– ليه الإنسان بيتألم.. وشو في من بعدو؟
***
عظة الأب مروان خوري في قداس السلام في دير القديسة تريزيا الطفل يسوع – سهيلة: (2 تشرين الأول 2017)
- عيّدنا بِ 1 تشرين الأول، عيد القديسة تريزيا قلب يسوع، شفيعة كنيستنا والدير بزمن الليتورجي، زمن الصليب، وكتير مهم نتأمل بمعنى الصليب بحياتنا.
- الصليب مُرادف لالو:
– الوجع، – المشكلة، – الألم، – التجربة، – الحزن، – الجرح.. هودي كلن بلخصّن الصليب..
الصليب بيقلقنا، وبخلينا ننَرفز. الصليب متى دق بوابنا، بخوّف..
بيستبدل الفرح بالحزن، وببكّي بمطارح.. وبوصلّك لحدّ اليأس. - الصليب ما تفكرو مشوارو انو سهل.. تعو نعيشو: منبكي أوقات، ومنصرّخ، وبخلينا نطرح أسئلة كتيري..
- كل واحد صليبو غالي عَ قلبو،
وأنا كأبونا تعودت بس اقعد واسمع لمشاكل العالم،
كنت بالأول اتسمّع للمشاكل، ولكن بس الصليب طحنّني بمطرح..
صرت مش مستمع، وصرت مُشارك مع صليب الآخر…
صرت حسّ شو معنى إنسان ينوجع، وفهمت ليه الرب حيدّني عن بعض المطارح، وبخليني امرق بمشوار الصليب… ما بدو ياني مستمع او موظف، بدو ياني كون راعي اتحسّس مع رعيتي ومع أبناء رعيتي..
العدرا بتقول، ارجوكم بلحظة الصعوبة، والضيق، ما تروحو شمال ويمين..
- نطلّع بالسيللولير (آلة صغيري) إذا تخربطت وين منروح لَ نصلحها، عند الخَضَرجي او منعطيها لشي حكيم..!
لعند مين منروح بحياتنا بس نمرق بحياتنا بورطة وصعوبة، بتقول العدرا تعو قدام “المصلوب” هونيك بتلاقو جواب لجروحاتكم.. هونيك بتلاقو جواب شو معنى الألم؟ - أسئلة كتيري بتجي على راسنا، وحقنا نسأل، مش معناتا إذا سألت: الله بيزعل منك، او انتا عم تشكّك بقدرتو.. لاق حقك تطرح السئلة، لأنو
الرب بدّو ينقلك بفترة الصليب من طفل الى النضج، بدّو يطلعك صَفْ، وبدّو ياك تنجح بالفحص..
- عن الصليب مار بولس، بقول في حكمة.
لكن ما تجرّب تروح بعقلك البشري، أو بذهنك، أو بقدرتك البشرية.. أرجوكم
إذا رحتو لهونيك بقدراتكم البشرية، رح تتخانقو مع الله. ويمكن توصلو لمطرح تشكّوا بهالإله وبمحبتو لالكم…
تلميذا عماوس
- بعلمنا يسوع بالإنجيل كيف بقدر واجه صلبان حياتي، وكيف بقدر اقراهن.
تلميذين من تلاميذو، مع انو تربو وسمعو كتير يسوع، لكن لحظة الصليب دق بابن ضاعوا، ولحظة شافو يسوع ميّت عَ الصليب حسّوا بفشل وبخيبة امل، وتركو الحلم اللي اسمو يسوع..
بمشوارن على عماوس، بيدخل يسوع بيناتن “غريب“، ما بيعرفو..
وعرفو أنو الرب بوقت صعوباتك، ووقت ضيقتك قديه بكون قريب منك.. ما بيتركك، – نحنا منعتقد انو أنا وحدي، ومافي حدا حدّي، وما حدن سئلان عني – قالت العدرا مرّة لفيتسكا (إحدى رؤاة ميدوغوريه): لو بتعرفو لحظة اللي بتكونو عم تبكو وحزانى، قديه انا وإبني قراب منكم، ما بحياتكم بتيئسو او بتفقدو الرجا..
الرب بلحظة آلامك بكون أقرب بكتير من لحظة أفراحك، دخل بيناتن ودخل على لبّ المشكلة بسؤال، شو بكن حزينان، وراح يخبروه: انو حطينا أملنا بيسوع، وراح كلشي… وإنو علقو المسيح عَ الصليب ومات، وراح الأمل… !!! إنتهوا هون…
الرب ما بدّو من الصليب تقرا بس بآلامك، بدّك تنبّش من بعد الألم شو حكمة الله؟؟ بس روح عليا بالكتب البشرية، والعقل البشري، ما في جواب؟
ليه الإنسان بيتألم؟
- العلم، قدر فكّك الألم، وقال كيف الألم؟
بنبّش على البكتيريا، وبقلك السبب، أو بنبّش على حوادث، بس ليه؟؟
ليه انا بمرض، وليه الناس بموت.. وليه ؟؟؟
أسئلة كتيري ما بتلاقوها بكتب البشر.. - شو عمل يسوع، مع تلميذي عماوس، بس سمع آلامن، فات على الأم وطيّبو..
