أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


من هو “مهندس حكم الأقوياء”؟!

عُلا بطرس –

تُرفع القبعة إحتراماً لمسيرة رجل نَدَرَ أمثاله في تاريخ لبنان. وحقيقة أنّ مناصري “الجنرال”، اللّقب الأحب الى قلبه، آمنوا بمبادىء وطنية كانت قد فُقدت من الممارسة السياسية بعد أن أعاد الإعتبار إليها بتضحيات جسام لاستعادة القرار الحرّ والسّيادة.

 تحوّل الجنرال رمزاً للقضية معلناً بأن التحرير آتٍ وخروج السوريين قادم وهو سيعود إلى لبنان وسيكون هناك رئيساً للجمهورية من رحم معاناة الناس. وبالعودة إلى الشّعارات التي رفعها العونيون، تكفي كتابة المسار الذي كان على الشّكل التالي: “سيادة، حرية، استقلال”، “عون راجع” “عون راجع ع بعبدا”. وثق العونيون بقائدهم وأنّ حلمهم بمتناول اليد دون أن يكترثوا لاتهامهم من قبل الأكثرية الصامتة والمهلّلة للواقع الشاذ ب”الجنون”. فهل هي صدفة أن 13 تشرين العسكري الذي أخرج العماد عون من المعادلة سيُدخله مجدّداً الرئيس الثالث عشر للجمهورية بعد 26 عاماً؟

حقيقة، إنّها مسيرة من النّضال الوطني لم تعرف التّعب أو اليأس. وقد صدق من قال بأننا كتيار تعلمنا من الجنرال الوفاء والإلتزام، لما تمتّع به من فكر حرّ أربك الإقطاع وعقدة الدونية المستحكمة في سلوك الحكام التاريخي تجاه القوى الخارجية مردفاً أن “الإستقلال يؤخذ ولا يُعطى”. فكان الإعلان عن بداية معركة التّحرر من “الخوف والحاجة” بقناعة فخامة الرئيس عون الراسخة أن الدولة الحديثة في لبنان لا يمكن أن تبصر النور إن لم يبدأ التّغيير من الذات، من الأسفل، من القاعدة التي بدورها تنتج سلطة حرّة ومستقلّة. لذا بدأ بصياغة تفاهمات وطنية لحماية السّلم الأهلي مسلّماً هندسة الملفات السياسية الى الوزير جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحرّ، الذي تخرّج من مدرسة عون كسائر أقران جيله لينشر الفكر الذي آمن به بتفاهمات خطية تُضفي على العيش المشترك التزامات فعلية.

وليس صدفة أن يتّخذ الرئيس باسيل شعار رئاسته للتيار من شعار العماد عون الشهير في العام 1989 “التيار القوي” من “لبنان القوي” مؤكداً ومصمماً أن الدولة المزمع بناؤها ضمن الورشة الوطنية ستكون على شاكلة التيار وليس العكس. فيكون رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل “مهندس حكم الأقوياء” بعد أن وضع جهداً خاصاً وتصميماً بكسر الحواجز النمطية مع “حزب الله”، “القوات اللبنانية” و”تيّار المستقبل” ورئيسه سعد الحريري مؤكّداً على أهمية الطائفة السنية في صون قيم الإعتدال لمحاربة داعش فكرياً، وفي اعتماد سياسة خارجية مستقلّة تُبعد لبنان عن الصّراعات الإقليمية وتنقل لبنان من حالة التبعية الى هيبة الدور الذي طال انتظاره! وكلّ ذلك في إطار الوفاء للجنرال عون والعمل بنهجه حيث سُئِل مرّة الوزير باسيل ماذا يقول للعماد عون، أجاب: “أنا لا أقول له شيئاً بل هو من يقولُ لي دائماً”.

فلا خوف على العهد ونجاحه في الإصلاح والتغيير لأنّ للعماد عون تياراً وشعباً وأجيالاً … فإن أرادوا أراد.

المصدر: tayyar.org