ الروح النجسة عندما تخرج من الإنسان تهيم في مواقع قاحلة بحثاً عن سند؛ وعندما لا تجد هذا السند، تعود إلى حيث أتت، أي حيث يعيش الإنسان الحرّ، لذا يقرّر الشيطان أن يأخذ سبعة أرواح أسوأ منه كي تصبح حالة الإنسان أسوأ من السابق.
وتابع البابا شرحه قائلاً: “إنّ الشياطين تدخل غالباً خفية بدون أن نتنبّه لها، فتكون جزءاً من حياتنا. ومع أفكارها ووحيها، تساعد الإنسان على العيش “بشكل أفضل”، فتدخل قلبه وتبدأ بتغييره بدون إحداث أيّ ضجّة. وهذا يختلف عن المسّ الشيطاني القوي، لذا نسمّيه مسّ الصالونات، لأنّ الشيطان دخل حياتنا ببطء لتغيير المعايير ودفعنا نحو الدنيوية، بدون أن نكون أدركنا ذلك. وبهذا، نصبح سيّئين لأنّ هذا ما يريده الشيطان: الدنيوية”.
من ناحية أخرى، شرح الأب الأقدس أنّ الدنيوية خطوة إلى الأمام في المسّ، لأنّها “إغراء من أب الإغراء”: عندما يدخل الشيطان إلى حياتنا، تنتقل قيمنا من خدمة الله إلى خدمة الدنيوية فنصبح مسيحيين فاترين نتأرجح بين روح العالم وروح الله. “وهذا كلّه يُبعدنا عن الرب، لذا علينا مقاومة تلك التجارب بتيقّظ وهدوء وبدون خوف”.
وختم البابا عظته قائلاً إنّ “السهر يعني أن أفهم ما يحصل في قلبي، أي أنّه عليّ أن أتوقّف قليلاً وأتفحّص حياتي وأسأل نفسي إن كنت مسيحياً حقيقياً أو إن كنت أربّي أولادي جيّداً… وذلك كلّه يحصل عبر النظر إلى المصلوب. الدنيوية تتحطّم أمام صليب الرب، وهذا هو معنى المصلوب أمامنا. ليس زينة، بل هو ما ينقذنا من تلك الإغراءات”.
كما وحثّ البابا المؤمنين على أن يتساءلوا أيضاً إن كانوا ينظرون إلى المسيح المصلوب وإن كانوا يقومون بفحص ضميرهم ويصلّون أمام المصلوب. “من الجيّد كسر التصرّفات المريحة والتناغم الذي يبحث عنه الشيطان، والذهاب لزيارة مريض مثلاً أو مساعدة آخر، للابتعاد عن الدنيوية الروحية”.
المصدر: https://ar.zenit.org
لقراءة الخبر من المصدر: (إضغط هنا)