ميشان هيك، وقت صليبك، اعتمد هالطريقتين، وما رح تلاقي جواب بغيرن:
1 – بقول النص فتح أذهانهم ليفهموا:
فإذن عقلك، بدّو الروح القدس، يسطع بنورو عليك، حتى تقدر تفهم حكمة منا موجودي على الأرض، ولا بالجامعات والمدارس.. الروح القدس هوي فقط اللي عندو المعرفة لأسرار آلامك، وهوي الوحيد يللي بيقدر يشلك علامة الإستفهام، ويجاوب على
لماذا؟”
الطب بجاوب على كيف؟
بس إذا ما لقينا جواب على “لماذا”؟ بتعمل قلق، وخوف، وبتصير عايش ومش عارف شو ناطرك؟؟ نطلب من الروح القدس يضوي على أحداث حياتك، ينوّر على هالأحداث بأنوار الهية، وياخدك على حكمة منا من هالأرض..
2- تاني شغلة، أخذ يشرح لهم الكتب:
بمطرح بقول يسوع، الآن لن تفهموا شيء، لكن، سأرسل لكم الروح القدس، هو سيذكركم بما قلته لكم.. يعني بياخود الحدث اللي عم تعيشو (مؤلم – حزين – مفرح) وبيربطو بكلمة الله، وبتصير تشوف الله يكلمك:
– بالحدث،
– بالمشكلة، وهون بتحسّ انك منك وحدك، في مشروع من ورا صليبك، ومشروع مجدو كبير.. وأوقات كتير الصليب ما بخصّك؟ بخصّ الجماعة اللي بتنتمي الها، وبياخدك الروح القدس لأماكن ما بحياتو عقلك يمكن يوصلا بقدراتو الذاتية.
مثلان
- ميشان هيك اخترت شغلتين من الكتاب المقدس، (العهد العتيق) حتى اتأملهم بثمار الصليب، بس طبعاً بدنا نقراهم على ضوء الروح القدس:
1) مع موسى: لما صار في معركة بمشوار الشعب العبراني، من خلال صحراء سيناء صوب أرض الميعاد. (بين العبرانيين – العمالقة) بيلهم الرب موسى، وبقلو بتطلع على الجبل، – الشعب والجنود عم يحاربو – وبتفتح ايديك، وبتنصلب بشكل صليب، وبتصلّي… وبقول النص: لما كلّت (تعبت) يدا موسى، اخذ حجراً وجعلاه تحته.. لأنو كل ما يتعب وينزلو ايديه، يخسر الشعب، ويرجع يرفع ايديه، يربح الشعب.. هيدي القصة التاريخية بالعهد القديم، إذا بدك تقرا بالروح القدس، كل مرة بتحمل صليبك بتربح عيلتك، بيربحو ولادك.. وبالرسالة الأخيرة للعدرا، شو قالت: هناك نفوس كثيرة تغور في الخطيئة، لأن ليس هناك نفوس تُضحّي من أجلها.. ما حدن عم يحمل الصليب لخلاصها..
نعرف أنو كل مرة بتعاكسك الحياة،
أو تُضطهد فيا، وبتحمل صليبك بروح مسيحية، ما تتصوّر قديه في نفوس (مش شايفا) عم تربحا من ورا معاناتك انتا البريء…
الروح القدس لما بفرجيك ثمار آلامك، شو عم تحيي نفوس وتردّا للتوبة، ساعتا بتصير تفهم رفقا ليش قالتلو ليسوع: بعات.. وما عاد يهما الألم، ولا المرض، مع انو المرض فكّكلها عضاما عن بعضن..
2) مع نحميا: لمن هجم الأغراب على مدينة أورشليم.. بقلو الرب: عمّر بالسور وسكّر كل الثغرات.. وطلاع على رأس السور انت وبضع رجال، والمهاجمين بالآلاف، وما تخاف..
– وبتقلن للشعب الهاجم عليك: هلمّوا نقاتل، وبس قال هالكلمة.. وكانو تعبو كتير بعمار السور..
– بقول الأعداء: هلموّا نهرب.. الههم يقاتل عنهم..
بقلو الرب لنحميا: لا تخافوهم، بل اذكروا الرب الرهيب العظيم، وقاتلوا عن اخوانكم وبنيكم، وبناتكم ونسائكم وبيوتكم…
- كل مرة منتعارك مع خطية، وكل مرة منتعارك مع تجربة ومع شرّ بينتهك حياتك، تذكّر انت تقاتل عن:
– اخوانك
– واقربائك..
في أوقات أشخاص ببيوتنا، بيبقا البيْ عم ينتهك حرمة الزواج، وبيزني.. بتطلع الصرخة بعدان.. وبس يكبرو الولاد خطيئة الزنى بتصير كتير هينة. لأن البيْ ما حمي ولادو من الناحية الروحية.. والبيْ يللي عرف (وقد تكون الأم) يهدّي/ تهدّي بقوة على الأمانة الزوجية، بكون من دون عم يدري/تدري عم يتأسس بيوت قد ما تقوا عليا التجارب، ما في قوة بتقدر تربحا.. - المعاناة اللي منعيشا بالخفي، والإضطهادات اللي منعيشا ومنتعرضلا، ومنقدما للرب، بدون ما نتأفّف ونشكّ بايماننا، ما تشوفو كيف بتردّد أضعاف وأضعاف مجد بقلب بيتك ولبنيك..
نتأمل ونفكر انو آلامنا ما نخليها تروح سدى.. ولا تخلوها تروح ضيعان.. نعرف نحملا كجزء من صلاتنا للرب، ونقراها على ضوء الروح القدس، وعلى ضوء كلمتو تكون مرجعنا، حتى نقدر نفهم حكمة الله بصليب حياتنا، آمين.
رصد Agoraleaks.com