– إذا استمرَّت سكاف بانتهاج أسلوب الإستعلاء هزيمتها ستتكرر (التفاصيل)
***
أخبار عالنار- مهما كانت معركة الإنتخابات حامية، فإن الحدّ الأدنى من الخطاب السياسي الراقي مطلوب بين المرشَّحِين، إحتراماً لأنفسهم، ولعقول الناخبين، وبهدف الإبقاء على الشارع اللبناني هادئاً، لأن للشعب همومه التي تكفيه، وتجييشه بأساليب غير مسؤولة سوف يرتدّ سلباً على المرشَّح في صناديق الإقتراع.
عندما عيَّرت السيدة ميريام سكاف خلال الشهر الماضي، رجل الأعمال ميشال ضاهر، أنه يُصنِّع أكياس “بطاطا شيبس”، فإن السيدة سكاف هي مُزارِعة بطاطا، لأن زوجها النائب والوزير السابق المرحوم إيلي سكاف، كان يُفاخر بمَزارِع البطاطا وكروم العنب، التي ورِثها أباَ عن جدّ، كما كل زعيم إقطاعي، وأورثها لولديه ولزوجته ميريام.
وبصرف النظر عن رأينا بالإقطاع، والعقلية الإقطاعية، لا نصرف النظر أبداً عن أخلاقيات المرحوم إيلي سكاف، وأدبيات خطابه الراقي والوطني، وزعامته الزحلية التي لم تحفِّزه يوماً على تحقير أحد، والمعروف عنه أنه يحترم الجميع من الرئيس الى الوزير الى أبسط مواطن يزرع البطاطا في أراضي “بيت سكاف”، ولا يمكننا أن نصرف النظر أيضاً عن استعلاء مُنتج البطاطا على من جاء من عالم الأعمال والنجاحات، ليبني مؤسسة تصنيع للبطاطا والتفاح وسواهما، ويرفع عن المواطن البقاعي ذلّ تصريف الإنتاج من جهة، وتشغيل اليد العاملة البقاعية من جهة أخرى، ولعلّ خطوة السيد ضاهر ب”لملمة” إنتاج سهل البقاع خفَّفت الكثير من معاناة مزارعين يرمون أحياناً مواسمهم على الطرقات أو يتركونها لقطعان الماعز.
وإذا أردنا استعراض السيرة الذاتية لكلٍّ من السيد ضاهر والسيدة سكاف وبكل تجرُّد يتبيَّن لنا ما يلي:
السيد ضاهر، رجل أعمال ناجح، بنى مصنع “شيبس” منذ ربع قرن، ومنه إنطلق في عالم الأعمال في الداخل والخارج، ويمتلك أمبراطورية إقتصادية تضمّ نحو أربعين شركة حول العالم، وتميَّز بارتباطه العاطفي بمنطقة زحلة والجوار، ويرعى سنوياً وقبل أن يُصبح مشروع مرشَّح نيابي، عُرساً جماعياً لشباب وصبايا المنطقة على نفقته الخاصة، مما أغاظ السيدة سكاف، وعيَّرته، ربما لأنه من خارج البيوتات السياسية والإقطاع، أن من يصنع كيس الشيبس ليس “قد المقام” للرعاية، أو ربما زحلة بنظرها هي حكر لآل سكاف، والشعب الزحلي جزءٌ من الإرث الإقطاعي.
السيدة سكاف، إبنة عائلة سياسية في بشري، لا علاقة لها بالسياسة، وهذا ليس عيباً أو نقصاً، لكن مشكلتها أنها مستعجلة على الوراثة، وراثة كل شيء، وهذا الإستعجال دفعها لتغيير مذهبها من مارونية الى روم كاثوليك، وبعد أن خاضت معركة مع المراجع المارونية الرافضة لتغيير المذهب، قصدت المراجع الكاثوليكية، وخلال 48 ساعة باتت جاهزة لإستعادة المقعد الكاثوليكي في زحلة وترسيخ الزعامة، ولا ننكر على بيت سكاف موقع التوريث في زحلة، لكننا ننكر حقّ الزعامة المسلوقة على عجل.
وإذا استمرَّت السيدة سكاف في انتهاج أسلوب الإستعلاء في التعاطي بفوقية مع الآخرين، فإن تجربة هزيمتها القاسية في الإنتخابات البلدية عام 2016، ستتكرر في الإنتخابات النيابية عام 2018، لأنها تقيس زعامتها على مقاس الأراضي التي ورثتها وليس على مقاس الشعب ومدى قبوله بها زعيمة عليه، وبانتظار ما يقرره الشعب، ندعو السيدة سكاف الى “قبول حق الآخر” في زحلة، لأن ميشال ضاهر هو إبن زحلة، وهي “الآخر” القادم الى زحلة على الرحب والسِّعَة، ولكن مهلاً على الشعب وعلى الكتلة الشعبية، لأن الزعامة لا تتمّ على طريقة سلق البطاطا..