– شهداءنا واجهوا الخطر غير آبهين بما ظلّل تلك المرحلة من غموض في مواقف المسؤولين
***
كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في حفل تأبين الشهداء العسكريين الذين ذبحوا من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي: (وزارة الدفاع – 8 أيلول 2017)
- شهداءنا واجهوا الخطر غير آبهين بما ظلّل تلك المرحلة من غموض في مواقف المسؤولين.
- دماؤهم امانة في عنقنا حتى جلاء الحقيقة كاملة.
“أيها الحضور الكريم،
إنها محطة وطنية أخرى في تاريخنا ، نقف فيها بإجلال أمام جثامين شهدائنا ، ننحني أمام تضحياتِهم وتضحياتِ رفاقٍ لهم سبقوهم على دربِ الشهادةِ إياها، وشهداء استشهدوا في معركة أكملت مهمتهم فحررت الأرض وحررت جثامينهم فصانوا معاً بدمائِهم أرضَ الوطن، وحصّنوا أمن المجتمع ومستقبل أطفالنا والأحلام.
إنها محطة تمتزج فيها مشاعر الألم والحزن بمشاعر الفخر والإعتزاز والكرامة الوطنية.
شهداؤنا المسجاة جثامينهم أمامنا اليوم ، وقفوا في العام 2014 ، على خطوط الدفاع عن لبنان ، ملتزمين الواجب والمسؤولية ، وقسم الشرف والتضحية والوفاء لجيشهم ووطنهم. واجهوا الخطر والتحديات بعزمٍ وإيمان ، غير آبهين بما ظلل تلك المرحلة من غموض في مواقف المسؤولين ، سببت جراحاً في جسم الوطن ، فوقعوا في يد الجماعات الإرهابية الطامعة باستباحة بلدنا كاملاً ، وسقطوا شهداء أعزاء كباراً، شرفاء، وانضموا إلى سجل الخالدين فداءً عن لبنان وجميع اللبنانيين.
لقد كان شهداؤنا في حياتهم مصدر فخر واعتزاز لعائلاتهم ، وهم اليوم في استشهادهم أكثر حضوراً في العقول والقلوب على مساحة الوطن. إليكم يا أفراد عائلات هؤلاء الابطال ، وقد رافقناكم بصبركم وإيمانكم وسهركم وآلامكم، أقول أن تعزيتكم واجب وهي لا تكفي ، بل عهدي لكم أن دماء ابنائكم أمانة لدينا حتى تحقيق الاهداف التي استُشهد ابناؤكم من اجلها وجلاء كل الحقائق.
أيها الحضور، أيها العسكريون،
ليست الأوطان مستحَّقة لنا إذا لم نكن مستعدين لصونها بالشهادة وكل ما غلا في حياتنا… وجثامين شهدائكم يا أبناء الجيش هي شهادة للعالم على ما يدفعه لبنان ثمناً لمواجهاته الطويلة مع الإرهاب على مر السنين ، ولإيمانه بأن روح الحق والاعتدال والسلام والانفتاح ، أقوى من ظلمات الإرهابيين، وفكرهم المتطرف الداعي إلى العنف والإلغاء والوحشية سبيلاً لتحقيق أهدافهم الهدَّامة.
وبهذه المناسبة أقول مجدداً للبنانيين جميعاً ، وفاءً لتضحيات شهدائنا ، علينا تمتين وحدتنا الوطنية ، ونبذ المصالح الضيقة على حساب مصلحة الوطن والشعب ، والسعي لبناء وطن عصري، منفتح ، وثري بتنوع أبنائه وغنى حضارته ، تحقيقاً لأحلام شبابنا الذين كفروا بالانقسامات ، والتراشق السياسي ، والمشاكل المتوارثة من جيل إلى جيل.
ايها العسكريون الشهداء،
المؤهل ابراهيم مغيط
الرقيب علي المصري
الرقيب مصطفى وهبي
العريف سيف ذبيان
العريف محمد يوسف
الجندي أول خالد حسن
الجندي أول حسين محمود عمار
الجندي أول علي الحاج حسن
الجندي أول عباس مدلج
الجندي أول يحي علي خضر
أعلنكم اليوم شهداء ساحة الشرف.
الاوسمة التي وضعتها على نعوشكم هي أوسمة محبة وشكر من كل اللبنانيين لتضحياتكم من أجلهم ومن أجل وطنكم.
بشهادتكم تكبر الأوسمة ويكبر الوطن.
عاش الجيش.
عاش لبنان”.